واشنطن - أ.ف.ب
عد سنوات من الإعلان عنها، تستعد تكنولوجيا "لاى فاى "Li-Fi " الأسرع من “الواى فاي” 100 مرة لمغادرة المختبر والانطلاق إلى معترك سوق العرض والطلب، بعد أن بدأت بعض المنتجات تشق طريقها إلى معارض ومؤتمرات التكنولوجيا والاتصالات السنوية، مثل القمة العالمية للاتصالات المحمولة فى برشلونة، رغم أن التركيز كله ينصب على الجيل الخامس.
وتكنولوجيا لايفاى تقنية متطورة ومبتكرة تستخدم أشعة الضوء المرئى مثل المصابيح الكهربائية العادية – وليس الموجات اللاسلكية كما هو الحال فى شبكات الواى فاى الحالية - فى نقل البيانات وتوفير الاتصال بالإنترنت. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق التجارة فى منتجات لايفاى إلى 113 مليار دولار قبل 2022، ويعكف الباحثون على تطوير سرعات نقل البيانات بهذه التكنولوجيا لتصل إلى جيجابت فى ثانية، وهى سرعة أعلى من الإنترنت السريع عبر الألياف الضوئية.
تستفيد تكنولوجيا لايفاى من المصابيح التى تعمل بتقنية الصمامات المشعة للضوء وهى فى حقيقة الأمر أشباه موصلات، فالتيار الكهربى نفسه الذى يمر من خلالها لإنتاج الضوء يمكن غلقه وفتحه بسرعة فائقة، مما يجعل الضوء يومض لترميز مسارات متوازية من البيانات. ورغم أن العين البشرية لا تستطيع إدراك هذا الوميض، لكنه يشبه إلى حد كبير النسخة الرقمية من شفرة مورس.
وعندما تقترن الصمامات المشعة للضوء بتكنولوجيا معالجة الإشارات، فإنها تستطيع إرسال البيانات إلى مجسات الصور المدمجة فى الهواتف الذكية ووحدات “دونجل” وغيرها من الأجهزة، وهى تعمل بالمبدأ نفسه الذى تعمل به أجهزة التحكم عن بعد، التى تستخدم الأشعة دون الحمراء فى توجيه مسارات ضئيلة من البيانات إلى أجهزة التليفزيون ودُمى الأطفال، لكن الضوء المرئى – بخلاف الضوء تحت الأحمر – يستطيع أن يصل إلى مستويات من الكثافة تلتقط كميات أكبر من البيانات. وقد استخدم الباحثون هذه الخصائص فى إنشاء شبكات لايفاى تصل سرعات التنزيل بها إلى أكثر من 200 جيجابت فى الثانية.
رغم أن منتجات وتقنيات اللايفاى لا تزال حبيسة فى أغلبها بين جدران المختبرات، نجحت مجموعة من أوائل الشركات فى طرح منتجات لايفاى مثل شركة “بيور لايفاي” التى طرحت فى القمة العالمية للاتصالات المحمولة وحدة “دونجل” لأجهزة الكمبيوتر والحاسبات المحمولة، وشركة "وليدكوم" الفرنسية الواعدة التى عرضت منتجاتها لتوصيل الإنترنت بالإضاءة فى المكاتب والشركات.
عندما تحدث عن هذه التكنولوجيا فى عام 2011 وطرح مصطلح لايفاى Li-Fi لأول مرة، قال هارالد هاس، أستاذ الاتصالات الجوالة فى جامعة أدنبرة، خلال "محاضرات تيد": “كل ما نحتاج إليه هو تركيب رقاقة صغيرة فى كل جهاز إضاءة محتمل ليقوم بوظيفتين أساسيتين: “الإضاءة والنقل اللاسلكى للبيانات”.
بعد أقل من عام من هذه المحاضرة، أنشأ هاس شركة “بيور لايفاي” من أبحاثه الجامعية فى أدنبرة، وأطلقت الشركة جهاز “لايفاى إكس”، وهو عبارة عن جهاز توصيل يتصل بمصابيح “الصمامات المشعة للضوء” ووحدة “دونجل” توفر التنزيل والتحميل بسرعة 40 ميجابت فى الثانية. وكانت المنتجات والأجهزة التى أعلنتها “بيور لايفاي” قد حققت ربع سرعة النقل المفترضة لها، مما جعلها تقارن بالنسخ الأولى من “الوايفاي”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر