واشنطن-الدار البيضاء اليوم
انطلق زائر جليدي من حافة نظامنا الشمسي، وأصبح مرئيًا لفترة وجيزة على أنه المذنب "كاتالينا" قبل أن يختفي إلى الأبد منذ خمس سنوات.وكان مرصد الستراتوسفير لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء (مرصد صوفيا الطائر) من بين العديد من المراصد التي التقطت منظرا لهذا المذنب، حيث نجح المرصد باستخدام إحدى أدوات الأشعة تحت الحمراء الفريدة الخاصة به، من التقاط بصمة (الكربون) داخل الوهج الغباري لذيل المذنب.والآن ساعد هذا الزائر لمرة واحدة إلى نظامنا الشمسي الداخلي في شرح المزيد عن أصول الأرض، حيث أصبح من الواضح أن مذنبات مثل (كاتالينا) يمكن أن تكون مصدرا أساسيا للكربون على كواكب مثل الأرض والمريخ أثناء التكوين المبكر للنظام الشمسي، كما كشفت دراسة جديدة أجريت بالتعاون بين وكالة ناسا والمركز الألماني للفضاء الجوي ونشرتها دورية "بلانتيري ساينس جورنال".
ويقول المؤلف الرئيسي للبحث تشارلز وودوارد، عالم الفيزياء الفلكية والأستاذ في معهد توين سيتيز مينيسوتا للفيزياء الفلكية بجامعة مينيسوتا الأمريكية: "الكربون هو مفتاح التعلم عن أصول الحياة، وما زلنا غير متأكدين مما إذا كان بإمكان الأرض احتجاز ما يكفي من الكربون بمفردها أثناء تكوينها، لذلك يمكن أن تكون المذنبات الغنية بالكربون مصدرا مهما لتوصيل هذا العنصر الأساسي الذي أدى إلى الحياة كما نعرفها".وتنشأ المذنبات من سحابة أورت في أبعد نطاقات نظامنا الشمسي، ويمتلك المذنب (كاتالينا) وغيره مدارات طويلة تصل إلى عتبة بابنا السماوي دون تغيير نسبيا، وهذا يجعلها مجمدة بشكل فعال في الوقت المناسب، مما يوفر للباحثين فرصا نادرة للتعرف على النظام الشمسي المبكر الذي أتت منه.
وتمكنت أرصاد صوفيا بالأشعة تحت الحمراء من التقاط تركيبة الغبار والغاز أثناء تبخره من المذنب، مشكلاً ذيله.وأظهرت الملاحظات أن المذنب (كاتالينا) غني بالكربون، مما يشير إلى أنه تشكل في المناطق الخارجية للنظام الشمسي البدائي، والذي كان يحتوي على خزان من الكربون يمكن أن يكون مهمًا لبذر الحياة.وبينما يعتبر الكربون مكونًا رئيسيًا للحياة، كانت الأرض المبكرة والكواكب الأرضية الأخرى للنظام الشمسي الداخلي شديدة الحرارة أثناء تكوينها، لدرجة أن عناصر مثل الكربون فقدت أو استنفدت.وفي حين أن عمالقة الغاز الأكثر برودة مثل كوكب المشتري ونبتون يمكن أن تدعم الكربون في النظام الشمسي الخارجي، قد يكون حجم المشتري الكبير قد منع الكربون من الاختلاط مرة أخرى في النظام الشمسي الداخلي.ويعتقد الباحثون أن تغييرًا طفيفًا في مدار كوكب المشتري سمح لسلائف صغيرة مبكرة للمذنبات بخلط الكربون من المناطق الخارجية إلى المناطق الداخلية، حيث تم دمجها في كواكب مثل الأرض والمريخ.وتساعد تركيبة مذنب (كاتالينا) الغنية بالكربون على تفسير كيف تطورت الكواكب التي تشكلت في المناطق الحارة الفقيرة بالكربون في النظام الشمسي المبكر إلى كواكب بها عنصر داعم للحياة.
قد يهمك أيضا:
تحديد "أبعد جسم فضائي" يُعثر عليه في نظامنا الشمسي
روفر صيني سيهبط على سطح المريخ في مايو المقبل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر