آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"فيمن" النسائية تستهدف محاربة المجتمع الأبوي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

كييف - سلوى ضاهر

تستهدف حركة "فيمن" النسائية الراديكالية محاربة المجتمع الأبوي والعيش تحت جناح الكنيسة، على ثلاث محاور، هي الإجهاز على كل الأديان، القضاء على الدكتاتورية، ونشاط الدعارة، وتستخدم الحركة وسائل الإعلام في نشر فعالياتها على أوسع نطاق.وحصلت الحركة على مقر في باريس عبارة عن أحد المسارح المهدمة، حيث تقوم إنا شيفتشنكو بتدريب عضوات "فيمن" على الوقفات والأحداث الاحتجاجية التي تنظمها الحركة الراديكالية، وتعطيهن التعليمات مثل الوقوف بثبات،  ووضع القدمين على مسافة قريبة من بعضهما بعضًا، ورسم علامات العدوانية والعنف على وجوههن، حيث لا يذهبن للتعري في الأماكن العامة حتى لا يستمتع بذلك من يراهن. وتقف الناشطات صفًا في حجرة تغطي حوائطها لافتات وصور وعبارات رافضة للأديان ومؤيدة للتعري، مرتديات القمصان الملونة، ويمارسن التمرينات الرياضية استعدادًا لبدء التدريب على الأحداث الاحتجاجية. ذهبت إنا شيفتشينكو إلى الغابة على أطراف كييف في أوكرانيا في يومٍ من أيام الصيف الماضي، لتتعلم كيفية استخدام المنشار الإلكتروني في قطع الأشجار، وفي اليوم التالي صعدت إلى قمة تل يطل على كييف، وخلعت ملابسها عن آخرها، باستثناء سروال أحمر قصير وزوج من الأحذية الثقيلة وقفازات جلدية وقناع لحماية وجهها من شظايا الأخشاب المتطايرة أثناء استخدام المنشار. كان ذلك في اليوم نفسه الذي مثلت فيه عضوات حركة "بوسي رويت" الروسية للمحاكمة، وكان من بين ما قامت به إنا تعبيرًا عن اعتراضها على الأديان أنها قامت بتقطيع طليب من الخشب يبلغ طوله 13 قدمًا كان منصوبًا أعلى ذلك التل منذ 2005. لم يكن الأمر سهلًا في بداية الأمر وفقًا لإنا، حيث ظنت أنها لن تتمكن من قطع الصليب الخشبي، وأنه لن يسقط، إلا أنها خلال سبع دقائق فقط تمكنت من إسقاطه على الأرض. ودعت مؤسِّسة الحركة النسائية الراديكالية الأشهر على مستوى العالم صحافيين وناشطين حقوقيين لمشاهدة وتوثيق الحدث. كانت النتيجة هي تهديدات بالقتل جاءتها عبر الهاتف، ودعوات رسمية لاعتقالها، بالإضافة إلى بث التلفزيون الروسي تقارير تشير إلى أن إنا أقدمت على جريمة بقطع الصليب، لأنه نصب تذكاري لضحايا الستالينية، وهو ما أنكرته إنا، إلا أن صحافيين أوكرانيين رددوا تلك المزاعم. كما بدأ رجال اشتبهت إنا في أنهم يخططون للاعتداء عليها أو ما شابه في الانتشار حول شقتها، وبالفعل سمعت صوت كسر الباب بعنف، فهرعت إلى الخارج، عبر النافذة المؤدية إلى الشرفة الخلفية منها إلى الشارع، مصطحبةً جواز سفرها، وهربت بالفعل إلى فرنسا، لتنضم إلى عدد من النساء المهتمات بالانضمام إلى الحركة النسائية العالمية في باريس. يُذكر أن الحركة في اتجاه تحقيق أهدافها تدعم وتؤيد كل أشكال التعري، تعبيرًا عن الاحتجاج والرفض لكل ما هو متعارف عليه من قيم إنسانية، على رأسها الدين ورموزه من باباوات الكنائس، حيث يكتبن على صدورهن العارية "لا بابا بعد اليوم"، وتتضمن التدريبات ألا تتوقف الناشطات عن الحركة طوال وقت الوقفة الاحتجاجية، حتى لا يتمكن أحد من التعتيم على وقفتهن أو حجبهن عن رؤية المارة، ومن بين إجرءات التدريب، التدريب على تفادي الاعتقال، حيث تقوم إحدى المتدربات بالعدو لخطوات وتحاول سيدة أخرى الإمساك بها، وتقوم الأولى بالهروب منها والمراوغة، حتى لا يتم إبعادها عن موقع التظاهر. وكما تكتب العضوات شعارات مثل "نثق في المثليين فقط"، "لا بابا بعد الآن"، "لسنا دمى جنسية"، و"نحن فقراء بسببكم"، وما إلى ذلك من شعارات تدعم أهداف الحركة. وتبدأ المرحلة الثانية من التدريب والتي تتضمن الجري بسرعة بين الصحافيين الذين يغطون الفاعلية أو الحدث لجذب انتباه الإعلام، والحصول على أكبر قدر ممكن من اهتمام المارة والإعلام في الوقت نفسه. كما يتدربن على النظر إلى الكاميرات، حيث يعتبر الإعلام من أهم الوسائل التي تساعدهن على نشر دعواتهن، حيث يعني وجود كاميرا الكثير لـ "فيمن" وما تقوم بتنظيمه من أحداث وفاعليات. ولا يعني عدد من يحضرون الفعالية أو من يتجمع حول النساء العاريات في الأماكن العامة من المارة الكثير بالنسبة إلى "فيمن"، حيث تستهدف الحركة جذب اهتمام الإعلام في المقام الأول، والحصول على تغطية صحافية وإعلامية على نطاق واسع، ليرى الحدث الملايين حول العالم. تجدر الإشارة إلى أن الرسالة التي تبعث بها "فيمن" من الممكن أن تضيع هباءً ولا تصل إلى العالم، فبينما تقوم الجماعات وحركات الضغط الحقوقية بالتركيز على قضية أو قضيتين، تتناول "فيمن" كل القضايا، مما يشتت التركيز، ويفتت الجهود التي تقوم بها الحركة. قامت الحركة منذ نشأتها، على سبيل المثال، بالدفاع عن حقوق المثليين جنسيًا في ميدان سان بيتر أثناء صلاة البابا الأسبوعية، واحتجت "فيمن" على استغلال عارضات الأزياء النحيفات للغاية، واعتبار حفاظهن على هذا الشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وذلك في أسبوع ميلانو للموضة. وكانت هناك وقفات واحتجاجات لفيمن أثناء إقامة بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم، يورو 2012 المقامة في أوكرانيا، عندما وقفت إحداهن إلى جوار الكأس، لينضم إليها عدد من عضوات الحركة، في محاولة للاستيلاء على الكأس لجذب الانتباه والتركيز الإعلامي، وخلعن ملابسهن جميعًا للغرض نفسه. ونظمت نساء "فيمن" وقفة من دون ملابس أمام اللجنة الأوليمبية الدولية، اعتراضًا على تعامل حكومات النظم الإسلامية مع بطلات الأوليمبياد، وما تعرضن إليه من إهانات على صفحات التواصل الاجتماعي، بعد تحقيق بطولات، والحصول على ميداليات لصالح تلك الدول الإسلامية في أولمبياد لندن 2012. وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، 2013، نظمت "فيمن" وقفة احتجاجية عارية في "دافوس"، لهيمنة الرجال على الاقتصاد العالمي. وأكدت إنا شيفشيكو، (24 سنة)، على أن تعرية الصدر ما هي إلا رمز للفساد المتوطن في المجتمعات في جميع أنحاء العالم وفقًا لإنا. ويرمز جسد المرأة العاري إلى امتهان المرأة، واستغلال جسدها في تجارة الجنس والصور العارية، كما هو الحال على أغلفة مجلات الجنس مثل "بلاي بوي". يُذكر أن حركة "فيمن" تأسست على يد أنا هاتسول، أوكسانا شيفتشكو وألكساندرا شيفتشينكو (ليس لها علاقة بإنا شفيتشينكو) حيث التقت السيدات الثلاث في أوكرانيا في 2006، بعد قيام الثورة البرتقالية بوقتٍ قصيرٍ، وكان الهدف منها الثورة على الاتجار بأجساد النساء، واستغلالهن جنسيًا لجني الأموال، حيث كانت الظاهرة قد تفشت في أوكرانيا إلى الحد الذي بدأ الأجانب فيه في التحلي بقدر كبير من الجرأة تشجعهم على لمس المرأة الأوكرانية، أو الإمساك بمناطق حساسة من أجسادهن، وسؤالهن عن سعر المضاجعة. ويوجد للحركة ميثاق كامل يتكون من 700 صفحة، وتعقد "فيمن" ندوات للتعريف بحقوق المرأة، وغيرها من حقوق الإنسان، كما تعتمد الحركة على التعري كوسيلة من وسائل التحصن والحماية للمرأة، والتعبير عن احتجاجها على جميع أشكال الامتهان والاستغلال الجسدي والجنسي، وفقًا لإحدى مؤسسات الحركة، ألكساندرا شيفتشينكو، التي وصفت التعري بأنه سلاحها الذي يعينها أثناء الدفاع عن القضية التي تؤمن بها. وعن الاتهامات التي تُوجه إلى حركة "فيمن"، والتي تشير إلى أن الحركة تنتقي النساء النحيلات، اللاتي تتسمن بالرشاقة والجسد المتناسق الجميل والحسناوات، ليجذبن انتباه المارة أثناء الاحتجاجات، والتقاط صور فوتوغرافية لهؤلاء الحسناوات تُنشر في الصحف والمجلات للانتشار، صرحت إنا شيفتشينكو أن الجمال ليس من المعايير التي تستند إليها الحركة في ضم أعضاء جدد. وتتعرض الفتيات والسيدات إلى مخاطر عدة تنطوي عليها الفاعليات التي ينظمنها، مثل الخطف والتعذيب والاعتقال والاعتداء البدني. فعلى سبيل المثال، تم اختطاف إنا هي وإحدى الزميلات عندما سافرتا إلى بيلا روسيا للاحتجاج على ممارسات آخر دكتاتور في أوروبا، ألكسندر لوكشينكو، وبدلًا من أن يصلن إلى مينسك، تم اختطافهما بمعرفة رجال الخدمة السرية الأمنية التابعة للنظام.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيمن النسائية تستهدف محاربة المجتمع الأبوي فيمن النسائية تستهدف محاربة المجتمع الأبوي



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca