آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الأب الذي يغسل الأطباق ابنته أكثر طموحًا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الأب الذي يغسل الأطباق ابنته أكثر طموحًا

الأب
القاهرة - المغرب اليوم

أثبتت أبحاث علميّة وإحصاءات مؤكّدة أن الآباء الذين يغسلون الأطباق في المنزل يربّون فتيات طموحات وناجحات في الحياة. فهيّا أيها الأب شمّر عن ساعديك وقم ببعض الأعمال المنزليّة لتتفوق ابنتك في دراستها وتحقق مراتب عليا في المستقبل. إنها دراسة غريبة! فما هو الرابط ما بين الأب الذي يساهم في الأعمال المنزلية وطموح ابنته بالتحديد؟ اقرأ يا بابا قبل أن تقرّر أن هذا المقال لا يعنيك وأنك لن تجلي الصحون الليلة

ولن تنشر الغسيل ولن تتزحزح من مكانك أمام التلفزيون!!!

اطلعت اليوم على دراسة حديثة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية ثبت بنتيجتها أن الآباء اللذين يقومون بغسل الأطباق وبأعمال منزليّة أخرى يساهمون في تربية فتيات أكثر طموحاً من أولئك اللذين يؤدّون أدواراً ذكوريّة تقليديّة تاركين واجبات المنزل لنساء البيت.

لكن قبل تفسير هذه الظاهرة، علينا أن نعترف بوجود "نقص في الطموح عند النساء". فالنساء لا يصلن إلى الأدوار التنفيذيّة بسهولة كالرجال. وبالطبع هذا ليس بسبب نقص في المؤهلات الفكرية والعلميّة ولا زهد بالمناصب الرفيعة، بل لأن مجتمعاتنا غير مؤهّلة لإعداد فتيات لهذا النوع من النجاح.

إن رؤية الفتاة الصغيرة لوالدها يقوم بأعمال غير تقليديّة، أي لم يكن تاريخياً يقوم بها، يجعل عقلها يتحرّر منذ نعومة أظافرها من التعليب الفكري المرتبط بتقاليد بالية، أو على الأقل أصبحت الآن باليّة. إن مساهمة الوالد في الأعمال المنزليّة يجعل موقف ابنته من المسائل الجندريّة تتشكّل بطريقة إيجابيّة حيث لا أفكار معلّبة ولا صور نمطيّة.

يغفل معظم الأهل عن تأثير أفعالهم في أولادهم. سيّداتي سادتي، إن أولادكم يراقبونكم طوال الوقت. نعم أنتم تحت المراقبة. كل موقف تتخذونه، كلّ عمل تقومون به، كلّ إيماءة جسدية أو نظرة "سِمّاوية" محسوبة عليكم. كلامكم يدخل آذانهم ويخرج منها كماء أحواض السباحة. ليس الكلام ما يعلّم في وجدانهم بل الفعل. لا يكفي إذاً يها الأب أن تتكلّم عن المساواة بل ينبغي أن تجسّدها في سلوكك ضمن إطارك العائلي.

حين تطبخ سيدي أو تساعد في ترتيب المنزل سترى فيك ابنتك مثال الشريك الحقيقي في الحياة وستعلم أن لا شيء يمنعها من أن تسعى نحو الأعلى وأن المسؤوليات المنزلية من تنظيف وترتيب وتربية للأولاد وتسوّق والقيام بالواجبات العائلية ليست شيئاً يمكن أن يمنعها مستقبلاً من أن تتطوّر وتحلم وتحقق أحلامها. هذا لا هني بالطبع أن الفتيات لا يتقن إلى رؤية والدهنّ في صورة الرجل الناجح مهنياً واجتماعياً. فلا تناقض إذاً بين المساهمة المنزليّة والمرتبة المهنية والاحتماعية. فسواء أكنت رئيس جمهوريّة أو عاملاً بسيطاً المطلوب واحد!

ابنتك سيدي ستكبر لتكون امرأة ناضجة متكاملة واثقة من نفسها ومن الرجل في حياتها. وبما أنك الرجل الأول في حياتها ومثالها الأعلى ستسعى للارتباط بشخص مثلك. فهل ترضى لها بأقل من الحب الذي منحته لها أنت ومن الدعم الذي وفّرته لها أنت والقيمة الذاتية التي غرستها في نفسها؟

تأثير الوالد المساهم في الأعمال المنزليّة ليس إيجابياً في الابنة فحسب بل في الابن أيضاً. إن ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من ذكوريّة طافحة ونظام بطريركيّ ساحق هو قرار اتخذه الرجال بأن هذا يصحّ وذاك لا، وفقاً لمصلحة الرجل. لكن أما كفانا ذكور من حولنا؟ أما آن لنا أن نرى الوجه الحقيقي للرجل الرجل. ومسؤولية من هذه؟ إنها مهمّة التربية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأب الذي يغسل الأطباق ابنته أكثر طموحًا الأب الذي يغسل الأطباق ابنته أكثر طموحًا



GMT 02:26 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

علامات تدل على نية زوجك المسبقة للطلاق

GMT 11:27 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

دراسة أميركية تؤكد أن الرياضة الخفيفة تعزز الثقة بالنفس

GMT 00:26 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أمور سخيفة للغاية يتشاجر عليها الزوجين

GMT 00:02 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

13 نصيحة لتتعاملي مع تعلق جوزك بأصحابه

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca