القاهرة - المغرب اليوم
لا يوجد شك في أن الولادة الطبيعية هي الأفضل على الإطلاق للأم والطفل، وكثرت الأبحاث في الآونة الأخيرة على تأثير الولادة الطبيعية على الطفل، حيث إن الأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي تكون مناعتهم أقوى من الذين يولدون عن طريق عملية قيصرية، والسبب في ذلك هو احتواء قناة المهبل التي يخرج منها الطفل على بكتيريا نافعة، عندما يمر بها الطفل تعزز من مناعته وتقيه مستقبلًا من أمراض مختلفة وعلى رأسها الحساسية والربو.
اقرئي أيضًا: الولادة القيصرية تقلل مناعة طفلك
إذًا، فإن الولادة الطبيعية تعطي الطفل مناعة أكبر ضد هذه الأمراض من الولادة القيصرية، ومن هنا ظهر توجه جديد، بدأ في أستراليا واتجه حديثًا إلى بريطانيا، وهو أخذ هذا السائل المهبلي والمسح به على الطفل المولود حديثًا، عن طريق ولادة قيصرية، بحيث ينتفع من هذه البكتيريا، ويكون على حد سواء مع نظيره المولود طبيعيًا، فهل هذه الطريقة بالفعل أثبتت نجاحها؟ وما هي الأضرار التي من الممكن أن تنتج جراء هذا الاتجاه؟
كيف يتم مسح الطفل بالسائل المهبلي؟
كما ذكرت، هي طريقة جديدة يحاول بها الأطباء إعطاء الطفل ميزة الولادة الطبيعية التي حرم منها عن طريق المسح على جسمه بالكامل، بما في ذلك عينيه وفمه بالسائل المهبلي الخاص بوالدته، حتى يحصل على البكتيريا النافعة التي تعزز من مناعته في المستقبل.
ما هي الأضرار الناتجة عن ذلك؟
نظريًا، فإن عملية المسح ستكون بمثابة مرور الطفل عن طريق المهبل، والفائدة ستكون واحدة، ولكن أكد معظم الباحثون والأطباء في هذا المجال على خطورة هذه العملية، ويرجع السبب إلى احتمالية إصابة الأم بمرض تناسلي ينتقل للطفل مباشرة عند المسح عليه، وخاصةً أنه في أغلب الدول لا تمر الأم بتحليل قبل الولادة يمكن الطبيب من معرفة ما إذا كانت مصابة بأمراض تناسلية أم لا، كما أنه من الممكن أن يتلوث هذا السائل في مرحلة نقله من الأم للطفل، لذا فمن الأحوط ألا يتم المسح على الطفل حديث الولادة بالسائل المهبلي الخاص بالأم.
ويؤكد الأطباء على أن مناعة الطفل تزيد عن طريق الرضاعة الطبيعية المنتظمة، بالإضافة إلى تناول المواد الغذائية غير الضارة، والتي تعزز وتقي الطفل من الأمراض في المستقبل، لذا فليس هناك حاجة ماسة إلى هذه العملية مع وجود بدائل نافعة ومؤثرة بشكل أكبر لدى الأم.
كما أن الأبحاث حول هذا المجال، لم تؤكد بشكل واضح أن المسح على الطفل بالسائل المهبلي يعزز مناعته، ويكون كالمولود طبيعيًا، فلم يكن هناك نتيجة واضحة وتجربة إيجابية على هؤلاء الأطفال، لذا فما الداعي لفعل تصرف لم تثبت فاعليته، بل على العكس من الممكن أن يتسبب في ضرر مباشر على الطفل؟
تريد كل أم أن يحصل طفلها على أقصى استفادة منها، ولكن إذا رجح الطبيب الولادة القيصرية عن الطبيعية لأسباب طبية، فلا يمكن عندها أن تلومي نفسك، بل حاولي أن تعوضي طفلك عن طريق الرضاعة الطبيعية والاهتمام بصحته وتغذيته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر