آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

حكاية امرأة مع زوج مهووس بالنظافة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - حكاية امرأة مع زوج مهووس بالنظافة

زوج مهووس بالنظافة
القاهرة - المغرب اليوم

طقوس يومية تعيشها لبنى مع زوجها، لبنى ولدت قبل 37 سنة بإحدى ضواحي مدينة الدار البيضاء، الآن هي متزوجة بممرض ممتاز، تصف حياتها معه بحالين: المستشفى أو الجحيم. لبنى سئمت حياتها مع زوجها، وقررت أن تسردها لتكون عبرة للآخرين. البداية بداية قصة لبنى كانت قبل سبع عشرة سنة، فقد التقت به خلال حفل زفاف عائلي، فكان وسيماً وأنيقاً جداً،   تابع: "ما كان مني إلا أن أغرمت به آنذاك، كنت أبلغ من العمر 20 سنة فقط، أحببته، وهو أيضاً، فكان يرسل لي رسائل حب.

كانت رسائله مكتوبة بخط منظم جداً. هذا ما لاحظته إحدى صديقاتي، لكنني لم أعرها أي اهتمام».

اللقاء الأول كان لقائي الأول به علامة إنذار لكنني لم أنتبه، رفض أن يشرب شيئاً في المقهى، وفضل أن نتحدث فقط بعد أن فرش منديلاً على الكرسي ومنديلاً على المائدة وضع عليه معصمه.

  تضيف: لكن حبه أعماني ولم أعطِ اهتماماً لهذه الإشارات. يوم الزفاف كنت دائماً أحلم بيوم الزفاف، لكن زوجي أفسده عليّ، بعد أن رفض أن يمسكني من يدي قبل أن أغسلها عدة مرات، وجعل العديد من الضيوف ينصرفون غاضبين بعد أن رفض أن يسلم عليهم بيده، رغبة منهم في تهنئته والمباركة لها. كان يوماً محرجاً بامتياز، لكنني قلت في قرارة نفسي إن الحب هو الأهم. تأكدت الآن أن الحب لا يستطيع أن يقف أمام بعض العوائق فينسحب الحب لنبقى سجناء في حياة بائسة. حياة معقمة لبنى بعد أن بدأت تغوص في قصتها معنا، انذرفت الدموع تفضح معاناتها، تقول:

«يغسل يديه مئات المرات يومياً، ويجبرني على ذلك أنا أيضاً، وهذا أبسط ما يفعل، يعقم كل شيء: الملاعق، الصحون… كل شيء».   فراش السرير يجبرني على تغييره كل صباح ومساء. فيومي كله أقضيه وأنا أنفذ طلباته حول تنظيف البيت والملابس وغيرها. هو يستحم على الأقل عشر مرات في اليوم، وفي العمل تقابله العديد من المشاكل مع زملائه؛ لأنه يصر على جعل حياته معقمة من كل شيء.

فهو يخاف الميكروبات والبكتيريا، ويحاول جاهداً أن يبعدها بنظافة مفرطة. طلاق وأبناء تتابع لبنى:   "فكرت عدة مرات أن أصبح أماً، لكن تصرفاته تمنعني، وتجعلني أقول إن أي طفل سيأتي، سيتعذب وتصبح حياته مستشفى وجحيماً دائماً، ففضلت أن أمنع نفسي من الإحساس بالأمومة، فخوفي من مستقبل ابني مع أبيه يجعلني أفضل ألا يأتي من الأساس". وعند سؤالنا عن التفكير في الطلاق من هذا الرجل المهووس بالنظافة، أجابتنا لبنى أنها يتيمة فهو عائلتها الوحيدة.. لا تعرف غيره، تعّلق بصوت خافت متردد: « تعودت على طقوس زوجي في النظافة».

السعي وراء النظافة الكاملة يمكن أن يأتي بنتائج معاكسة لما نريده، هذا ما توصلت إليه دراسة أميركية حديثة أجرتها جامعة ميتشيغن، فالنظافة المبالغ بها، حسب القائمين على الدراسة، يمكن أن تهدد وظائف جهاز المناعة لدى الإنسان وتسبب أنواعاً مختلفة من أمراض الحساسية للأطفال وللبالغين، أما القول «إن النظافة هي نصف الصحة» فهو صحيح، غير أنه لا يسمح بالمقابل بالمبالغة، فالهوس بالتنظيف والالتزام بالقواعد الصحية يمكن أن يثير الأمراض، لاسيما الأمراض الناجمة عن اضطرابات نظام المناعة، التي تصيب نحو 20% من سكان الدول المتطورة.   ولا تضم قائمة هذه الأمراض الأنواع

المختلفة من الحساسية وزكام الطلع فقط، وإنما مرض السكري من الصنف الأول، ومشاكل في الذاكرة والربو وحب الشباب ومرض الصدفية والتهاب المفاصل المزمن، التي يتطلب علاجها وقتاً طويلاً وأحياناً كل العمر، وتحذر الدراسة الأميركية من استخدام المنتجات المضادة للبكتريا، التي تحتوي على الجراثيم (المضادات الحيوية، التي تمنع تكاثر البكتريا ونموها)، فهذه المواد توجد في الكثير من المنتجات التي يتم استخدامها يومياً، مثل الصابون والشامبو ومعجون الأسنان، كما يربط الباحثون بينها وبين تنامي خطر الإصابة بالحساسية لدى الأطفال.  

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية امرأة مع زوج مهووس بالنظافة حكاية امرأة مع زوج مهووس بالنظافة



GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:00 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين عموتة يحصل على راتب 50 ألف درهم في العقد الجديد

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 05:01 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة "سيتروين" العريقة في مزاد "بونهامز زوت" الشهير

GMT 00:44 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca