آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يموت الحب بموت الشريك

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - يموت الحب بموت الشريك

يموت الحب بموت الشريك
القاهرة - المغرب اليوم

بعد أن تزوجا وربط بينهما رباط الحياة الزوجية المقدس، ومرت عليهما السنوات بحلوها ومرها وبعد أن إلتحما سويا ليكونا جسدا واحدا، وبعد أن تعلق كل منهما بالآخر، يأتي الموت ليفرق بينهما وليشعر ما بقي منهما على قيد الحياة بمرارة الحرمان من شريكه وحبيب عمره وزميل كفاحه، يأتي الموت ليفصل بينهما للأبد، وليحكم عليهما بحكمه الأخير فلا مجال هنا لنقض أو إستئناف ولا مجال أبدا لعودة الأحبة مهما بكت العين وحزنت الروح وتألم القلب.
 
نعم لن يعودوا أبدا، ولكن هل يموت الحب بموت شريك الحياة؟
 تختلف الإجابة على هذا السؤال من حالة إلى أخرى ولكن الإجابة التي تمثل الغالبية العظمى من الأزواج والزوجات، والتي نراها في عيون زوجة قد مات زوجها وحبيبها وشريك عمرها هي أن الحب لا يموت أبدا في القلب بموت الحبيب والزوج ولا يمكن لإمرأة وزوجة أحسنت عشرة زوجها وأحسن عشرتها وأحبها وراعاها وحفظها أن تسمح بأن يحدث ذلك ولو لحظة واحدة.
 
فالحب الذي دام سنوات عديدة وأثمر عن عشرة طيبة وذكريات ثمينة لا يمكن أن يموت أبدا، ولا يمكن أن يقل، فمن كان مكانه القلب لا يمكن أن يموت، ولا يمكن أن ينسى فهو في العين ما دامت تبصر وفي القلب ما دام ينبض.

نعم لن يموت الحب بموت شريك الحياة، بل سيحيا وسيبقى في وجدان الطرف الآخر ما دام أنه قد أحبه بصدق وعاش معه بضمير يقظ، بل سيتوج الحب بالإخلاص، نعم فما أجمل الإخلاص بعد رحيل الأحبة،  فهو أنبل ما يمكن أن يهديه المحب الذي فقد شريك حياته وحبيبه وأنيسه إلى روحه الطيبة.
 
وهنا لا يمكن أن ننسى نماذج طيبة لأزواج ماتت زوجاتهم وعاشوا على ذكراهن حاملين في قلوبهم كل لحظة جميلة جمعتهم بهن، ولا يمكن أن ننسى أبدا زوجات مات أزواجهن ضرب بهن المثل في العفة والصبر وقوة الإرادة، فكم جميل هو الوفاء وكم جميل أن يحيا الشريك بحب شريكه الذي فقده بالموت، والذي سبقه إلى العالم الآخر، وكم مريح للنفس أن تختلي بذكريات الأحبة وتسعد بنفحاتهم العطرة.
 
أعلم أن الموت حقيقة وهو حق علينا جميعا وهو نهاية واحدة ومصير محتوم ومؤكد للجميع، ولا إعتراض عليه أبدا، ولكن ربي هو خالقنا يعلم بما تلج به أنفسنا من أوجاع ويعلم قدر حزننا على الأحبة ويقدر ما يمر به الإنسان عندما يفقد عزيز له. 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يموت الحب بموت الشريك يموت الحب بموت الشريك



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca