آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج

بيروت ـ المغرب اليوم

الحب ينمو بالأفعال وليس بالكلمات الرومانسية فحسب، وبرغم من ذلك فإن مفهوم الحب لا يزال لغزاً يحتاج لفهم متعمق، ولكن الأمر الأكيد أنه لا يمكن أن تستمر أي حياة زوجية بدون الحب. تغييرات الزواج على مر الزمن الزواج غاية ينشدها الجميع، ولعل يوم الزفاف هو من أهم اللحظات التي يتنظرها الزوجين الحالمين بحياة زوجية خيالية ورومانسية، ولكن بمرور الوقت والظروف يتغير سياق الحياة الزوجية، فتتحكم فيه عوامل خارجية أخرى بعيدة عن عشق الزوجين لبعضعهما البعض. 1- الانتقال من الحب الفردي إلى حب المجموع يعتقد الزوج أنه اكتفى بعد الزواج بحبه لزوجته، ولا ينتبه إلى أنه لابد أن ينتقل بحبه الفردي لزوجته إلى حب الأسرة بأكملها الزوجة والأولاد وأهل الزوجة وهكذا، ولذا فإن رب الأسرة ينتقل من حب من منطلق فردي إلى حب لبيت بالكامل هو المسؤول الأول والأخير عنه، وهنا يكمن التغيير الأول في حياة أي زوجين 2- الحب المثمر والعطاء المتبادل لا يمكن أن يستمر حب يأخذ فقط ولا يعطي، فإن الحب هو عطاء متبادل بين الطرفين، ولا يمكن أن يستمر بدون هذا التبادل، وبالتالي على الزوجين تبادل العطاء في الحياة الزوجية، وبذل مزيداً من الجهد من أجل الوفاء بمتطلبات الطرف الآخر من حب ومشاعر واحتياجات معنوية أخرى. ولا شك أن الحب في بداياته ينتهج طريق الرومانسية بشكل كبير، ولكن بمرور الوقت ينضج الحب ويحتاج إلى دعائم أخرى ترسخه كي يستمر ومن أهمها الاحترام والتواصل والإرادة الحقيقية لإنجاح هذا الحب واستمراره، بالإضافة إلى التعاون المشترك بين الطرفين وتفاعلهم مع الآخرين من أجل استكمال مسيرة الحياة. ثلاث مراحل للنمو العاطفي يمكننا إذاً تفتيت مراحل الحب لدى الإنسان إلى ثلاث مراحل، لابد أن نمر بها جميعاً ألا وهي 1- مرحلة الأنانية والنرجسية وفيها لا يهتم الإنسان إلا باحتياجاته الخاصة وتحقيق طموحاته في الحياة، كالنجاح وبناء الشخصية، والالتحاق بمركز مرموق، وغيرها من الاشياء التي تشغل الإنسان في بداية حياته. 2- مرحلة الشباب والرومانسية وفيها ينسلخ الفرد من أنانيته، ليتوجه بكامل مشاعره لطرف آخر يبادله الحب والمشاعر، ويستكمل معه مشوار الحياة، وهي مرحلة ينضج فيها الشعور من حب الذات إلى حب الغير، وفيها تشتعل الغرائز والاحتياجات الجسدية والروحية، وفيها لا يهتم الفرد بالمسؤوليات ويتوجه إلى المشاعر الكلامية والسلوكية التي تشبع رغبته في الحب والالتقاء بالطرف الآخر. 3- مرحلة النضج العاطفي وهي مرحلة الواقعية، وفهم الاشياء بمعناها الكامل، فيها يتجسد الحب في التضحية والعطاء وقبول الآخر بكامل عيوبه ومميزاته، والقدرة على التحكم في المشاعر سواء السلبية أو الايجابية، وفيها أيضاً يتحمل الفرد كافة المسؤوليات، ويكون قادراً على اتخاذ القرارات، وتتحكم في هذه المرحلة خبرات الحياة والظروف الحياتية التي يمر بها الفرد. الزواج والأسرة يجب على الزوجين فهم أن الحياة الأسرية لا يمكن أن تستمر إلا إذا سادها الحب والتوافق، وتحمل المسؤوليات من كلا الطرفين، ووفاء كل طرف من طرفي العلاقة بالمتطلبات المادية والاجتماعية والاقتصادية والمعنوية إيضاً، والأدوار الزوجية في العصر الحالي أصبحت معقدة، بسبب خروج المرأة لسوق العمل، وتحملها المسؤولية بالموازاة مع الزوج، الأمر الذي يسبب العديد من الخلافات التي يجب السيطرة عليها عن طريق معرفة كل طرف بالتزاماته ومسؤولياته، مع تطبيق مفاهيم التضحية والتفاني وحب الآخر. ولابد من الانتباه أنه بمرور سنوات عديدة على الزواج يصبح الأمر مملاً بعض الشئ، ولهذا يجب أن يلتزم الزوجين بعدة معايير، أهمها الاحترام المتبادل والتحكم في الأعصاب وقت الغضب، وأيضاً خلق حوار مشترك بين الطرفين من أجل السيطرة على المشكلات التي تواجهها الأسرة، والمسؤوليات التي يتكبدها الزوجين تجعلهما ينيئان بالحب بعيداً ويفكران بطريقة واقعية خالية من الرومانسية، الأمر الذي يقتل الود بين الزوجين، ولهذا يجب الانتباه إلى ضرورة أن يسود الحب الحياة الزوجية من بدايتها وإلى الأبد. ويجب على الزوجين ادراك أن الاحتفاظ بالحب مدى الحياة أمر صعب ومعقد، ويحتاج إلى بذل المجهود الكبير من أجل الحصول عليه، خاصة في حالة تعرض الزوجين لمشكلات الزواج العصيبة التي يجب أن يمر بها أي زوجان في هذه الحياة، ومن ثم فالتحكم والسيطرة على المشكلات في جو يسوده الحب والاحترام أمر هام من أجل الاحتفاظ بالمشاعر كما هي دون تغيير.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج



GMT 12:50 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

اسباب الخلافات الزوجية المستمرة

GMT 12:41 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

نصائح للفتيات لاختيار العريس المناسب لها

GMT 16:11 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

الأزواج أكثر عنفا ضد المرأة في المغرب

GMT 05:13 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح وطرق للتعامل مع الحماة الغيورة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca