آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مسلمو جنوب تايلاند يتمسكون بإحياء ثقافتهم الجاوية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مسلمو جنوب تايلاند يتمسكون بإحياء ثقافتهم الجاوية

تلمبذات يدرسن باللغة الجاوية
سايبوري - المغرب اليوم

تعلو اصوات جوقة قوامها فتيات بحجاب ابيض في مدرسة في سايبوري جنوب تايلاند، يرددن اناشيد بلغة تكاد تندثر من التداول في هذا الاقليم المسلم المتمرد.فبعد ضم هذا الاقليم المحاذي لماليزيا الى تايلاند قبل اكثر من قرن، بذلت بانكوك جهودا حثيثة لفرض هويتها الوطنية ذات الثقافة البوذية هناك.وادى شعور سكان الاقليم بالتهميش الثقافي الى توسع الدعم للتمرد المسلح ضد حكومة بانكوك، والذي راح ضحيته اكثر من تسعة الاف و100 قتيل منذ العام 2004.

ومن بين هؤلاء القتلى مدرسون ترسلهم بانكوك الى الاقليم غالبا ما يتعامل معهم المتمردون على انهم مستوطنون.فهذه المنطقة كانت تستخدم في ما مضى اللغة الجاوية التقليدية في ماليزيا، والتي تكتب بالحرف العربي، وهي ما زالت تنقل للاجيال الجديدة من خلال بعض المدارس الخاصة في مناطق المسلمين.لكنها في المقابل غائبة تماما من البرامج الدراسية الحكومية، ضمن سياسة السلطات لفرض الثقافة التايلاندية، حتى ان اسماء جديدة اطلقت على القرى ذات الاسماء باللغة الجاوية.

وازاء تلك السياسة الحكومية، بدأت اصوات تعلو داعية للمقاومة الثقافية حفاظا على الارث الجاوي.ويقول المؤرخ اسحق اسماعيل بنجاسميث في ختام درس للغة الجاوية في احدى المدارس الدينية في سايبوري "علينا ان نحافظ على الطابع الفريد لهويتنا".ويقود اسحق اسماعيل حملة لاعادة وضع لافتات باللغة الجاوية للدلالة على اسماء القرى والمدن.

يتطلب الوصول الى قرية مينغابانغ المجاورة عبور حواجز امنية عدة، قبل ان تظهر لافتة باسمها باللغتين التايلاندية والجاوية، وهو امر يرى فيه اسماعيل ومنظمته غير الحكومية "بوستا" انتصارا معنويا.يأمل اسحق في ان تمتد هذه المبادرة لتشمل الفي قرية ومدينة في جنوب تايلاند، وقد نالت مبادرته موافقة من مسؤول محلي رفيع، لكنه ازيح من منصبه في الانقلاب العسكري الذي وقع في الثاني والعشرين من ايار/مايو الماضي.

ويبدي اسحق قلقه حول مستقبل ثقافته وثقافة اجداده، ويقول "اجدادنا رووا لنا تاريخنا، لكن الحكومة تريد ان تروي لنا تاريخا آخر".وتعمل السلطات باستمرار على فرض ثقافة واحدة تدين بالولاء للقيم البوذية والملك، وهو ما لا يروق لسكان هذا الاقليم الذي كان سلطنة مستقلة ضمتها تايلاند بالقوة.وعملت السلطات في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي على فرض التعليم، وارسلت مدرسين وموظفين بوذيين الى اقصى الجنوب على حساب السكان المحليين من المسلمين.

وفي الستينات، اخضعت كل المدارس الاسلامية في الجنوب لرقابتها، طامسة اي قدرة على المقاومة الثقافية.لكن السلطات العسكرية الجديدة اعلنت نيتها اطلاق عملية سلام في البلاد التي تشهد اضطرابات منفصلة عن قضية مسلمي الجنوب.ومنذ ذلك الوقت بدأت خطابات رئيس المجلس العسكري تبث مع ترجمة مطبوعة باللغة الجاوية.ويرى رجل الاعمال عبد الله عبد الرحمن ان استئناف المباحثات لا يمكن ان يسير في الطريق الصحيح ما لم تخفف بانكوك من سياستها المتشددة تجاه الجنوب.ويقول "نحن مستعدون للسلام ونرغب في احلاله، لكن لا أدري ان كان ذلك ممكنا بعد كل هذا الوقت".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلمو جنوب تايلاند يتمسكون بإحياء ثقافتهم الجاوية مسلمو جنوب تايلاند يتمسكون بإحياء ثقافتهم الجاوية



GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca