بيروت ـ المغرب اليوم
في حياتنا العملية تصادف كثير من الأشخاص ليس لديهم القدرة الكافية على اتخاذ القرارات ويكون الوضع أصعب عندما يتفاجأ شريك الحياة بعدم قدرة الطرف الأخر على الاختيار. وبسؤال الخبراء تكتشف أن القدرة على اتخاذ القرار مهارة يجب تعلمها من الصغر، فالاختيار يعد جزءاً من النمو والتطور.
وينصحكِ خبراء baby centre بتعليم طفلك النظر في ما يجب القيام به بدلاً من تنفيذ ما تقولينه له ببساطة (أو عدم تنفيذه!). لا يمكنك ترك العديد من الخيارات بالكامل لطفلك لأن مرحلته العمرية ستدفعه غالباً لاتخاذ قرارات تضر بصحته (مثل "اتخاذ القرار" بتنظيف أسنانه مرة واحدة فقط في الأسبوع) أو لا يمكن تقبّلها بالنسبة لك (مثل "اختياره" ملابس الحفلات للذهاب إلى المدرسة).
وكتدريب عملي ينصحكِ الخبراء بتدريب طفلك على عملية صنع القرار ضمن حدود آمنة حيث يكون طفلك حراً تماماً في الانتقاء ما بين خيارات محددة بعناية. كأن تقولي له يمكنك تنظيف الأسنان الآن أو بعد قراءة القصة، أو الاختيار بين صنفي الطعام المقدمين على وجبة العشاء.
وما زالت مشاعر طفلك لغزاً بالنسبة له. يزيد عدم تأكده مما يشعر به حالياً مع عدم قدرته على تذكر ما كان يشعر في المرة السابقة أو التنبؤ بما سيشعر به لاحقاً من صعوبة اتخاذه بعض القرارات. "هل تريد البقاء هنا معي أو الذهاب إلى المتجر مع أبيك؟" قد يبدو خياراً بسيطاً لا يذكر، لكنه ليس واضحاً ولا بسيطاً بالنسبة لطفلك الصغير.
ما الذي سيستمتع به أكثر؟ ما الذي قد استمتع به في المرة السابقة؟ ما الذي يرغب بفعله الآن؟ لا يعرف ولا يستطيع أن يعرف. يتردد ويشعر بالتعاسة مهما كان اختياره في نهاية المطاف. وهو مضطر، بالطبع، لتعلم اتخاذ القرارات الخاصة به كجزء من النمو.
لكنه سيتعلم أسرع ويستمتع أكثر إذا كان يتمرن على اتخاذ القرارات مع عدم وجود ما يخسره. إذا كانت معه قطعتا حلوى، "أيهما ستأكل أولاً؟" سؤال قد ينظر في إجابته من دون توتر. فهو يملك قطعتي الحلوى ولا أحد سيأخذ القطعة التي لم يخترها. في حال كان سعيداً قد يغير رأيه ما بينهما مرات عدة.
اختيار الملابس
تتعجب الأمهات كثيراً من قوة مشاعر أطفال لا تتجاوز أعمارهم غالباً الثلاث أو الأربع سنوات بشأن ما يرتدون. ليست مجرد مسألة إحساس بارتداء الملابس، ولكنها أيضاً إحساس بالنمو. فالملابس جزء من صورته الذاتية وصورته عن ذاته التي يقدمها إلى العالم. من هو الشخص الذي يرغب طفلك أن يكونه، أو يريد الاعتقاد بأنه يمثله في هذا اليوم؟ وإذا كانت هناك مجموعة من الأطفال المؤثرة في حياته، كيف يريد أن يبدو أمامهم؟
ليس طفلك كبيراً بما يكفي لاختيار ملابس جديدة يرغب في شرائها أو حتى لاختيار الملابس التي يرتديها، لكنه بالتأكيد كبير بما يكفي ليحق له الإدلاء برأيه. فهذا جسده في النهاية. لماذا عليه الظهور وهو يرتدي ذوق شخص آخر؟ حاولي عرض طقمين أو ثلاثة أطقم من الملابس المقبولة بالنسبة لك والتي تتوافق مع المناسبة، واسمحي له بالاختيار بحرية من بينها. حاولي وضع بعض القواعد مقابل هذه الحرية. إذا كان الطقمان مناسبين، فهل تمنعيه من ارتداء القميص البرتقالي لأنه يقترح ارتداءه مع بنطلون أخضر؟
إن بدء اليوم بضجيج حول اختيار الملابس أمر متعب. ربما يستجيب طفلك بشكل أفضل إذا منحتيه فرصة لاختيار ملابس الصباح ليلاً قبل ذهابه إلى الفراش. ما لم تفلح معه طريقة الخيارات المحدودة، يمكنك إخلاء الخزانة من جميع ملابس المناسبات الخاصة وغير المناسبة للموسم حتى ينتقي مما تبقى. يفيد أحياناً تحديد الخيارات وتقليلها. قد يقبل طفلك راضياً نوعاً من الملابس الخاصة بأيام الأسبوع بالتناوب بين بنطلونين، وجوارب، وقمصان أو تي شيرتات.
احرصي على مسألة سهولة تعامل طفلك مع اختيار الملابس وأنت تخططين لها. اختاري الملابس ذات الأزرار أو المشابك سهلة الاستعمال بدل فتحات السحاب الصعبة. ما لم يصرّ طفلك على بنطلون بفتحة سحاب، اختاري دائماً البناطلين والشورتات والتننانير ذات الخصر المرن واشتري الأحذية ذات الأربطة التي يمكن لصقها أو الفيلكرو. قللي قدر الإمكان من الأشياء المتعبة، مثل القفازات والقبعات وقومي بخياطة الأشياء الضرورية حتى لا تضيع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر