آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الرضاعة الطبيعية توطد العلاقة بين الأم والطفل

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الرضاعة الطبيعية توطد العلاقة بين الأم والطفل

القاهرة ـ وكالات

الرضاعة الطبيعية تساهم في تحقيق نمو الطفل الحسّي والمعرفي وتحميه من الأمراض النفسية والجسدية، وتعود على الأم بعدة فوائد صحية ونفسية.  تعتبر الرضاعة الطبيعية بمثابة صمام أمان للأم والطفل، وخط الدفاع الأول ضد الأمراض النفسية وضد الاضطرابات الشخصية المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها كلاهما، فهي تقوم بدور حيوي وهام جدا في الوقاية ولها دور كبير في توطيد العلاقة بين الأم وابنها، وقد أجمعت  العديد من البحثوث العلمية على الفوائد المتعددة للرضاعة الطبيعية. وتقول روث لورنس المختصة في طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد في جامعة روتشستر بنيويورك إن حليب الأم يحتوي على الحمض الأميني تورين، وهي مادة ضرورية لنمو مخ الجنين، لأن أجسام المواليد الجدد والخدج، على خلاف البالغين، لا تنتج “تورين”. وثبت علمياً أن حليب الأم يحرك عمل جهاز مناعة الطفل، ويعتقد الباحثون أن هذا يعود جزئيا إلى البروتين الموجود في هذا الحليب، كما تساهم الرضاعة في تطور الرابطة العاطفية بين المولود والأم، رغم صعوبة تحديد كيفية وأسباب ذلك. وينبغي البدء بالرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من ميلاد الطفل، كما ينبغي إرضاعه “بناء على طلبه”، أي كلما رغب في ذلك، خلال النهار أو أثناء الليل. وقد أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين تمتعوا برضاعة طبيعية يحصلون على نتائج أعلى في اختبارات اللغة والاستنتاج في سن الخامسة أكثر من الأطفال الذين لم يتغذوا على الرضاعة الطبيعية عند مولدهم. واعتمدت الدراسة على بيانات حوالي 12 ألف طفل ولدوا ببريطانيا بين عامي 2000 و 2002، وعندما كان الأطفال في عمر التسعة أشهر سأل الباحثون الأمهات عما إذا كن أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية ولأي فترة من الوقت، وبعد خمسة أعوام تم إحضار الأطفال لاختبارات قياس مفردات اللغة والتفكير ومهارات مكانية. وتبين أن 6 إلى 7 أطفال من بين كل 10 تمتعوا بالرضاعة الطبيعية، وأثبت هؤلاء الأطفال مقدرة أكبر على اجتياز هذه الاختبارات سواء كانوا ولدوا في موعد طبيعي أو مبكر. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين ولدوا عند الموعد الطبيعي وتمتعوا برضاعة طبيعية لأربعة إلى ستة أشهر كانوا أفضل في اختبارات اللغة والاستنتاج عن أقرانهم ممن لم يتمتعوا برضاعة طبيعية، وتتزايد هذه الاختلافات في التفكير بين الأطفال كلما تقدموا في العمر. ويبدو تأثير الرضاعة الطبيعية أكبر على الأطفال الذين ولدوا مبكراً وكانوا في حاجة إلى تغذية خاصة لاكتمال نموهم العقلي، وبالرغم من أن الممارسات السابقة ركزت على الفوائد الصحية في مراحل العمر الأولى مثل تقليل مخاطر العدوى من مختلف الأمراض، فإن الباحثين ليسوا على يقين من تأثير الرضاعة الطبيعية على القوة العقلية للأطفال إلا أن لديهم بعض النظريات في هذا الشأن. وصرَّحت إحدى كاتبي الدراسة الحديثة من معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة إسيكس البريطانية أماندا ساكر قائلة “هناك أحماض دهنية رئيسية في الحليب الطبيعي للأم التي تفيد في نمو الخلايا والمخ بشكل خاص، وربما يكون هناك اختلافات في الهرمون وعوامل النمو التي يفتقر إليها الحليب الصناعي”. وأضافت “هناك احتمال ثالث يعتمد على العامل الاجتماعي والدفء العاطفي الذي يحصل عليه الطفل في حضن أمه أثناء عملية الرضاعة مما يكون له تأثير إيجابي على نموه العقلي والنفسي”. وأشارت بعض الدراسات السابقة التي ركزت على الصلة بين الرضاعة الطبيعية ومهارات التفكير أو نسبة الذكاء إلى نتائج مماثلة. ورأى الدكتور ديفيد ماكورميك من جامعة تكساس أن الرضاعة الطبيعية ربما تفيد جهاز المناعة وتساعد على النمو وتحسن وظائف المخ. وجدت دراسة أخرى أن المواليد الذين أُرضعوا طبيعياً يقل لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب في سن الرشد. وأشارت إلى أن حليب الأم يحث على نمو الدماغ بطريقة تساعد على منع الاكتئاب. وذكر موقع لايف ساينس العلمي الأميركي أن الباحثين بالمعهد المركزي للصحة العقلية في ألمانيا قسموا 158 شخصا إلى مجموعتين وقارنوا بينهما، الأولى تضم 52 شخصاً معدّل أعمارهم 44 عاماً خضعوا لعلاج الاكتئاب الشديد، والمجموعة الثانية تضم 106 سليمين لم يشخص لديهم أي إصابة بالاكتئاب. وتبيّن أن 73 بالمئة ممن لم يعانوا من الاكتئاب كانوا قد أُرضعوا طبيعياً، في حين أن 46 بالمئة ممن عانوا من الاكتئاب كانوا قد أرضعوا بهذه الطريقة أيضاً. واعتُبر الذين أرضعوا طبيعياً هم من أرضعتهم أمهاتهم مدة أسبوعين على الأقل. وقال العلماء إن هذا الرابط بين الرضاعة الطبيعية وقلة خطر الإصابة بالاكتئاب في سن الرشد قد يفسّر بأن الرضاعة الطبيعية تشير عامة إلى نوعية العلاقة بين الأم والمولود، وأن الأوجه الأخرى من هذه العلاقة يمكن أن تحمي ضد الاكتئاب. وأشاروا إلى أن مكونات في حليب الأم يمكن أن تحث على نمو الدماغ بطريقة تساعد على منع الاكتئاب. من جانب آخر وجد الباحثون أن طول مدة الرضاعة الطبيعية لم تؤثر على خطر الإصابة بالاكتئاب. وينصح العلماء بتناول الحليب الاصطناعي أو حليب البقر خلال السنتين الأوليين إلا كغذاء مكمل في حال عدم توفر حليب الأم، لأن الأبحاث تؤكد أن لبن الأم هو أنسب غذاء يمكن إعطاؤه للرضع إذ أنه يوفر لهم جميع العناصر المغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية. والمعروف أنه يحتوي على أضداد تساعد على حماية الرضع من أمراض الطفولة الشائعة- مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. وتغذية المولود عبر ثدي الأم لا تفيده هو فحسب، بل تعود على الأم أيضا بفوائد عديدة، هذا ما أثبتته دراسة أجريت بمستشفى دوجلاس  بمونتريال، إذ أكد الباحثون أنه من المعروف أن لبن الأم يظل من أفضل المصادر الغذائية للطفل، وهو أيضا مفيد في نموه الجسماني والعقلي، علاوة على ذلك فإن الدراسات أثبتت أن للرضاعة الطبيعية أثرا تبادليا بين الطفل والأم. و قامت الباحثة المشرفة على الدراسة كلير بومون بمتابعة 25 سيدة يقمن بالإرضاع الطبيعي، و25 سيدة أخرى يقمن بالإرضاع بطرق صناعية، تم تعريضهن لضغوط عصبية عبر مواقف مختلفة، مثل مشاهدة أفلام فيديو، والتحدث مع أشخاص حول حل مسائل رياضية.. ثم قامت بتقييم مستوى التوتر لجميع الأمهات في مختلف مراحل التجربة عن طريق تقدير معدل الكورتيزول في اللعاب، هذا الهرمون يطلق علية هرمون التوتر، ويتم إفرازه استجابة للتوتر النفسي أوالعصبي. وتقول الباحثة المشرفة على الدراسة كلير بومون لقد “تأكدت استنتاجاتنا من أن بعض الأمهات اللواتي يستخدمن الرضاعة الصناعية يتفاعلن سريعا مع الضغوط، مما قد يضر أيضا بعملية التغذية المثلى . وتضيف الباحثة “إذا ما تم التحقق منه سيساهم بشكل فعال في تفهم ما يمكن أن يحدث للأمهات من حالات اكتئاب بعد الولادة، وإذا ما تمكنا من معرفة دور الرضاعة في التقليل من مخاطر التوتر لدى المرأة قد نتمكن من التعامل مع الاكتئاب لدى صغار الأمهات”.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرضاعة الطبيعية توطد العلاقة بين الأم والطفل الرضاعة الطبيعية توطد العلاقة بين الأم والطفل



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 07:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

"سوني" تطلق نسخة من "PS4 Pro" بشعار "الرجل العنكبوت"

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ألمانيا تطالب شركة "أودي" باستدعاء سيارتها "إف 6"

GMT 14:04 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

النقابة الوطنية للتعليم تعتزم خوض وقفة تصعيدية في فجيج

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رصد ثور "موس ألبينو" النادر يمضغ الأوراق في ألاسكا

GMT 14:04 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

رجيم سريع المفعول للكرش لخسارة 10 كيلو فى اسبوعين

GMT 02:57 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة لإبراز ماكياج الفتيات مع النظارات الطبية

GMT 02:01 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر تأسف لنشر صورة “مفبركة” لملك المغرب في الدوحة

GMT 16:48 2013 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

12 قصة حب وزواج للفنانين والمطربين والإعلاميين في 2013
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca