تصاحب مرحلة الحمل الكثير من التغيرات التي تحدث للمرأة، وتشمل هذه التغيرات ما يطرأ على الجسم والبشرة ومعدل هرمونات الجسم والتغيرات النفسية، كما نلاحظ أن كل مرحلة من مراحل الحمل تشتمل على مجموعة من التغيرات، التي قد تظل موجودة أو تختفي لتحل محلها تغيرات أخرى جديدة في مرحلة الحمل التالية.
وتستمر هكذا التغيرات حتى تنجب الأم طفلها، ولكن ماذا عن التغيرات التي تحدث داخل الجسم؟ فكما يؤثر الحمل على شكل الجسم الخارجي فهو يؤثر أيضًا على الشكل الداخلي للجسم وتركيبات الأعضاء والأجهزة.
وفي هذا المقال، سنوضح لكِ أهم التغيرات الخفية التي تحدث داخل جسم المرأة خلال مرحلة الحمل.
اقرئي أيضًا: تغير الوزن أول الحمل: 8 أسباب و8 حلول
من المعروف علميًا أن السبب الرئيسي لحدوث التغيرات الجسمانية والنفسية لدى المرأة خلال الحمل، هو التغير في نسبة الهرمونات داخل جسمها، فإما أن تنشط هذه الهرمونات أو تثبط ويقل إفرازها، ونتيجة لاختلاف أثر فاعلية هرمون معين من جسم لآخر، فإن التغيرات المصاحبة للحمل أيضًا، قد تختلف من سيدة إلى أخرى حسب طبيعة وحالة كل سيدة.
التغيرات المتعلقة بالمهبل والرحم:
يتضخم ويزداد حجم الرحم وتتمدد خلاياه العضلية، ويصبح شكله مستديرًا في نهاية الشهر الأول، بعد أن كان ثلاثيًا في الأصل وتصبح حامضيته من 4 إلى 6، أما عنق الرحم فيصبح أقصر وأعرض وأكثر مرونة، كما تسمك وتنتفخ الطبقة المبطنة المخاطية له، وتزداد أيضًا الإفرازات المهبلية في هذه الفترة.
التغيرات في الجهاز البولي:
تتمدد عضلات الجهاز البولي ويحدث توسع في القناة البولية، كما يحدث تحفيز بسبب الهرمونات، فتنتفخ المثانة وتتعرض للضغط عليها بواسطة رحم المرأة الحامل، لذلك تشعر الحامل دائمًا بامتلاء المثانة والحاجة إلى تفريغها، وتزداد احتمالية حدوث ركود البول في المثانة، وبالتالي قد يسبب ذلك التهاب في مجاري البول.
التغيرات المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية:
تعتبر الأم المصدر المغذي الوحيد لجنينها، ولذلك تزداد نسبة ضخ الدم بمعدل 30-50% طوال فترة الحمل، لتتلاءم مع التغيرات البيولوجية التي تواجهها الأم، كما أن القلب يكبر حجمه قليلًا، ويزداد معدل نبضات القلب ليفوق المعدل الطبيعي بـ15 نبضة/ دقيقة، ويزداد نتاج عضلة القلب بمعدل 50% وخاصةً في الثلث الأول من الحمل ويتراوح بين 4-7 لترات في الثلث الثاني من الحمل.
تضعف في أثناء الحمل مقاومة الجهاز الوعائي، نظرًا لارتخاء العضلات الملساء وتوسع الأوعية الدموية، بسبب زيادة إفراز هرمون البروجيسترون، ما يتسبب في انخفاض ضغط دم المرأة الحامل بمعظم فترات الحمل.
التغيرات المتعلقة بالدم:
يزداد عدد كريات الدم الحمراء بمعدل 20-30% في أثناء الحمل، كما يرتفع عدد كريات الدم البيضاء إلى 20 ألف/ المايكرولتر، أما الصفائح الدموية فيتناقص عددها ليتراوح بين 100-150 ألف صفيحة/ مايكرولتر.
وخلال أشهر الحمل وبعد الأسابيع الأولى من الولادة، تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بتجلطات الدم، نتيجة لفرط إفراز الكبد لعوامل التخثر المختلفة، لذلك يوصى بتحرك المرأة بعد الولادة لتجنب حدوث أي جلطات.
تغيرات العضلات:
مع التقدم في عمر الحمل، يتعرض جسم المرأة لتغير في وضعيته، حيث يزداد ميلان الحوض ويتقوّس الظهر، كما يحدث تمدد لعضلات البطن، تعمل هرمونات البروجيسترون والأستروجين والريلاكسين على تحفيز استرخاء المفاصل والغضاريف والأربطة.
تغيرات الجهاز الهضمي والمعدة:
خلال مرحلة الحمل، تزداد أعراض الغثيان والتقيؤ، ويقل انقباض عضلات المعدة والأمعاء، بسبب تأثير هرمون البروجيسترون، ما يسبب الإصابة بالإمساك، كما يؤدي تضخم عضلة الرحم في أثناء الحمل بإزاحة رأسية تدريجية لكل من المعدة والأمعاء، حيث تتخذ المعدة وضعًا عموديًا، بدلًا من الوضع الأفقي الطبيعي، ما يتسبب في زيادة الضغط المؤثر على المعدة، ويزداد امتصاص الماء في الأمعاء.
اقرئي أيضًا: كيف تتغلبين على الحموضة والإمساك أثناء الحمل؟
التغيرات الكلوية:
يزداد حجم كل من الكليتين والحالبين عند المرأة الحامل، إلى أكثر من 70% عن حجمهم الطبيعي، كما يزداد تدفق الدم إلى الكلى ويزيد نشاطها بنسبة أكثر من 50% عن الطبيعي.
التغيرات التنفسية:
تتسبب التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل في تغير تركيبة الأوعية الدموية المخاطية في القناة التنفسية، وينتج عنها انتفاخ بطانة كل من الأنف والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية، كما يزيد استهلاك الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون لدى المرأة الحامل، ما يسبب قصور في التنفس.
ونظرًا لتأثر الحجاب الحاجز بالحمل وارتفاعه بمقدار 4 سم إلى الأعلى، نتيجة لتوسع الرحم، فإن سعة الرئتين تتناقص نتيجة للزيادة التعويضية في قطر الصدر، وفي الواقع تكون عملية التنفس في أثناء الحمل بطنية أكثر من كونها صدرية، ما يجعل التنفس أسهل في وضعية الاستلقاء.
اقرئي أيضًا: ضيق التنفس أثناء الحمل: الأسباب والحلول
الحمل هو أكبر حدث في حياة المرأة، وكل ما يحدث من تغيرات داخل الجسم أو خارجه أمر طبيعي، فهناك كائن حي يتكون ويعيش داخلكِ يترك تأثيرًا على كل أنحاء جسمك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر