آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تجارب نسائية واعدة في محاربة «الإسلاموفوبيا»

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تجارب نسائية واعدة في محاربة «الإسلاموفوبيا»

تجارب نسائية واعدة في محاربة «الإسلاموفوبيا»
الرباط - المغرب اليوم

عشية شهر رمضان عرض التلفزيون السويدي حلقة من برنامج «مراسلون» خصصت لمعاينة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وانتشارها على نطاق واسع وبمستويات مختلفة؛ اجتماعياً وسياسياً. ومثلها مثل أي ظاهرة مرضية، تظل في حاجة إلى علاج ناجع، ولهذا كان لابد من عرض بعض التجارب الواعدة في محاربتها والحد من انتشارها.

مهمة تصدى لها البرنامج عبر زيارة ثلاث قارات ومقابلة شخصيات حاولت ونجحت في تعديل الصورة النمطية عن الإسلام، في نطاق محيطها ووفق قدرتها الذاتية. فتجربة الدنماركية، الباكستانية الأصل، أوزما أحمد لا تشبه تجربة اليوغوسلافية دينا ليكوفيتش في الولايات المتحدة وحالة الأخيرة تختلف عن حالة الهندية كهكماشان خان كثيراً، لكن جميعهن يشتركن في كونهن؛ مسلمات ونساء، وفّقن في تغيير جزء من الحكم المسبق على المسلمين بـ «السوء» وزعزعن مفهوم «الإسلاموفوبيا» بوسائل سلمية مقنعة. الشابة الهندية المسلمة شعرت بوجود الظاهرة للمرة الأولى حين قررت الاقتران بهندوسي أحبته وقررت الزواج به. لم تكن تصدق أن ردود فعل أهل زوجها العنيفة وعدم قبولهم استقبالها ورفضهم فكرة السكن معهم نابعة كلها بسبب ديانتها.

انتقالها مع زوجها إلى منطقة قريبة من نهر الغانج «المقدس» وإقامتهما في حي هندوسي لم ينهِ المشكلة، فأهل القرية نبذوهما وصاروا يتهامسون عليهما سوءاً لكن الشابة المسلمة لم تستسلم فدعت إلى لقاء عام مع نساء القرية لمناقشة موقفهن.

حوارها المقنع وسلوكها السوي واحترامها تقاليدهم وشعائرهم الدينية، مع اعتزازها بديانتها، أقنعت سكان الحي بخطلان موقفهم المسبق منها ومن عائلتها. اعتراف نساء القرية بخطأ تصرفاتهن مع العائلة «المهاجرة» طَبَع العلاقة بين الأطراف إلى درجة اعتبروا فيها المسلمة الوافدة مثالاً إنسانياً يحتذى به فأطلقوا عليها لقب «أميرة القرية»!.

في الدنمارك كان الأمر مختلفاً مع أوزما كونها ولدت في بلد برلمانه اليوم فيه أكبر نسبة من ممثلي الأحزاب المعادية للأغراب، مقارنة ببقية البرلمانات الأوروبية، وأفكار السياسي اليميني المتطرف غليستروب موغينز تعود للانتشار، بعد أن أخاف الناس في ثمانينات القرن العشرين بفكرة «سيطرة «المحمدانيين» مستقبلاً على الدنمارك وطرد سكانها» ولاقت رواجاً. تزوجت من أحد أبناء البلد وولدت طفلة منه ومع هذا لم تنجُ من العنصرية بسبب ديانتها. قررت الانتقال إلى منطقة نوربرو المكتظة بالمهاجرين لتتخلص من الأسئلة المتكررة، والتي كانت تُشعرها دوماً باختلافها وبأنها لن تكون «دنماركية» خالصة مهما فعلت.

ولكسر التفكير النمطي عند الدنماركيين وتغيير موقفهم من المسلمين نشطت وانتمت الى أحد الأحزاب الدنماركية اليسارية الصغيرة. لم تتقدم فيه ولم يرشحها أحد إلى قيادته لاعتبارات لا تعود إلى قلة كفاءتها بل إلى «إسلامها» وأصولها الباكستانية. قرارها إنشاء «منبر» إعلامي على «فايسبوك» جاء رد فعل على سلوك قيادة الحزب وبناء، على معرفتها بالموقف السياسي العام من الإسلام والدعوة إلى مواجهته.

اليوم تكسب خان على «صفحتها» المزيد من المؤيدين دعوتها إلى نبذ الكراهية وتشجيع فكرة التعايش بين الأجناس والديانات، ومن نتائجها العملية قيام المتوافقين معها بزيارات منتظمة إلى معسكرات اللاجئين والاختلاط بالوافدين الجدد وقضاء أوقات ممتعة معهم.

مفاجأة البرنامج الوثائقي جاءت من لوس أنجليس ومن المسلمة اليوغوسلافية الأصل دينا ليكوفيتش التي اعترفت أثناء استماعها داخل سيارتها إلى برنامج إذاعي كوميدي، أنها لن تصدق بعد مرور 15 سنة على أحداث «11 أيلول» أن يكون وضع المسلمين على ما هو عليه اليوم. «يوجد أكثر من برنامج إذاعي واسع الانتشار يبث أفكاراً تخدم المسلمين وتعزز موقفهم في المجتمع الأميركي. بعض المسلمين يعملون اليوم في البيت الأبيض ووصل إثنان منهم إلى الكونغرس ونرى المزيد من الصحافيين يعملون في «سي أن أن» ويمثلون في هوليوود». وعن تجربتها الشخصية تقول: «ولدت مسلمة. قرأت القرآن وأحببت دعوته إلى التضامن والرحمة والمساواة». وتشير إلى عوامل «أميركية خاصة» تسهل على المسلمين تأدية شعائرهم الدينية بحرية أبرزها دستور البلاد الذي أقرّ التعددية الإثنية والدينية وإلى الفلسفة التي نشأت عليها أميركا كبلد متعدد الثقافات والأعراق قام على مبدأ الهجرة ومساعدة المهاجرين المتمكنين للوافدين الفقراء. «هذا جزء من الشخصية الأميركية ومن حلم تأسيس مجتمع الفرص. فاليوم واحد من كل عشرة أطباء في أميركا مسلم وأعلى نسبة للحاصلين فيه على التعليم العالي هم اليهود وبعدهم يأتي مباشرة المسلمون»، كما تقول دينا وهي في طريقها إلى المسجد.

رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في الولاية مايكل دونينغ يعتبر دينا مثالاً ملهماً لغيرها «بثقافتها وروحها المتعاونة واحترامها للمجتمع، وقوة إقناعها بالأفكار التي تدعو إلى نبذ الكراهية تعطي دفعة للمجتمع كله. فتقوية الأطراف الضعيفة فيه تقوية له وكلما شعر المسلمون بالاطمئنان اندفعوا في الاتجاه الصحيح وابتعدوا عن الأشرار دعاة التشدد».

تجربة عائلة دينا المسلمة تشبه الكثير من التجارب. جاؤوا إلى الولايات المتحدة فقراء، عملوا في أعمال بسيطة وكدحوا من أجل تعليم ابنتهم في الجامعة وهم اليوم يشعرون بالفخر لما حققوه ولما تحققه ابنتهم في مجال عملها ونشاطها الاجتماعي في مناهضة «الإسلاموفوبيا».

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجارب نسائية واعدة في محاربة «الإسلاموفوبيا» تجارب نسائية واعدة في محاربة «الإسلاموفوبيا»



GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:52 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على أهرامات متنوّعة قبالة سواحل جزر البهاما

GMT 05:32 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جواغوار" تطرح سيارتها طراز E-1965 للبيع 5 حُزيران

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 15:14 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

صعقة كهربائية تودي بحياة عامل بناء ضواحي مراكش

GMT 05:18 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يحددون مكان بداية مرض الزهايمر المدمر في المخ

GMT 05:42 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

سراييفو تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة في أوروبا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca