آخر تحديث GMT 06:25:28
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

أمضت 4 أيام مع آلام مبرحة قبل أن يموت طفلها بداخلها

جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح "مستقبل الطب الأفريقي" في الـ70 من عمرها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح

مستقبل الطب
الرباط _الدار البيضاء اليوم

نشأت جرّاحة أمية حافية القدمين في جبال إثيوبيا لتصبح «مستقبل الطب الأفريقي»، وما زالت لا تستطيع القراءة أو الكتابة حتى الآن، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، وكانت ماميتو غاش في السادسة عشرة من عمرها عندما دخلت في مخاض ولادة طفلها الأول في كوخ من الطين بقريتها عام 1963. وأمضت 4 أيام مع آلام مبرحة، قبل أن يموت طفلها بداخلها، مما تسبب في إصابتها بناسور الولادة، وهي إصابة مدمرة عادة ما تتسبب بسلس البول لدى المرأة، أي تسرب البول والبراز بشكل لا يمكن السيطرة عليه طوال حياتها. *إنقاذها من النبذ والتشرد وبعد قدومها إلى العاصمة أديس أبابا، عالجتها الطبيبة الأسترالية كاثرين هاملين التي أصبحت لاحقاً معلمتها وأمها البديلة وصديقتها مدى الحياة، وتعلمت ماميتو، البالغة من العمر 73 عاماً الآن، إجراء جراحة

للناسور من خلال وضع يديها على يد جراحة سيدني العظيمة، وتتبع خطواتها المعقدة في أثناء عملها على إنقاذ النساء اللواتي عانين من هذه الحالة الصحية. وبسبب الجفاف والمجاعة القاتلة، كرست الدكتورة هاملين أيامها لهذه القضية قبل وفاتها عن عمر يناهز 96 عاماً، في 18 مارس (آذار) عام 2020، وبعد 7 أشهر، تعود صديقتها الحزينة رفيقتها الدائمة لنحو 57 عاماً إلى المسرح لمواصلة إرث المرأة التي أنقذتها مما كان يمكن أن يكون حياة من النبذ الاجتماعي والتشرد. وكانت الكاتبة البريطانية سو ويليامز تسافر عبر إثيوبيا في عام 2017، عندما حصلت على إذن لإجراء مقابلة مع كاثرين هاملين في مستشفى بأديس أبابا، وهناك قابلت ماميتو، وهي «امرأة خجولة، لكنها مثيرة للاهتمام»، تعمل مقدمة رعاية مع هاملين، وفقاً لما قالته. ووافقت ماميتو

على سرد قصتها. تلك القصة كانت مختلفة تماماً لو لم تقبل الدكتورة هاملين وزوجها عروض العمل لبدء مدرسة للقبالة في إثيوبيا عام 1959، وعندما وصلا، صُدما لاكتشاف عشرات الفتيات الصغيرات المصابات بالناسور -وهي حالة مروعة لم يسمع بها في العالم الغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال شائعة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقي آسيا اليوم؛ وربما تكون الحالة الأكثر تدميراً وإهانة التي يمكن أن تواجهها المرأة. *ما هي النواسير؟ والنواسير عبارة عن ثقوب صغيرة تظهر بين المهبل والمثانة، وأحياناً بين المهبل والمستقيم، بعد أيام من الولادة المتعسرة دون تدخل طبي حديث، مثل العمليات القيصرية أو الاستخراج بالشفط، وخلال هذا المخاض المطول، تدفع انقباضات الأم رأس الطفل باستمرار باتجاه حوضها،

مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم للأنسجة، مما يؤدي إلى إحداث ثقوب تسبب سلساً مستمراً غير قابل للسيطرة عليه في البول. وعادة ما تلد الأم طفلاً ميتاً في هذه الحالة. وكثيراً ما يتخلى الأزواج عن الزوجات اللواتي يكن -في أغلب الأحيان- غير قادرات على حمل مزيد من الأطفال، حيث كانت حالة ماميتو شديدة للغاية، لدرجة أنه حتى 10 عمليات جراحية لم تستطع إصلاح الضرر بالكامل. ومع ذلك، كان زوجها من القلائل الذين توسلوا إليها للعودة إلى قريتهم حتى يتمكنا من العيش معاً. لكن ماميتو شعرت أن مستقبلها كان في المستشفى لمساعدة هاملين على علاج سيدات أخريات يتحملن العذاب نفسه. وقول ويليامز: «لقد وقف زوجها بجانبها، وناشدها أن تعود إلى المنزل. لكن لأنها لا تستطيع إنجاب أطفال، لم ترغب في إعاقته أو تغيير رأيه»، وتستمر أوجه

القصور في البنية التحتية لإثيوبيا في تفاقم مشكلة النساء المصابات بالناسور. ويجعل عدم الحصول على مياه جارية نظيفة من المستحيل تقريباً الحفاظ على النظافة الشخصية للسيدات، ولا يترك لهن كثير من الخيارات سوى العيش في كهوف في الريف أو التسول بلا مأوى في شوارع المدن، وينتحر بعضهن، بينما تعيش الأخريات أيامهن وهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب من فقدان أطفالهن وأزواجهن ومنازلهن. *من مساعدة الى «مستقبل الطب في العالم النامي»ومع انتشار الأخبار عن الأطباء الأجانب الذين صنعوا «المعجزات»، غمر مزيد من المصابين بالناسور العاصمة، على أمل العثور على فرصة ثانية لحياة طبيعية، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تلاحظ كاثرين شيئاً مميزاً في مساعدتها الحادة اللطيفة المتفانية التي يمكنها التعاطف

بشكل أفضل من أي شخص يعاني من المحنة المخيفة التي يواجهها مرضاها. وسمحت عائلة هاملين لماميتو بالمراقبة في أثناء الجراحة، ثم شجعتها على المساعدة عن طريق قطع الأسلاك وخياطة الجروح. ولاحقاً، كانت ماميتو تضع يديها على يد هاملين، وتحفظ كل خطوة في أثناء إرشادها من خلال شقوق معقدة. وكانت تتمتع ببصر رائع، ويمكنها رؤية فتحات صغيرة جداً تحتاج إلى الإصلاح دون استخدام الأدوات، وفي عام 1975، افتتحت عائلة هاملين مستشفى ناسور أديس أبابا، وهي المنشأة الطبية الوحيدة في العالم التي تقدم جراحة إصلاح مجانية للنساء الفقيرات بعد الولادة. واليوم، تعد ماميتو جزءاً من مجموعة فريدة من نوعها تُعرف باسم «الجراحين الحفاة»، الممارسين غير المؤهلين طبياً الذين يغيرون وجه الطب الأفريقي دون أي تدريب رسمي،

ويتخصص الجراحون مثل ماميتو عادة في مجال واحد تعلموه من خلال الملاحظة والمهارة الطبيعية. ويتم الاعتراف بجهودهم بشكل متزايد من قبل المجتمع الطبي الدولي، بصفتهم عنصراً حيوياً لتوفير الرعاية الصحية في بعض الأماكن الأكثر ضعفاً، والأكثر فقراً على وجه الأرض، وفي عام 1989، حصلت ماميتو على الميدالية الذهبية للجراحة من الكلية الملكية للجراحين في لندن، واحتلت المرتبة 32 في قائمة «بي بي سي» تحت عنوان «100 امرأة في عام 2018، في الشركة اللامعة لقادة العالم ورواد الصناعة والأبطال العاديين»، وفي هذا الصدد تول ويليامز: «لن يكون هناك أبداً تدريب للأطباء في أفريقيا كما هو الحال لدينا في أوروبا أو أستراليا، لذلك يُنظر إلى أشخاص مثل ماميتو على أنهم مستقبل الطب في العالم النامي».

قد يهمك ايضا

واشنطن تؤجّج نزاع "سد النهضة" ومصر تؤكّد رفضها لاستخدام القوة ضد أديس أبابا

تحذير غير مسبوق من ترامب إلى إثيوبيا بشأن سد النهضة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح مستقبل الطب الأفريقي في الـ70 من عمرها جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح مستقبل الطب الأفريقي في الـ70 من عمرها



GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:10 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يقرر حفر بئر ثالثة في تندرارة بعد تأكد وجود الغاز

GMT 01:43 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

محمد القرالة يوضح أن الصورة الصحافية تؤثر على المجتمع

GMT 21:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

فرنسا تحث تشاد على إجراء الانتخابات

GMT 13:03 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

ناردين فرج تشعل "ذا فويس" بإطلاله مثيرة وأنيقة

GMT 13:32 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

فضيحة أخلاقية بطلها مسؤول في حزب بارز تهز وزان

GMT 08:50 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أنواع الثريات وأشكالها هدف الباحثين عن الرفاهية

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعرف علي سعر الدرهم المغربي مقابل الريال العماني الثلاثاء

GMT 07:15 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

"إتش آند إم" تكشف عن علامة جديدة تستهدف جيل الألفية

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 12:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

رشيد برواس يتراجع عن قرار اعتزاله لمساعدة فريقه

GMT 07:43 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

حمدي الكنيسى ينعى الإعلامية سامية صادق بكلمات مؤثرة

GMT 11:48 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

وفاة نجم الزمالك السابق أحمد رفعت بعد صراع مع المرض

GMT 04:04 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

علي الديك ينفي الأنباء بشأن الخلاف مع شقيقه حسين

GMT 05:18 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولي المغربي حكيم زياش يتألق مجدداً في كلاسيكو هولندا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca