الدار البيضاء ـ جميلة عمر
منح المسؤولون في مدينة الجديدة، السيدة التي ألقي القبض عليها، والبالغة من العمر 84 عامًا، السراح، لتعانق الحرية، بعد الضجة الإعلامية التي رافقت اعتقالها.
وخرجت السيدة الطاهرة بوخرصة بولمهارز، ليلة الإثنين، على الساعة الحادية عشر والنصف تقريبًا، وهي تذرف الدموع، بعدما رأت أبنائها الستة في باب السجن ينتظرونها، ورغم كبر سنها أطلقت ساقيها للريح لتعانقهم.
وعبّر أحد أبنائها عن المأساة التي تعيشها أسرته، في صرخة أطلقها عبر وسائل الإعلام، والتي ساءل فيها الضمائر الحية للوقوف بجانبه، لاسيما أنَّ أمه بلغت من الكبر ما لا يمكن التصور معه أن تودع في السجن، ناهيك عن أنها تعرضت لظلم، حين أريد بها باطلاً، وذلك بعدما اتنزعت أرضها التي ورثتها عن والدها، بعد أن باعها شقيقها بعقد مطعون فيه.
وكانت الطاهرة رفضت تنفيذ حكم بالإفراغ، بعد أن رفضت ترك أرضها التي ورثتها عن أبيها في جماعة أمزميز، مما دفع مصالح الدرك لاعتقالها، وقضت المحكمة بشهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500 درهمًا في حقها، وبعد أنت قضت أسبوعًا كاملاً داخل السجن، عانقت الحرية من جديد .
وكانت عناصر الدرك الملكي في الجماعة القروية "تيزكين"، قيادة أمزميز، في إقليم الحوز، قد اعتقلت الطاهرة، الإثنين قبل الماضي، بسبب دعوى قضائية تقدم بها موسى خ.، يطالبها فيها بإفراغ الأرض التي تسكن فيها، والواقعة في دوار "الدوررتي"، باعتبار أن هذه الأخيرة أصبحت في ملكيته بموجب عقد بيع عرفي.
وقرر وكيل الملك في المحكمة الابتدائية مراكش، على الرغم من معانات هذه المسنة من مجموعة من الأمراض، اعتقالها وإيداعها خلف أسوار السجن، بسبب رفضها مغادرة بيتها والأرض، التي قضت المحكمة بإفراغها لفائدة الثري موسى.
وأكّد أحد أبناء العجوز، أنَّ الأرض الزراعية المتنازع عليها، والتي تقل مساحتها عن هكتار واحد، كانت نصيب الطاهرة من إرثها عن والدتها، بعد اقتسام التركة قبل أربعين عامًا مضت مع شقيقها المتوفي منذ عامين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر