ابوظبي - المغرب اليوم
"الوحم".. تلك الفترة التي "تُعاني" فيها السيدات مدة تمتد طيلة ثلاثة أشهر الأولى من الحمل أو تزيد، ولعلها تلك الرغبة الجامحة في تناول أطعمة وأَشرِبة بعينها ذات روائح قوية ومميزة والابتعاد عن مأكولات أخرى وروائح قد تسبب الغثيان.
في الطرف الآخر من المعادلة، ينقسم الأزواج بين متخوفين خلال تلك الفترة الصحية الحرجة التي تمر بها زوجاتهم؛ عبر الإسراع إلى تلبية الطلبات – الأوامر، وبين من يعتبرونه دَلالا ومبالغة من الزوجات حتى يستمتعن بأكبر قدر من الاهتمام والعناية والامتثال من طرف الزوج.
أحب رائحة القطران
بضحكة عالية، ترد زينة المرأة الأربعينية بعد سؤال هسبريس لها، مردفة أنها خلال حملها الأول بابنتها، كانت تحب رائحة القطران الذي خَصَّصت له قارورة زجاجية تشتمه كل حين، حتى إنها كانت تضعه بالقرب من سريرها ليلا ما جعل زوجها يغضب من قوة الرائحة ويدَع الغرفة.
ومن بين المواقف المحرجة التي تعرضت لها، تضيف المتحدثة "أثناء شَمِّي المستمر للقارورة عَلِقَ شيء من القطران على أنفي الشيء الذي لم ألحظه، لأخرج بعدها لقضاء بعض الأغراض والتي جعلت كل من يلاقيني يبتسم أو يضحك دون أن أعلم سبب الضحك، إلى أن عدت للمنزل واكتشفت حقيقة ما حصل".
التُّراب..طعم لا يُقاوم
تحكي مريم وهي أم لطفل يبلغ سنتين، أنها وأثناء فترة وحمها، كانت تَتُوق لشمِّ رائحة التُّراب خصوصا بعد أن يهطل المطر، ليتطوَّر الأمر إلى لَعقِه وأكله.
"طعم مميز ولذيذ" تقول مريم، مسترسلة أنها كانت تطلب من زوجها كل نهاية أسبوع التوجه إلى بيت أحد الأقارب بالبادية والذي كان بيته مبنيا بالطوب حتى تستطيع الأكل من التراب وجمع ما يكفيها منه إلى نهاية الأسبوع المقبل،" حقيقة، صار من المحرج أن يستقبلنا أقاربنا كل نهاية أسبوع في بيتهم".
رائحة الزوج.. تلك إشكالية أخرى
تُعلِّق فاطمة، الأم لثلاثة أبناء وابتسامة عريضة على مُحياها "مسكين راجلي صبر ليا بزاف"، متذكرة كيف أنها نفرت من رائحة زوجها وعطره وحتى الرؤية إليه، حتى أنها كانت تفتعل المشاكل وتغضب لأقل الأسباب من أجل أن تذهب إلى بيت عائلتها وتمكث أطول مدة ممكنة.
فاطمة أوضحت لهسبريس، أن زوجها كان متفهما للحالة التي تمر منها، مقترحا عليها بعد حين المُكوثَ في بيت والديها إلى حين تحسن حالتها الصحية "وهو ما كان".
"المَرقة" واللحوم.. اِنْسَيْ
من جهتها، أكدت بشرى وهي الحامل في شهرها السابع، أنها أصبحت تكره رائحة المرق ولا تستطيع النظر إلى اللُّحوم كانت نيئة أم مطبوخة إلى حد الساعة، "لكن الجيد في الأمر أنني لم أعد أطبخ بعد أن تكلف زوجي بإعداد الأكل أو شرائه"، وتفضل بشرى أكل المعجنات بشكل كبير "أعلم أن وزني سيزداد لكنه أمر ليس بيدي".
الوحم ورأي العِلم
في ذات السياق، قالت الدكتورة منى خرماش أخصائية أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد بالرباط، إن مظاهر الوحم عند المرأة مرتبطة علميا بالتغيرات الهرمونية التي تؤثر بشكل مباشر على نفسية المرأة وامتناعها عن الأكل وإحساسها الدائم بالغثيان والرغبة في القيء وفقدان الشهية والرغبة الملحة في النوم والتعب والإرهاق وغيرها.
وأكدَّت الطبيبة المختصة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن رغبة بعض السيدات الحوامل بتناول مواد غريبة كالفحم والتراب والقطران أو الرغبة في فاكهة الصيف مثلا أثناء الشتاء وما شابه ذلك، أمر مرتبط بنفسيتها أزيد من تأثير الهرمونات.
وأوضحت خرماش أن كل ما يقال عن ظهور وحمة على جلد المولود بسبب عدم تناول أمه لبعض المأكولات أو الفواكه التي تشتهيها ضَربٌ من الأساطير، وأن الأمر يتعلَّق بطفرات وتشكل غير سوي في الجنين بَعيدا عن كل هذه التأويلات.
ونصحت الطبيبة الأخصائية، النساء الحوامل خصوصا في الشهور الثلاثة الأولى من حملهن بتناول أكل متوازن وطبيعي والابتعاد عن المأكولات المعلبة المحتوية على المواد الحافظة، مشددة على ضرورة تفادي تناول السكر الأبيض والملح، والابتعاد عن القولة الشائعة والخاطئة بتناول حصة شخصين، "المفروض أن تتناول المرأة الحامل ما يكفيها من الطعام دون إفراط أو تفريط" تقول الدكتورة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر