آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لتميزها في طرق العلاج النفسي لضحايا التعذيب

سنا حمزة تحصد جائزة "باربرا تشيستر" العالمية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سنا حمزة تحصد جائزة

ابنة مدينة طرابلس الدكتورة سنا حمزة
بيروت - المغرب اليوم

تستعد ابنة مدينة طرابلس الدكتورة سنا حمزة، لاستلام جائزة Barbara Chester Award لهذا العام، إحدى أرفع الجوائز العالمية في الشأن الإنساني التي تقدمها سنويًا مؤسسة The Hopi Foundation في الولايات المتحدة، وذلك في احتفال كبير يقام في ولاية أريزونا الأميركية، يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. 

ويأتي الفوز بالجائزة تقديرًا لعملها ولتميزها في طرق تقديم العلاج النفسي لضحايا التعذيب.

ساهمت الدكتورة حمزة في إعادة الأمل والحياة لنحو 27 ألف شخص تعرضوا للتعذيب في العالم خلال سنوات طويلة من العمل المضني والجهد الصامت، وقد عالجت لبنانيين وعراقيين وسوريين وفلسطينيين ومرضى من إيران والسودان وجيبوتي وتونس واليمن والبحرين والدانمارك وغير ذلك من جنسيات.

وبإعلان مؤسسة The Hopi Foundation عن الفائزة اللبنانية بجائزتها لهذا العام، تسلط الأضواء عالميًا على الدكتورة سنا حمزة وشغفها بمهنتها وعملها على مدى سنوات لإزاحة شبح التعذيب ورواسبه عن ضحايا عانوا منه وترك آثارًا - كان يُعتقد أنها لا تمحى - في حياتهم. وبذلك، يضاف اسم "سنا حمزة" إلى اللائحة الذهبية لأسماء من رفعوا اسم لبنان وطرابلس في العالم.

وبسعادة لا توصف تلقّت ابنة طرابلس، التي تعمل منذ 30 عامًا في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب والعنف، الخبر.

وأوضحت الدكتورة حمزة، أنّ مديرة مركز "ريستارت" "Restart" لإعادة تأهيل ضحايا العنف والتعذيب في لبنان، السيدة سوزان جبور، رشّحتها لنيل "جائزة باربرا تشستر" "Barbara Chester Award" التي تمنحها مؤسسة "The Hopi Foundation" في الولايات المتحدة الأميركية للسنة الثامنة.

ومن بين شخصيات عديدة ناشطة في مجال الشفاء النفسي، تم اختيار اسم الدكتورة حمزة إلى جانب اسميْن آخريْن، حيث عُرض عليها إجراء مقابلة عبر "سكايب" فوافقت.

 ولا تخفي الدكتورة حمزة أنّها شعرت خلال المقابلة معها أنّها ستفوز بالجائزة التي تعني لها الكثير، باعتبار أنّها "تُمنح للمعالجين النفسيين الذين يتبعون معايير عالمية وتُعنى بالشفاء النفسي ولا تُمنح إلاّ لأشخاص حققوا إنجازات بارزة على هذا الصعيد". وتلفت الدكتورة حمزة إلى أنّها بُلّغت بالنتيجة قبل أسبوع، إلاّ أنّه طلب منها التكتّم عليها قبل أن يتم الإعلان عنها رسميًا يوم الأربعاء.

من جهته، يبيّن موقع الجائزة الرسمي أنّ الدكتورة حمزة، المستشارة الطبية في "ريستارت" ستنال جائزة "باربرا تشيستر" ، وهي عبارة عن مبلغ مالي يقدّر بـ10 آلاف دولار أميركي ومجسّم لريشة من الفضة مصنوعة يدويًا" بسبب مقارباتها المبتكرة والمتعددة الأوجه التي تركّز على الضحايا بهدف إعادة بناء حياة الناجين من أعمال التعذيب وحمايتها. 

من جهته، يبيّن موقع الجائزة الرسمي أنّ الدكتورة حمزة، المستشارة الطبية في "ريستارت" ستنال جائزة "باربرا تشيستر"، بسبب مقارباتها المبتكرة والمتعددة الأوجه التي تركّز على الضحايا بهدف إعادة بناء حياة الناجين من أعمال التعذيب وحمايتها. كما يلفت الموقع إلى أنّ حمزة تعاملت منذ تأسيس مركز "ريستارت" في العام 1996 في لبنان مع نحو 20 ألف ناجٍ من ضحايا التعنيف والتعذيب وذلك بالتعاون مع فرق متخصصة في مختلف المجالات كانت تقودها، حيث كانت تعمل على تمكين ضحايا التعذيب واللاجئين والأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب وغيرها من الحالات.

وتوازياً مع إنجازاتها في هذا المركز، تتولى الدكتورة حمزة منصب نائبة رئيس المجلس الدولي لتأهيل ضحايا التعذيب "International Rehabilitation Council for Torture Victims"، وهي مشرّعة ومدرّبة ومنفّذة لبروتوكول اسطنبول (دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة)، وخبيرة في الصحة العقلية في منظمة " Physicians for Human Rights" الحقوقية غير الحكومية الأميركية، وهي عضو في مجموعة "Act.NOW" للناجين من الصدمات وعضو مؤسس لـ"رابطة شرق المتوسط للطب النفسي للأطفال والمراهقين والمهن المرتبطة به".

ولعبت الدكتورة حمزة دوراً كبيراً في تمكين مجموعة تتألف من 18 عراقياً من الحصول على تعويض من الحكومة الدنماركية: ففي 15 حزيران الفائت، قررت المحكمة العليا في شرق الدنمارك إدانة وزارة دفاع البلاد بتهمة التواطؤ في تعذيب عراقيين أثناء الغزو الأميركي للعراق في العام 2004، حيث قضت المحكمة بتعويض 18 عراقياً من أصل 23، بمبلغ 30 ألف كرونه لكل منهم. ويعد هذا الحكم بالغ الأهمية في مجال مناهضة التعذيب، وذلك بسبب حصول المدعّين على اعتراف بالجريمة المرتكبة بحقهم وعلى تعويضيْن معنوي ومادي. 

عن مشاريعها المستقبلية، تبيّن الدكتورة حمزة بأنّ المشروع الأهم حالياً يتعلّق بـ"ريستارت"، إذ كشفت أنّها تتواصل حالياً مع جامعة "جونز هوبكينز" في الولايات المتحدة، حيث تعمل على مشروع يرمي إلى إنشاء أكاديمية تُعنى بتخريج أخصائيين نفسيين في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، على أن يستغرق البرنامج التدريبي ما بين 6 أشهر وسنتين. وتؤكد الدكتورة حمزة أنّ الهدف من وراء هذه الأكاديمية هو خلق جيل جديد من الأخصائيين النفسيين الشباب المتخصصين في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب. 

ولدى سؤالها عما إذا تلقّت دعماً من الحكومة اللبنانية، تتأسّف الدكتورة حمزة لغيابه، إذ تشير إلى أنّ الدولة اللبنانية لا تعرف بأمر الجائزة؛ علماً أنّ "ريستارت" يعمل مع الحكومة اللبنانية ومجلس النواب على مستويات ضغط ومناصرة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب ويدرّب القوى الأمنية من قوى أمن ومخابرات على تطبيق بروتوكول اسطنبول. 

بهذا الإنجاز الذي يُضاف إلى إنجازات كثيرة غيره، تكون الدكتورة حمزة انضمت إلى غيرها من اللبنانيين الذين يعملون بصمت ومن دون كلل أو ملل في ظل تقاعس دولتهم الفاضح. 

ومن جانبها، كتبت ابنة شقيقها، الزميلة الإعلامية هناء حمزة، عن عمتها في مدونتها "خربشات": "27 ألف شخص سنا حمزة أعادت الحياة لأجسادهم المعذبة.. نفخت بها الروح بعدما حاول الجلاد أن يقضي عليها بخبث ودهاء…الله وحده يعرف ما تقوم به سنا حمزة.. والله وحده وقف الى جانبها وكأنه يقول إنها هديتي لكم أيها البشر.. إنها الخير الذي أحارب به شرّكم …عرفتُ سنا حمزة منذ ولادتي، عمتي، أختي، قائدتي في الكشافة، صديقتي، سندي، ملجأي... كل شيء في إنسان واحد…سنا حمزة آخر عنقود عائلة محمد حمزة وسنية مقدم… العنقود الصغير الذي حمل حبات العنقود وبذوره على ظهره…سنا الطفلة التي دفنت شقيقتها الكبرى بصمت.. سنا الطفلة التي قهرتها وفاة والدتها حتى النخاع الشوكي.. سنا المراهقة التي حملت هم العائلة ومشاكلها بصمت.. سنا الشابة التي ضحت من اجل الجميع. نعم الجميع, العائلة والأصدقاء والمدينة والوطن وكل إنسان جاءها مناشدا او فقط علمت بحاجته لها".

وتابعت: "حتى يوم تخرجها من الجامعة وفتحها مع الصديقة سوزان جبور مركز التأهيل.. حتى ذاك اليوم والدمعة لا تفارق وجه سنا الجميل وان جاهدت بإخفائها.. ولَم يكن هناك من يمسح هذه الدمعة… كانت تمسح دموعنا ولا نقوى على مسح دمعها …وحده العمل استطاع أن يقضي على حزن سنا ودمعها المكبوت.. نجاح مهمتها في إعادة زرع الأمل في مريض تعالجه هو دواؤها الوحيد. هكذا انتصرت على كم الحزن الذي في داخلها، فغاب بكاؤها المر مع نجاحها المهني ولم اعد أراها تبكي أو أرى دموعها... صرت أرى فقط سنا حمزة، صانعة الأمل في نفوس بشر كسرتهم الحياة وظلم البشر، وإذ بها تعيد لملمة كيانهم بحرفية تبتعد فيها عن العواطف التي لا يمكن أن تبتعد عنها".

واختتمت: هنا جدارة سنا حمزة وهنا أهميتها... تجردها وحرفيتها في ممارسة مهنتها بعيداً كل البعد عن أهم ما يميز سنا حمزة، وأعني عاطفتها... أرجوها ان اكتب عنها وأن تظهر في الإعلام وتتحدث عما تقوم به.. فترفض وتقول أنا اعمل بصمت..هي هكذا. تبكي بصمت، تعمل بصمت، تفرح بصمت، تضحي بصمت…يعود صوتها المخنوق فرحاً على الهاتف لتقول "أستحق هذه الجائزة". لأول مرة تعترف بحقها... أختنق وأنا أعلم أن أياً منا - العائلة والأصدقاء والمدينة والوطن - لم يفِها حقها!".

قد يهمك ايضا :

خادمة مغربية تكشف عن تفاصيل تعرضها للتعذيب

تعرفي على العنف اللفظي وأثره في الأطفال

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنا حمزة تحصد جائزة باربرا تشيستر العالمية سنا حمزة تحصد جائزة باربرا تشيستر العالمية



GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 03:11 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات الإسبانية تطلق النار على مغربي هتف "الله أكبر"

GMT 14:17 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

أفكار مميزة لتزيين مدخل منزلك ومنحه "الحياة"

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أصالة نصري تعود إلى لبنان مجددًا بلا شروط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

عطور "أنفاس" تعزز الشعور بالسعادة

GMT 15:11 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

مالك الجزيري يتقدم في بطولة كيو غينج الصينية

GMT 00:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

عطور "مارك جاكوبس" لإطلالة ساحرة برائحة الفواكه

GMT 12:49 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

أزياء "دولتشي آند غابانا" لخريف 2018 للرجل العصري بامتياز

GMT 15:35 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

رأي رياضي.. "البق ما يزهق"

GMT 08:53 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

"الأرصاد المغربية" تحذر من أمطار عاصفية في هذه المناطق

GMT 21:50 2012 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء جلسة نقاش مع أسانج في جامعة كمبريدج

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:01 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز مزايا ارتداء "الكارديغان" خلال موسم هذا الشتاء

GMT 15:22 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

5 محترفات في المنتخب الوطني للفتيات لمواجهة غينيا

GMT 23:05 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق برشلونة يتعادل مع مضيفه فالنسيا في الدوري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca