آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

قصة المصرية انشراح موسى التي أصبحت الجاسوسة الإسرائيلية دينا بن ديفيد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - قصة المصرية انشراح موسى التي أصبحت الجاسوسة الإسرائيلية دينا بن ديفيد

العلم الاسرائيلي
القاهرة - الدار البيضاء اليوم

توفيت الجاسوسة الإسرائيلية دينا بن ديفيد "انشراح موسى" عن عمر ناهز 84 عاما بمدينة تل أبيب الإسرائيلية بعد صراع طويل مع مرض الاكتئاب وذلك بعد أشهر من وفاة نجلها رافي بن ديفيد متأثرا بمرض السرطان، بحسب وسائل الإعلام المصرية.كانت انشراح موسى من بين الجواسيس الذين عملوا لحساب إسرائيل عقب حرب يونيو/حزيران 1967، وقد نجحت المخابرات المصرية في إلقاء القبض عليها وعلى زوجها إبراهيم شاهين وأولادها الثلاثة نبيل ومحمد وعادل عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.وُلدت انشراح عام 1937 في محافظة المنيا في جنوب مصر، وحصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951.

وبعد المرحلة الإعدادية تعرفت على إبراهيم شاهين في حفل زفاف أحد أقاربها، وخلال فترة قصيرة تزوجا وانتقلت للعيش معه في العريش حيث كان يعمل محاسبا بمكتب مديرية العمل هناك.
وقد اتُهم زوجها إبراهيم شاهين بالرشوة ودخل السجن لعدة أشهر، ليخرج من السجن عاطلا عن العمل.وفي نفس الفترة وقعت حرب عام 1967 والاحتلال الإسرائيلي لسيناء، فيما كانت إسرائيل تعمل على تجنيد عملاء.وقد تعرف إبراهيم شاهين على الحاكم الإسرائيلي في سيناء عقب هزيمة 1967، حيث كان الانتقال من العريش للقاهرة يتطلب موافقة السلطات الإسرائيلية، وكان شاهين يرغب في الذهاب إلى القاهرة للاطمئنان على أبنائه الذين كانوا يعيشون لدى شقيقه أثناء فترة الدراسة فضلا عن أنه كان يذهب لمكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي لطلب الطعام.

فتم تجنيد إبراهيم شاهين، وقد قدم له ضابط الموساد الذي جنده إغراءات وتعهد بإغداق النقود عليه وتأمين الحياة لاسرته في العريش.وعندما سألت انشراح زوجها عن مصدر الأموال التي بحوزته، كشف لها عن العرض الإسرائيلي فرحبت بذلك المال.وتلقى الزوجان تدريبات على استخدام الحبر السري والرسائل المشفرة، كما تم تزويدهما بأحدث الكاميرات لتصوير المواقع العسكرية، كما تلقيا تدريبا متقدما على تمييز مختلف الأسلحة والمعدات العسكرية وأنواعها.وبات إبراهيم وإنشراح يحملان في الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" الاسمين المستعارين موسى حاييم ودينا حاييم.قام إبراهيم شاهين بتجنيد الأبناء الثلاثة الذين عملوا على مصادقة أبناء الضباط لمعرفة مواعيد ومواقع عمل آبائهم.

وسافر إبراهيم مع أسرته إلى القاهرة حيث شرعوا في العمل في جمع المعلومات وإرسالها إلى تل أبيب.وقد نجحوا في إرسال معلومات استخدمتها إسرائيل في استهداف الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري خلال فترة حرب الاستنزاف.وقد سافر إبراهيم شاهين وزوجته إنشراح موسى عدة مرات بعد تجنيدهما إلى إسرائيل، وحصلا عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973 على جهاز لإرسال الرسائل المشفرة، حتى يتمكنا من إرسال المعلومات إلى تل أبيب بسرعة.وبين عامي 1967 و 1974، وهي المدة التي تجسست فيها الأسرة لصالح إسرائيل، قاموا بإرسال بيانات عن المجتمع المصري بالإضافة إلى صور مواقع حساسة للجيش المصري.

وقد تمكنت المخابرات المصرية من التقاط ذبذبات جهاز الإرسال الذي أمدتهم به إسرائيل، وألقت القبض على إبراهيم شاهين في 5 أغسطس/آب من عام 1974.وفي ذلك الوقت، كانت انشراح في رحلة إلى العاصمة الإيطالية روما لمقابلة أحد ضباط الموساد، وعادت إلى مصر في 24 أغسطس/آب من عام 1974، وعند وصولها إلى مصر فوجئت بضباط المخابرات المصرية يلقون القبض عليها، واعترفت أمام جهات التحقيق بعملها كجاسوسة لصالح إسرائيل.وتحت عنوان "الكشف عن أخطر قضية جاسوسية لحساب إسرائيل" كشفت صحيفة الأهرام المصرية في عددها الصادر في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973 عن تفاصيل شبكة الجاسوسية.

وقال تقرير الأهرام إن إبراهيم شاهين اعترف بأن الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" وعدته بمليون دولار إذا أبلغ إسرائيل عن استعدادات مصر العسكرية للحرب.وبحسب ما ورد اكتشفت المخابرات المصرية جهازا لاسلكيا صنعته وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وهو الأكثر تقدما في العالم في ذلك الوقت ويمكنه إرسال رسالة في 12 ثانية فقط.وقد أُدين إبراهيم شاهين وإنشراح موسى وحُكم عليهما بالإعدام شنقا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1974.وحُكم على الابن الأكبر بالسجن 5 سنوات، ونُقل الشقيقان الأصغر إلى دار للأحداث.
بعد قضاء انشراح 3 سنوات في السجن، أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات عفوا عنها

وقد تم إعدام الزوج في عام 1977 بينما عملت إسرائيل على تأجيل تنفيذ حكم إعدام الزوجة.وقد تم الإفراج عن انشراح موسى كجزء من صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل شملت أبنائها الثلاثة.
فبعد قضائها 3 سنوات في السجن، أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات عفوا عنها لإعالة أولادها في يناير/كانون الثاني من عام 1977، وتم تسليمها رسميا لإسرائيل.احتُجز الابنان الأصغر في دار للأحداث لمدة عامين في مصر، بينما سُجن الأكبر لمدة 5 سنوات.وفي عام 1979، قرر عادل شاهين أصغر الأبناء مغادرة مصر، وعبر سيناء بمساعدة مرشد بدوي ووصل إلى قطاع غزة الذي تحتله إسرائيل بعد 3 أشهر من توقيع إسرائيل ومصر اتفاقية السلام بينهما، وبعد وصوله إلى إسرائيل غير اسمه إلى رافي بن ديفيد.

وبعد وصول بقية أفراد الأسرة في نهاية المطاف إلى إسرائيل كان رافي بن دافيد هو أول من اعتنق اليهودية في عائلته، ثم حذت والدته وشقيقاه في وقت لاحق حذوه، وباتت إنشراح موسى تحمل اسم دينا بن ديفيد بدلا من الاسم المستعار دينا حاييم، كما تحول نبيل ومحمد إلى يوسي وحاييم.وقالت إنشراح موسى في تصريحات صحفية أدلت بها في إسرائيل في منتصف ثمانينيات القرن الماضي: "إن كل من يمارس العمل السري يعرف كيف يحافظ على السر".وأضافت قائلة: "حتى اليوم لم يعرف أحد عن حياتنا السابقة شيئا، سوف يكون الأمر مفاجأة للجميع حيث لم يعرف أحد حتى اليوم أننا كنا جواسيس لإسرائيل في مصر".

ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1989، اتهمت إنشراح موسى المسؤولين الإسرائيليين بعدم تقديرهم للخدمات التي قدمتها هي وعائلتها لإسرائيل.وزعمت موسى أنها وزوجها حذرا الموساد من عملية عسكرية وشيكة من قبل الجيش المصري في 6 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973 ، لكن الاستخبارات الإسرائيلية تجاهلت تلك المعلومات.وقال رافي بن ديفيد لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقا : "قبل شهر من الحرب، جمعنا أبي معا وسمعنا منه أن مصر تخطط لمهاجمة إسرائيل في الشهر المقبل، لقد نقل تلك المعلومات في 5 رسائل إلى المخابرات الإسرائيلية".

وأضاف قائلا: "لقد شعرنا بأننا إلى جانب أصدقائنا، وليس إلى جانب المصريين".وقال: "لقد عشنا هنا عدة سنوات ولا أحد يعرف من نحن وكم ساهمنا في دولة إسرائيل، لقد دفع والدي حياته ثمنا. والآن، من أجله، أريد أن تعرف الدولة بأكملها من هو إبراهيم شاهين".قالت إنشراح موسى في تصريحات صحفية ذات يوم إنها لم تندم على التجسس لصالح إسرائيل.لكنها أضافت قائلة إنها تشعر بالمرارة بسبب وضعها الاقتصادي، معتبرة أنها وزوجها إبراهيم شاهين عملا في المخابرات الإسرائيلية منذ عام 1967 حتى تم القبض عليهما في عام 1974.

وقالت إنشراح موسى:" لقد صورت كل مطار وكل قاعدة عسكرية وكل جسر في القاهرة، وتم إخفاء الأفلام التي أُرسلت إلى إسرائيل، فكل 6 أشهر كنا نرسل أكثر من 40 لفافة أفلام".واعترفت بأنها وزوجها تجسسا من أجل المال حيث كان يحصل كل منهما على 1750 دولارا في الشهر.وبعد ذهابها إلى إسرائيل، دفعت الحكومة 25 ألف دولار لكل واحد من أبنائها، لكنها لم تتلق شيئا، على حد زعمها.وقالت إنها تعمل طاهية مقابل 500 دولار شهريا. وقد سافر أحد الأبناء للبرازيل مع زوجته الإسرائيلية، بينما عاش الابنان الآخران مع انشراح موسى في إسرائيل.

وكان رافي بن ديفيد قد كشف قبل وفاته أن اسم والدته الحقيقي هو انشراح علي مرسي وليس إنشراح موسى.وتحدث في حوار معه مؤخرا عن تفاصيل تجنيد والدته في الموساد حيث قال: "سافرت والدتي إلى بئر سبع بصحبة والدي والتقيا ضابط الموساد أبو نعيم حتى يتم تجنيدهما، وتطوير أدائهما، بعد أن تيقن أنهما تحت سيطرته تماما، ويريدان التجسس لصالح إسرائيل".وأضاف قائلا: : "كان أسفل منزلنا في العريش كابينة عسكرية فأبلغ والدي ضابط الموساد الإسرائيلي أبو نعيم بجميع التفاصيل الخاصة بها".

وقال رافي بن ديفيد: "بدأت معرفتي بقصة التجسس في المرحلة الإعدادية وكان عمري وقتها 11 عاما، ونسكن في حي الأميرية، وكان أبي يمتلك سيارة فيات، وفي أحد الأيام وتحديدا في مطار قويسنا بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، سمعت أبي يقول لأمي وهو يقود السيارة يلا يا حبيبتي يا شوشو طلعي الكاميرا وصوري المطار الحربي".وتميل مصادر أمنية إسرائيلية إلى التقليل من أهمية دور هذه العائلة في شبكة الاستخبارات الإسرائيلية في مصر بحسب تقارير إعلامية.ونُسب لأحد تلك المصادر القول: " إنه تم توظيفهم لجمع المعلومات الأساسية، وهم لم يصدروا قط تحذيرات مهمة بشأن حرب يوم الغفران".وقدمت الدراما المصرية في عام 1994 مسلسلا باسم "السقوط في بئر سبع" الذي جسد حياة هذه العائلة، ولعب فيه الفنان الراحل سعيد صالح دور الزوج إبراهيم شاهين فيما جسدت الفنانة إسعاد يونس شخصية إنشراح موسى.

قد يهمك أيضَا :

استقالات مفاجئة في "الموساد" الاسرائيلي على مستوى قيادي

إسرائيل تكشف أنّ "الموساد" نفّذ العملية التي استهدفت الرجل الثاني في تنظيم بن لادن

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة المصرية انشراح موسى التي أصبحت الجاسوسة الإسرائيلية دينا بن ديفيد قصة المصرية انشراح موسى التي أصبحت الجاسوسة الإسرائيلية دينا بن ديفيد



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca