واشنطن - المغرب اليوم
تعتبر القدرة على اتخاذ القرارات أمرا يحتاج للتمرين والتدريب عند الطفل مثله مثل أى شخص بالغ يتعلم أمرا جديدا، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك بعض الأطفال الذين يريدون أن يكون لهم رأى فى كل أمورهم الحياتية، وهم فى تلك الحالة يكونون قادرين على التعبير عن رغبتهم تلك أمام أهلهم. بينما أحيانا قد يكون هناك طفل آخر يتجنب اتخاذ القرارات فى مختلف أمور حياته، ومن بينها حتى طعامه وملابسه. وفى تلك الأيام فإن معظم الأهالى يحاولون إدخال أطفالهم فى عملية اتخاذ القرار، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر إيجابى، لأن الطفل بتلك الطريقة سيكون أكثر حرصا على الالتزام بقرار كان هو جزءا من عملية اتخاذه. وفى كثير من الأحيان قد يكون الأمر محيرا للأم فيما يخص تحديد الوقت الذى يجب عليها أن تترك فيه القرار للطفل والوقت الذى يجب عليها أن تتخذ هى فيه القرارات. إن الطفل كثيرا ما يواجه صعوبة فيما يخص اتخاذ القرارات المسئولة، فكثيرا ما يكون الطفل مندفعا وغير قادر على اتخاذ القرارات والتفكير فيها بروية قبل اتخاذها. وبدلا من أن تشعرى بالإحباط كأم بسبب عدم قدرة طفلكِ على اتخاذ القرار المناسب فى أى أمر فعليكِ أن تساعديه.
إن الطفل لن يتمكن من اتخاذ أى قرار مسئول إلا إذا كان على دراية بالخيارات الموجودة أمامه، ولذلك فعلى الأم أن تعلم الطفل كيف يقوم بتجميع كل المعلومات التى يحتاجها عن أى أمر قبل اتخاذ القرار. يمكنكِ أن تتمرنى مع طفلكِ على كيفية اتخاذ القرار حتى يتعلم الطفل أنه يجب عليه ألا يتعجل فى اتخاذ أى قرار. شجعى طفلكِ على أن يقوم بطرح أى أسئلة يريدها قبل اتخاذ أى قرار مهم حتى يكون لديه كل الحقائق التى يحتاجها وأن يكون على دراية أيضا بعواقب القرار الذى هو مقبل عليه. احرصى على أن تكون خطوط التواصل مفتوحة بينكِ وبين طفلكِ حتى يشعر أنه قادر على اللجوء إليكِ بشأن أى قرار. وعلى الأم أن تعلم أن الأصدقاء سيكونون عاملا مؤثرا فى عملية اتخاذ القرار عند الطفل.
عادة فإن الطفل يتعلم الكثير من السلوكيات من والده ووالدته، ولذلك يجب على الطفل أن يرى أمه وأبيه يتخذان قرارات مسئولة فى الحياة. ويمكنكِ مثلا أن تشرحى لطفلكِ لماذا اخترتِ ألا تشترى حذاء جديدا فى الوقت الحالى بسبب حاجتكِ لادخار المال من أجل أغراض أكثر أهمية للمنزل. بدلا من أن تقومى بإلقاء المحاضرات على الطفل يجب أن تتحدثى معه بطريقة تكون متوافقة مع اهتماماته والمرحلة العمرية التى هو فيها. إن أى قرار تكون له عواقب قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا يكون من الأفضل أن تدع الأم الطفل يختبر بعض العواقب السلبية لقراراته حتى لا يرتكب الأخطاء فى المستقبل، وفى حياته كشخص بالغ.
يواجه الطفل صعوبة فى اتخاذ القرار أحيانا لأنه يشعر أن كل قرار هو أمر هائل وضخم، ولذلك يجب أن تساعدى الطفل على إدراك الدرجات المختلفة لأهمية قرار معين وعدم أهمية قرار آخر. اشرحى لطفلكِ أن القرارات الصغيرة مثل الطعام الذى سيأخذه للمدرسة قرار صغير لا يحتاج للكثير من الوقت، أما قرار اختيار كتاب معين من المكتبة فهو قرار متوسط يحتاج لبعض التفكير، أما إذا كان الطفل يفكر فى اختيار رياضة معينة لممارستها فإن مثل هذا القرار يحتاج لمزيد من الوقت والدراسة. يمكنكِ أن تعطى لطفلكِ بعض الحرية فى اتخاذ قرارات معينة مثل الرياضة التى يريد ممارستها والأنشطة المدرسية المختلفة، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك خيطا رفيعا دائما بين التدخل الدائم لحماية الطفل وتشجيعه على أن يكون مستقلا بقراراته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر