لندن - وكالات
رغم أن البعض يرى بأن الوقت ما زال مبكرًا على أنظمة التشغيل السحابية التي تعتمد على الإنترنت بشكل كامل مثل نظام كروم Chrome OS من غوغل، إلا أن الشركة ما زالت تختبر السوق عبر إصدار مجموعة من الأجهزة المختلفة ومن شركات مختلفة، تعمل بنظام كروم السحابي الذي يعتمد أساسًا وبشكل رئيسي على متصفح كروم الذي يمثل حجر الأساس في نظام التشغيل ورغم أن غوغل طرحت عددًا من الحواسب المحمولة بنظام كروم، إلا أن جهاز Samsung Chromebook Series 3 كان ملفتًا للنظر لدى الإعلان عنه بفضل سعره الذي يبلغ حوالي 250 دولار أمريكي فقط، ووزنه الخفيف الذي يبلغ حوالي 1.1 كيلوغرام، بالإضافة إلى النحافة والتصميم الأنيق. فهل يستحق الجهاز الشراء؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال مراجعتنا الانطباع الأول 2 لدى إخراج الجهاز من علبته، سيتملكك فورًا الانطباع الإيجابي بأنك حصلت على أكثر مما كنت تتوقع الحصول عليه مقابل 250 دولار. هذا لا يعني بأن الجهاز ذو جودة تصميم متفوقة على الحواسب الأغلى ثمنًا، لكن مقابل 250 دولار قد تتخيل بأنك ستحصل على جهاز فيه عيوب واضحة في الشكل الخارجي أو التصميم أو جودة البناء. لكن المفاجأة بأن الجهاز مبني بشكل جيد جدًا. التصميم أنيق ومُدمج، لا أجزاء متحركة ولا أشياء مزعجة فيه، لوحة المفاتيح تتميز بأزرار كبيرة ومريحة جدًا في الكتابة، ربما أكثر جودة من الكثير من لوحات المفاتيح الموجودة في الأجهزة المحمولة الأغلى ثمنًا. كذلك الأمر بالنسبة للفأرة اللمسية Touch Pad التي تدعم اللمس المتعدد فهي ذات جودة مُفاجئة وحساسية عالية وتقدم سهولة كبيرة في الاستخدام، ومرةً أخرى، فهي أفضل من الفأرات اللمسية التي تجدها في بعض الأجهزة الأغلى ثمنًا صحيح أن الجهاز مصنوع بشكل كامل من البلاستيك، لكن على عكس البلاستيك الذي تستخدمه سامسونج في هواتفها والذي يعطيك الانطباع بأنه من نوع (رخيص)، لا تشعر بمثل هذا على الإطلاق بالنسبة لهذا الحاسب، الذي سنضطر لأن نكرر بأنه مبني بجودة عالية جدًا نسبةً إلى سعره العتاد3 سنتطرق الآن إلى النقطة التي ساعدت في توفير الجهاز بهذا السعر المنخفض، وهي نقطة المواصفات العتادية. باختصار يمكن أن نعتبر بأن Chromebook 3 هو جهاز يحمل مواصفات حاسب لوحي، لكن ضمن هيكل حاسب محمول. وهذه هي الحقيقة، حيث يعمل الجهاز بمعالج Samsung Exynos 5 Dual بتردد 1.7 غيغاهرتز، وهو نفس المعالج الموجود في حاسب سامسونج اللوحي Nexus 10، كما يحتوي على 2 غيغابايت من الذاكرة العشوائية RAM مع 16 غيغابايت من المساحة التخزينية. وبما أن الجهاز يمتلك مواصفات حاسب لوحي، فهذا يعني بأن الذاكرة التخزينية هي من نوع (فلاش) وليست قرصًا صلبًا تقليديًا، كما أن معالجه لا يحتاج إلى مروحة خاصة لتبريده، مما لا يساهم في تخفيف وزنه فقط، بل يعني عدم وجود أي صوت يصدر عن الجهاز أثناء الاستخدام، مثل الحاسب اللوحي تمامًا الشاشة تأتي بقياس 11.6 إنش وتحمل الدقة التقليدية الموجودة في معظم شاشات الحواسب المحمولة اليوم وهي 768×1366 بيكسل، وبهذا القياس فإن الشاشة تمتلك كثافة بيكسل أعلى من كثافة معظم شاشات الحواسب المحمولة المنتشرة بقياسات 14 أو 15 إنش، وهي مريحة للاستخدام خاصة أنها غير لامعة وغير عاكسة للضوء. لكن تمتلك الشاشة عيب وحيد وهي درجة الإضاءة المنخفضة التي تبلغ 200 nits (وحدة قياس الضوء) وهي أقل من درجة الإضاءة في معظم الحواسب المحمولة الأخرى. عمليًا هذا يعني بأنها تعمل بشكل جيد ضمن ظروف الإضاءة الداخلية للغرفة حيث لن تلحظ وجود أي فرق أو مشكلة. لكن المشكلة تظهر في حال استخدام الجهاز أمام مصدر قوي للضوء، بما في ذلك ضوء الشمس في حال كان مسلطًا على الشاشة بشكل مباشر حيث ستلاحظ صعوبة في النظر إلى الشاشة قد تصل إلى عدم التمكن من رؤيتها في حال كان الضوء قويًا ومباشرًا حتى لو قمت برفع درجة سطوع الشاشة إلى أعلى مستوىً ممكن 4 يمتلك الجهاز نفس منافذ الاتصال القياسية الموجودة في معظم الحواسب المحمولة، فهو يدعم الاتصال اللاسلكي Wi-Fi 802.11 a/b/g/n كما تتوفر نسخة من الجهاز تدعم اتصال الجيل الثالث 3G. كما يقدم منفذي USB واحد منهما يعمل بتقنية USB 3.0 الأحدث. بالإضافة إلى قارىء لبطاقات الذاكرة ومنفذ للسماعات والمايكروفون ومنفذ HDMI. جميع المنافذ متوضعة في الجهة الخلفية للجهاز. وفي حال كنت تحتاج إلى وصل الحاسب عبر وصلة شبكة Ethernet يتوجب عليك شراء محوّل خاص تبيعه سامسونج بشكل منفصل يقدم الجهاز كاميرا أمامية بدقة 0.3 ميغابيكسل وبطارية بسعة 4080 ميلي أمبير تقول سامسونج أنها كافية لتشغيل الجهاز لأكثر قليلًا من 6 ساعات، لكن فعليًا فالرقم أقل من ذلك حيث وجدت أنها تعمل لمدة تتراوح بين 4 ساعات ونصف إلى 5 ساعات. بالطبع يختلف الاستهلاك بحسب سطوع الشاشة ومعدل الاستخدام تجربة الاستخدام 5 قد لا يهتم المستخدم بالمواصفات العتادية قدر اهتمامه بتجربة الاستخدام الفعلية. بشكل عام يقدم الجهاز تجربة استخدام مريحة وممتعة، هذا بالطبع إذا افترضنا بأنك تدرك ماهي إمكانيات نظام التشغيل كونه نظام تشغيل سحابي، سنتحدث عن نظام التشغيل لاحقًا. لكن كصورة عامة، توجد عدة عوامل تجعل من الجهاز مريح وعملي. من أبرزها النقاط التي تحدثنا عنها سابقًا والمتمثلة بوزنه الخفيف ونحافته التي تبلغ أقل من 1 إنش (0.69 إنش بالضبط) ولوحة مفاتيحه الأكثر من ممتازة والفأرة اللمسية المريحة وسهلة الاستخدام. أضف إلى ذلك بأن نظام التشغيل سريع الاستجابة ويمكن أن يقلع الجهاز بشكل شبه فوري لدى تشغيله. بالإضافة إلى أن التنقل بين النوافذ والتطبيقات المفتوحة سهل وسلس جدًا لوحة المفاتيح الخاصة بالجهاز ليست مماثلة تمامًا للوحات المفاتيح التقليدية التي نستخدمها على أجهزة ويندوز وماك. ورغم أنها تقدم الحروف بنفس الترتيب المعروف إلا أنها تقدم كذلك عددًا من الأزرار الخاصة التي تتيح استخدام نظام كروم بشكل أفضل تقدم لوحة المفاتيح في الصف الأعلى منها زرين خاصين بالعودة إلى الخلف والتقدم إلى الأمام أثناء استخدام المتصفح، وزرًا لإعادة تحميل الصفحة Refresh بالإضافة إلى زر يقوم بتصغير النافذة المفتوحة وإظهار سطح المكتب، وزرًا خاصًا للتنقل بين التطبيقات المفتوحة يذكرك بزر تعدد المهام الموجود في أندرويد لكن الفارق هنا أن الانتقال بين التطبيقات يتم بشكل مباشر وبالترتيب بشكل مشابه لاختصار Alt+Tab في ويندوز. ويتضمن الصف العلوي كذلك الأزرار التقليدية للتحكم بشدة سطوع الشاشة ودرجة الصوت وبالطبع زر تشغيل أو إطفاء تشغيل الجهاز وفي الجهة اليسرى من لوحة المفاتيح استغنت غوغل عن الزر الخاص بتحويل حالة الحروف إلى الكبيرة Caps Lock، حيث نجد عوضًا عنه زرًا جديدًا يحمل أيقونة البحث يقوم بمهمتين، حيث يقوم بالضغط عليه بفتح قائمة التطبيقات المثبتة في الجهاز ضمن نافذة تنبثق من الأسفل، كما يمكن كذلك من خلال حقل البحث الموجود في نفس النافذة كتابة أي عبارة بحث، هذه العبارة قد تكون إسم تطبيق مثبت في جهازك تريد فتحه، أو أي عبارة تريد البحث عنها في محرك غوغل. بالطبع تقدم اللوحة بقية الأزرار التقليدية مثل ctrl و alt و shift وغيرها، لكن ينقص زري Home و End، الذين استغنت عنهما غوغل بهدف تكبير أحجام بقية الحروف على اللوحة، لكن لو كنت تحتاج للضغط عليهما باستمرار عادةً للانتقال السريع بين الأسطر والصفحات، فسوف تفتقد هذين الزرين فعلًا كما قلنا فلوحة المفاتيح ممتازة بشكل عام، لكن أزعجني غياب زر Caps Lock حيث تحتاج لتغيير حالة الحروف للضغط على alt وزر البحث معًا. أثناء عملي أضغط لا شعوريًا على زر البحث لتغيير حالة الحروف كما هو معتاد في الأنظمة الأخرى، فتنبثق لي عوضًا عن ذلك نافذة التطبيقات ولم أتمكن من الاعتياد على ذلك حتى الآن. لكن وجدت بعد ذلك طريقة لإعادة تعيين زر البحث كزر لتغيير حالة الحروف. أما نافذة التطبيقات فيمكن إظهارها دائمًا من الأيقونة الخاصة بها الموجودة ضمن شريط المهام أسفل الشاشة تجربة الاستخدام مريحة وسلسة، لكنها ليست كاملة. فالأمر الوحيد الذي يمكن أن أعتبره “مزعجًا” قليلًا في الجهاز هو الذاكرة العشوائية التي تبلغ 2 غيغابايت والتي لن تصبح كافية في حال قمت بفتح الكثير من التبويبات في متصفح كروم. كي تحافظ على سلاسة وأداء نظام التشغيل، لجأت غوغل للقيام بإفراغ الذاكرة من التبويبات التي مرت فترة معينة ولم تقم بفتحها. عند العودة لفتح أحد هذه التبويبات ستلاحظ أن الصفحة الموجودة ضمنه سيتم إعادة تحميلها من جديد وكأنك تفتحها الآن للمرة الأولى، وذلك لأنها خرجت من الذاكرة تمامًا. بالطبع هذا يحدث كي تحافظ غوغل على سلاسة وسرعة نظام التشغيل، حيث يبقى النظام سريعًا كالمعتاد أثناء التنقل بين التطبيقات واستخدام ميزاته الأخرى، لكن لدى العودة إلى إحدى التبويبات التي خرجت من الذاكرة، ستضطر إلى انتظار تحميلها مرة أخرى. عادةً يبدأ هذا بالظهور لدى فتح حوالي 15 تبويب وما فوق كما لاحظت، لكن الأمر يختلف بالطبع من مستخدم لآخر وذلك بحسب التبويبات وتطبيقات الويب التي يستخدمها ومدى استهلاكها للذاكرة نظام التشغيل Chrome OS هو نظام تشغيل سحابي، لا يعتمد على التطبيقات التقليدية المستخدمة في أنظمة التشغيل الأخرى، بل يعتمد بشكل كامل على تطبيقات الويب التي تتطلب اتصالًا دائمًا بالانترنت، باستثناء بعض التطبيقات التي تدعم العمل دون اتصال بالانترنت. وهذا ليس عيبًا أو مشكلة في نظام التشغيل، وذلك لأنه مصمم أساسًا بهذا الشكل. يأتي النظام مع مجموعة من تطبيقات غوغل المثبتة بشكل افتراضي مثل Google Drive و Google Docs و Google Calendar و Gmail وغيرها، بالإضافة طبعًا إلى متصفح كروم حجر الأساس في نظام التشغيل. ويمكن من خلال متجر كروم الحصول على آلاف التطبيقات المصممة خصيصًا للعمل ضمن المتصفح. وتتراوح بين تطبيقات تحرير المستندات إلى تحرير الصور والفيديو والألعاب. بالتأكيد هذه التطبيقات لا تصل إلى قوة التطبيقات التقليدية، لن تجد شيئًا مشابهًا لفوتوشوب (على سبيل المثال) من حيث القوة، لكنك ستجد تطبيقات تؤدي المهام الأساسية لتحرير الصور والتعديل عليها. وقس على هذا المنوال بالنسبة للتطبيقات التي تنتمي إلى فئات أخرى لهذا يأتي الجهاز بمساحة تخزينية محدودة 16 غيغابايت وذلك لأن العمل سيكون محصورًا في تطبيقات الويب، وستكون جميع ملفاتك وأعمالك محفوظة على الانترنت، مما سيحميها من الضياع. أما بالنسبة للتطبيقات التي تدعم العمل دون اتصال بالانترنت ستستخدم هذه المساحة لتخزين ملفاتها ومعلوماتها، كما يمكن استخدام هذه المساحة لتخزين ملفاتك الخاصة ذات الأحجام الصغيرة نسبيًا مثل الصور. كما تقدم غوغل لمستخدمي أجهزة كروم بوك 100 غيغابايت من مساحة التخزين السحابية بشكل مجاني لمدة عامين نظام كروم يدعم اللغة العربية الموجودة بشكل رسمي ضمن اللغات المدعومة حيث يمكن إظهار نظام التشغيل باللغة العربية والقراءة والكتابة بالعربية دون مشاكل، حتى أن دليل التشغيل الموجود ضمن علبة الجهاز يتوفر بعدة لغات من ضمنها العربية، رغم أني طلبت جهازي من الولايات المتحدة. لكن أجهزة كروم لا تتوفر بعد بلوحات مفاتيح عليها اللغة العربية، لهذا عليك إما أن تكون حافظًا لمواقع الأحرف العربية وتستطيع الكتابة دون النظر إلى لوحة المفاتيح، أو أن تقوم باستخدام لصاقات الحروف العربية التي تستخدم عادةً في مثل هذه الحالة هل هذا الجهاز مناسب لي؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد على استخدامك. غوغل لا تسوق الجهاز أساسًا كجهاز رئيسي يصلح لتأدية جميع المهام، بل هو مصمم أساسًا كجهاز ثاني تستطيع استخدامه إلى جانب حاسبك الرئيسي. إن كنت ترغب باستخدام كروم كجهاز رئيسي يصلح لجميع الاستخدامات فلا يُنصح بذلك. بالتأكيد، مع تطور تقنيات الويب وتطور تطبيقات الويب كي تصبح أكثر قوةً وغنىً فنحن نتجه إلى مستقبل ستحل فيه التطبيقات السحابية مكان التطبيقات التقليدية، وحتى أنظمة التشغيل مثل ويندوز وماك، ستصل إلى لحظة تتحول فيها إلى أنظمة سحابية كذلك. سنصل إلى هذه اللحظة في فترة من فترات المستقبل. لكن حاليًا، فما زال هذا النوع من الأنظمة محدودًا بتقنيات الويب والتطور الذي وصلت إليه حتى هذه اللحظة. ورغم أن غوغل قد عرضت خلال مؤتمر Google I/O 2013 بعض التقنيات المثيرة للإعجاب من بينها لعبة ثلاثية الأبعاد برسوم مقاربة لرسوم ألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن تعمل ضمن المتصفح، لكن ما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت قبل أن نشهد انتقال جميع التطبيقات والألعاب إلى السحابة نظام كروم مخصص لمن يحتاج إلى حاسب ثاني رخيص يمكن أن يؤدي جميع المهام الأساسية مثل تصفح الويب واستخدام البريد الالكتروني وتطبيقات الويب المتنوعة. في هذه الحالة فأجهزة كروم بوك تقدم قوة إنتاجية أعلى بمراحل من الحواسب اللوحية، وبنفس السعر إن لم يكن أقل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر