آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

هل يؤثر شجار الأبوين على الأطفال؟

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - هل يؤثر شجار الأبوين على الأطفال؟

شجار الأبوين
القاهرة - المغرب اليوم

كان الخبراء والأطباء فى الماضى يخبرون الأب والأم أنه لا يوجد ضرر من مشاهدة الطفل لهما وهما يتشاجران طالما أنهما سيصلحان الأمور فى النهاية وسيراهما الأطفال فى تلك الحالة أيضا. ولكن بعد مرور الوقت وتقدم الزمن فقد ظهرت الكثير من الإثباتات عكس الأمر السابق ذكره، فالطفل عندما يسمع الأصوات الغاضبة لوالده ووالدته فإن درجة توتره ترتفع بشدة، بل إن الأمر قد يصل لدرجة أنه إذا تشاجر الأبوان وطفلهما نائم فإن نسبة هورمونات التوتر عنده سترتفع وسيحتاج لبعض الوقت حتى يهدأ. عندما يتشاجر الأب والأم فإن الأمر بالنسبة للطفل يكون مخيفا لأن الأب والأم فى الأصل يعتبران مصدر إحساس الطفل بالأمان. وبما أن الطفل فى حالة تشاجر والده مع والدته لا يستطيع اللجوء إليهما مما قد يدفعه لإخفاء خوفه وهو الأمر الذى يظهر فى عناد وسوء سلوك يظهره الطفل. إن الطفل أيضا عندما يسمع أبويه يتشاجران فإنه يبدأ فى الاقتناع بأن طريقة حل الخلافات بين الكبار هى التشاجر والصراخ على بعضهم البعض. يواجه الأب والأم أو الزوج والزوجة العديد من التحديات والمسئوليات خلال العام الأول بعد ولادة طفلهما، بالإضافة إلى أن أسلوب حياتهما يختلف تماما بعد ولادة الطفل، وهو الأمر الذى قد يرفع من نسبة الخلافات بين الاثنين. وهناك العديد من الطرق الفعالة والإيجابية التى يمكن للأب والأم من خلالها التعامل مع خلافاتهما ومشاكلهما مع ضرورة الابتعاد تماما عن استخدام العنف لأنهما إذا لم يفعلا هذا الأمر فإن طفلهما سيعانى على العديد من المستويات. يمكن للأب والأم مثلا أن يتحدثا معا أمام الطفل عن شرائهما لسيارة جديدة بطريقة حضارية وهو الأمر الذى سيجعل الطفل يؤمن بإمكانية وجود خلافات بينهما أو اختلاف فى الرأى بكل حب واحترام. إذا شاهد الطفل أمه وأباه وهما يتشاجران فإنه قد يصبح مهزوزا ويبدأ فى التساؤل ما إذا كانا قادرين على حمايته والاعتناء به لأن تصرفاتهما قد تظهر له أنهما غير قادرين على الاعتناء به من الأساس. وقد يبدأ الطفل فى الشعور بالقلق والاكتئاب وقد تبدأ ثقته بنفسه فى الانخفاض. وعلى الأم أن تعلم أنها عندما تتشاجر مع زوجها ووالد طفلها فإن انتباهها لا يكون مركزا على الطفل، مع الوضع فى الاعتبار أنه فى تلك الحالات يكون الطفل فى أشد الحاجة لاهتمام أمه. إن الطفل فى تلك الأوقات قد يختار عدم الذهاب لوالده أو والدته لأنه لا يشعر بالأمان. فى كثير من الأحيان قد لا يفهم الطفل السبب وراء الخلافات والعراك بين والده ووالدته، ولذلك فإنه قد يعتقد أنه هو السبب وراء خلافاتهما. فعلى سبيل المثال قد لا ينجح الطفل فى الانتهاء من تنظيف غرفته أو إنهاء طعامه أو قد يسئ السلوك ويأتى الليل ليجد أبويه يتشاجران مما قد يجعله يعتقد أنه هو السبب وراء هذا الأمر مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يعتبر حملا ثقيلا على الطفل يؤدى مع الوقت لشعوره بالذنب والإحراج، بل إنه قد يبدأ فى أن يكره نفسه. إن الطفل وهو صغير يتصرف بناء على ما يراه من تصرفات والده ووالدته وهذا الأمر يتضمن طريقة تعاملهما مع المشاكل وحلهما لها. إن الطفل مع الوقت سيتعلم أن طريقة حل المشاكل هى النوبات العصبية والشجار والضرب لأن تلك هى الطرق التى يتبعها أهله. وهناك أمر آخر قد يحدث للطفل فى حالة خلافات أهله الدائمة أمامه، فقد يبدأ فى كبت مشاعره والانزواء بعيدا وعدم الرغبة فى التعامل مع أى شخص على المستوى الاجتماعى. إن أى أب وأم سيتشاجران بالتأكيد فى مرحلة من المراحل ولكن يكمن الأمر فى كيفية تعاملهما مع تلك المشاكل أمام طفلهما بطريقة محترمة يحاولان من خلالها إيجاد حلول بدلا من إلقاء اللوم على بعضهما البعض.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يؤثر شجار الأبوين على الأطفال هل يؤثر شجار الأبوين على الأطفال



GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca