آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ندوة في قطرعن "المعارك الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ندوة في قطرعن

الناقد الدكتور محمد عبد المطلب
الدوحة - قنا

نظم الصالون الثقافي التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث ندوة بعنوان "المعارك الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية" تحدث خلالها كل من الدكتور محمد عبدالمطلب الناقد والكاتب المصري، والدكتور شاكر نوري الروائي والإعلامي العراقي، فيما أدارها الدكتور إبراهيم الكعبي الأستاذ بقسم الاجتماع بجامعة قطر.

وأكد الدكتور محمد عبدالمطلب على أهمية الموضوع، باعتبار أن المعارك الأدبية اتخذت نسقا أدبيا.. مشيرا الى أن أصل الكلمة مجازية، حيث أن المعركة ميدان القتال، ونقل إلى معناها الأدبي.

وأوضح الناقد المصري أن هذه المعارك كانت لها حضورا في الساحة الثقافية العربية، مذكّرا بأولها في العصر الجاهلي خصوصا بين امرؤ القيس وطرفة بن العبد، واحتكامهما إلى أم جنذب التي انتصرت لطرفة، فضلا عن سوقه لمعركة النابغة الذبياني مع حسان بن ثابت في سوق عكاظ، لتمتد بين جرير والفرزدق وبين أبي تمام والبحتري ، مما انعكس على المؤلفات التراثية إلى أن وصلنا إلى عصر النهضة.

وأما المعركة التي أدارها كتاب كبار حول شوقي وحافظ ، فنوه ضيف الصالون الثقافي بأن المتعاركين انقسموا إلى ثلاث فئات، الأولى هاجمت شوقي واتهمته بالتقليد، وأنه أضاف إلى القديم قديما، فيما الفئة المدافعة عنه رأوا أنه أول المجددين، فضلا عن الصنف الثالث الذي لم يناصر أي طرف.

وعبر عبدالمطلب عن ألمه من المدرسة التي هاجمت العقاد وشوقي، ليخلص إلى أن المعركة لم تنتقص من شعرية شوقي.

أما الأديب العراقي الدكتور شاكر نوري، فجاءت مداخلته بعنوان "هل انتهى عصر المعارك الأدبية في الغرب.. فرنسا نموذجا"، منطلقا من لقائه بالكاتب المسرحي الإسباني الشهير فيرناندو آرابال في باريس، حيث سأله حينها قائلا:"لماذا انتهت المعارك الأدبية في الغرب، فأجاب الإسباني قائلا: "لأننا لم نعد نذهب إلى المقاهي".. معربا عن دهشته من الإجابة، حيث أن أدباء الغرب حاليا انكفؤوا على ذواتهم، وأصبحوا يكتبون بين جدران المنزل في عزلة تامة عن بعضهم البعض، ليسجل الناقد العراقي أن الأمر ينتهي إذاً بموت الأدب.. ولا أدب دون المعارك الأدبية.

وأشار الدكتور شاكر إلى أن المعارك الأدبية لم تنته إلا في أواخر القرن العشرين بدخول التقنيات الحديثة على الخط، وتحوّل الثقافة إلى مجرد استهلاك تحت وطأة العلامات الإعلانية الاستهلاكية، مرجعا السبب إلى غياب قامات المبدعين التي تحرك الساحة الأدبية.. في حين أن البعض يرى أن السبب هو تضاؤل اهتمام الناس بالأدب والأدباء.

وذكر أن المعارك الأدبية في أوروبا تقلصت بعد أن ظهرت الحركات والتيارات الأدبية والفنية، واندمج المثقف الأوروبي بتيارات ما بعد الحداثة التي أجمعت أغلب طروحاتها على "هامشية الإنسان" وعجزه عن التغيير بعد ولادة المفكرين الكبار أمثال فوكو و ديريدا و بورديو ، إذ ما دام الإنسان غير قادر على التغيير، عليه أن ينشغل بهمومه الخاصة وحياته اليومية، ومن هنا تسربت النزعة الفردية والذاتية للأدب.

ولفت الى أن المعارك الأدبية في العالم العربي إذا كانت وقعت في المجالس والصالونات، فإن المعارك الأدبية في أوروبا خاصة في باريس حدثت بين جدران المقاهي الأدبية كفضاء مفتوح على الآخر ، حيث أن المقاهي الأدبية ما زالت موجودة بجدرانها لكن المعارك الأدبية اختفت فيما بعد.

وعرّج الناقد العراقي على التاريخ القديم للمعارك الأدبية منذ أفلاطون وأرسطو، وفرانسوا رابليه، جيرالامو كاردانو، وجين بودان ولوي ليروي، توماس كامبانيلا وفرانسيز بيكون.

واختتم الدكتور نوري حديثه عن تأثير المعارك الأدبية على أدبنا العربي، حيث أن معارك التيار الوجودي، أثر على نخبة من الكتاب والأدباء العرب ودفعهم إلى تجسيد الواقع العربي تجسيدا وجوديا، حيث أن جبران خليل جبران من أكثر الكتاب تأثرا بالغرب الأوروبي، وكذلك الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي تأثر بالشاعرة إديث ستول وجيل أودن وروبرت فروست و ولت ويتمان.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندوة في قطرعن المعارك الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية ندوة في قطرعن المعارك الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية



GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca