باريس - أ.ف.ب
"استيقظ" المسبار الاوروبي "روزيتا" (حجر رشيد) التابع لوكالة الفضاء الاوروبية الاثنين كما كان مقررا، بعد سبات استمر 31 شهرا، ليبدأ عملية التحضير للهبوط على متن مذنب قطره اربعة كيلومترات، في مهمة هي الاولى من نوعها في تاريخ غزو الفضاء.واستأنف المسبار تشغيل اجهزته ليل الاثنين بعدما كانت مطفأة على مدى اشهر طويلة للاقتصاد في الطاقة، وتلقى مركز التحكم الفضائي الاوروبي في الارض الاشارة الاولى منه عند الساعة 18,18 ت.غ.
والمسبار الآن على مسافة 800 مليون كيلومتر من كوكب الارض، وسيبدأ استعداداته للهبوط بعد اشهر على سطح المذنب "67بي/تشوريوموف-غيراسيمنكو"، الذي سيلتقيه في الصيف المقبل، ويبقى على سطحه حتى آخر العام 2015. وترمي هذه المهمة الى اجراء دراسات وتحاليل على سطح المذنب الآتي من اعماق الفضاء، تتيح للعلماء كشف اسرار نشوء النظام الشمسي وتطوره.
وقد اختار العلماء هذا المذنب دون سواه من الاف المذنبات القريبة، لانه امضى مليارات السنين في اعماق الفضاء قبل ان يؤدي اقترابه من كوكب المشتري في العام 1959 الى تغيير مساره. ومعنى ذلك ان المذنب بقي بعيدا عن اثر اشعة الشمس وحرارتها.من المقرر ان يهبط المسبار روزيتا على سطح المذنب في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2014. ويحمل المسبار على متنه 21 جهازا لدراسة "كل شيء عن المذنب" بحسب العلماء، من تكوينه وحقله المغناطيسي الى جاذبيته ودرجة حرارته.ويشبه العلماء هذه المهمة بمهمات فهم تطور الحضارات من خلال التنقيب عن الاثار، ومن هنا اكتسب المسبار اسمه "روزيتا" اي حجر رشيد الذي يعود لاكتشافه في القرن التاسع عشر الفضل في فك رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر