ليس بالسهل أبدا تحمل الألم الناتج عن التهاب عرق النسا عندما يحصل، و لك أن تتخيلي شدته إن ضرب فجأة خلال فترة الحمل! يعتبر هذا الالتهاب المؤلم الذي يصيب العصب الوركي من أكثر الالتهابات شيوعاً في فترة الحمل، و من أشدها ألماً أيضاً.
لكن، كيف يمكن تخفيف هذا الألم في حين أن معظم الأدوية ممنوعة خلال هذه الفترة؟ إليك بعض النصائح.
ماذا نعني بألم التهاب عرق النسا؟
ينتج التهاب عرق النسا عن ضغط على واحد من عصبي الورك المجودة في الجسم. يمتد هذان العصبان، و اللذان يعتبران من أكبر الأعصاب في الجسم، من وراء الساقين، وصولًا للجزء السفلي من العمود الفقري.
عندما يحدث تهيج على مستوى هذان العصبان، ينطلق شعور بألم شديد إما بين الفقرتين القطنيتين الرابعة و الخامسة (L4-L5) أو الفقرة القطنية الخامسة و الفقرة العجزية الأولى (L5-S1)، و قد يمتد هذا الألم إلى الأرداف، الفخذ أو حتى القدم.
هل يزداد احتمال الإصابة بالتهاب عرق النسا أثناء الحمل؟
قد يتصور المرء أن وزن الطفل في البطن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب عرق النسا، لكن هذا التفكير عارمن الصحة. صحيح أن المرأة الحامل عادة ما تشتكي من آلام موضعية في منطقة الظهر، سواء على مستوى أسفل الظهر، تجويف الكلي، الحوض، أو حتى منطقة العصب الوركي.
لكن في هذه الحالة، نتحدث عن "التهاب عرق النسا الكاذب". عندما يتعلق الأمر فعلياً بالتهاب عرق النسا، يترتب عن ذلك تورم حول العصب الوركي أو حتى انزلاق الغضروف الأساسي.
و قد ينتج الألم أيضاً عن ضغط على مستوى الرباط. عامة، يرجح أن الحوامل اللاتي تعانين من التهاب عرق النسا، سبق و عانين منه قبل حدوث الحمل.
ما هي أعراض التهاب عرق النسا؟
الألم هو العلامة الأكثر دلالة على وجود التهاب في عرق النسا. يوصف هذا الألم عادة بكونه كسلسلة طعنات سكين متوالية أو تيار كهربائي يصيب منطقة الورك. قد ينتج عن هذا الألم ما يشبه الوخز متمركز في نفس المنطقة، يتفاقم عندما يكون المرء في وضعية جلوس. و تشمل الأعراض النمطية الأخرى:
- تنميل على المستوى الطرف السفلي
- ضعف في العضلات
- وخز
هل هناك من علاج لالتهاب عرق النسا؟
يستطيع الأشخاص الذين يعانون من التهاب عرق النسا أخذ مسكنات للألم قوية بعض الشيء، لكن، بما أن مجال الأدوية ضيق في فترة الحمل، بسبب الخطر الذي قد تشكله بعض من هذه الأدوية على حياة الجنين، يبقى الحل الفعال الوحيد المفتوح في وجه المرأة الحامل هو العلاج الطبيعي، بصرف النظر عن الأسيتامينوفين الذي قد يصفه الأطباء أحياناً.
غالباً ما يدعوا أخصائيو العلاج الطبيعي النساء الحوامل لممارسة تمارين رياضية هادفة لتقوية الحوض، و أيضاً حزام البطن و الظهر لمساندة العضلات في تحمل وزن الطفل. قد يساعد ارتداء حزام الحمل المطاطي في تعزيز عمل هذه التمارين.
بعض النصائح الفعالة لتجاوز آلام التهاب عرق النسا :
- ضعي كيسا ًمن الثلج على المنطقة المعنية
- ارتدي الأحذية المسطحة أو ذات الكعوب القصيرة
- تجنبي الوقوف بدون حراك
- مارسي نشاطاً بدنياً مناسباً بانتظام
- ادعمي بطنك باستعمال وسائد
- لا تحملي أغراض ثقيلة
- حافظي على وضعية ظهر جيدة خلال الجلوس.
ماذا عن الآلام عرق النسا بعد الولادة؟
لا تتوقف آلام عرق النسا بأعجوبة بعد الولادة، فإن لم يعد وزن الطفل الزائد موجوداً داخل بطنك، فهو موجود بين ذراعيك. هنا كذلك، ركزي على المحافظة على وضعية جيدة عند الإرضاع؛ فنظراً للساعات الكثيرة التي تقضيها الأم في تغذية الطفل، يصبح من الحيوي عدم المجازفة بوضع العصب الوركي موضع ضغط.
و مع تغيير حفاظ الطفل كذلك، ينبغي تجنب الانحناء على السرير و الاستعانة بطاولة تغيير على طول مناسب. تعتبر ممارسة نشاط رياضي أيضاً حلاً فعالاً لاستعادة عافية الجسم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر