عمان ـ وكالات
حصل الإعلامي يعقوب بن خلفان الندابي على درجة الدكتوراة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالمغرب بتقدير مشرف جداً وهو أعلى تقدير تمنحه الجامعة للباحثين وذلك عن بحثه بعنوان (لغة الدعاية التجارية في الصحافة العمانية – دراسة لغوية تطبيقية في ضوء نظرية الاتصال الجماهيري) وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور قاسم الحسيني رئيسا وعضوية كل من الدكتور محمد الظريف والدكتور عبدالكريم الشباكي و الدكتور محمد المصطفى عزام المشرف على البحث ومقرر اللجنة وذلك بحضور سعادة موسى بن حمدان بن موسى الطائي سفير السلطنة في المملكة المغربية وسعيد بن مالك الكندي المستشار بسفارة السلطنة بالمغرب .
وتحدث الدكتور يعقوب بن خلفان الندابي عن دراسته قائلاً : سعت الدراسة إلى معالجة الخواص اللغوية للدعاية التجارية في الصحافة العمانية من خلال تحليل نماذج من الإعلانات الواردة في الصحف العمانية خلال الأعوام2009 – 2012م، بهدف الكشف عن سماتها اللغوية وما طرأ عليها من تطورات صرفية ونحوية ودلالية، وبيان موقع هذه اللغة الدعائية من اللغة العربية بعامة لاسيما أن لغة الدعاية الإعلانية تعد مجالا واسعا للباحث اللغوي من أجل الكشف عن العديد من الظواهر اللغوية.
وتعود أهمية هذه الدراسة إلى معرفة الأساليب اللغوية التي صاغ بها القائمون على الدعاية التجارية أثناء تواصلهم مع المتلقي – خطابهم الدعائي المقروء في الصحف المختارة، أي وصف الاستخدامات اللغوية في الدعاية التجارية مع محاولة تحديد خصائص ذلك الاستخدام اللغوي وتفسيرها مرتبطة بأغراض المؤسسات الصحفية من الدعاية التجارية وأهدافها.
كما تركز الدراسة في جانبها التطبيقي على محورين: أولهما الوسائل الدلالية والمنطقية واللغوية التي استخدمتها المؤسسات الصحفية في محاولة منها للتأثير في الجمهور المتلقي، ومن ثم إقناعه بمصداقية ما تحمله هذه الدعاية من مضامين وأفكار. ثانيهما الوظائف اللغوية السائدة في عينة الدراسة من النصوص الدعائية، ومحاولة معرفة إن كان ترتيب تلك الوظائف اللغوية سيختلف من صحيفة لأخرى".
منهج الدراسة
وأضاف الدكتور الندابي قائلاً "اعتمدت الدراسة على ما توصلت إليه نظرية الاتصال اللغوي من نتائج تتعلق ببنية الاتصال ووسائطه، إضافة إلى الاستعانة بالمعطيات العلمية في تحليل الدعاية فضلاً عن الإفادة في المدخل النظري من الأسس النظرية في دراسات الإعلام المقروء وبحوث الدعاية ، وانتهجت المنهج الوصفي الذي يقوم على تحديد مستويات لغة الدعاية التجارية في الصحافة العمانية ( الصرفية والنحوية والدلالية) وخصوصاَ أن هذه اللغة هي لغة فصيحة في أغلب الأحيان وإن كان بعضها ينزل إلى المستوى العامي .
وحول المصادر التي اعتمدها في استقاء المادة عن الدعاية التجارية قال الندابي اعتمدت على الصحف الرئيسية الثلاث من بين الصحف التي تصدر في السلطنة بصورة يومية منتظمة وعلى رأسها صحيفة عمان بالإضافة إلى صحيفتي الوطن و الشبيبة حيث ان هذه الصحف تحمل ملاحق خاصة للدعاية التجارية عوضاَ عن الدعاية الواردة بصفحاتها الداخلية كما أن المادة المدروسة متنوعة في هذه الصحف التي تشتمل على مجالات عدة للدعاية التجارية ، منها التجاري والاجتماعي ومنها الحكومي والخاص ويبلغ عدد نصوص الدعاية التجارية التي شملتها الدراسة أكثر من ألف إعلان خلال الأعوام من 2009م إلى 2012م.
وحول مجمل ما تناولته الرسالة يقول الدكتور يعقوب الندابي تناولت الدراسة عدة فصول ففي الفصل كان الحديث عن " الاتصال الجماهيري والدعاية " وتم فيه الحديث عن الاتصال والاتصال الجماهيري والدعاية و مفهوم الإعلان كما تم التركيز على الإعلان الصحفي، وخصائصه ، ومكوناته، والأساليب المتبعة في صياغته ، والنظرة للإعلان ، وكذلك خصائص الإعلان في الصحف ، والمجالات العامة للإعلان في الصحافة العمانية كما شمل الفصل الحديث عن الصورة الإعلانية من حيث ظهور الصورة الإشهارية ونظرياتها ومكوناتها مدعما بعدد من الدراسات وكذلك العلاقة بين اللغة والصحافة والإعلان ومفهوم الإعلان والسياق.
فيما تناول الفصل الثاني الظواهر الصرفية للغة الدعاية التجارية وقد اشتمل على أربعة مباحث تناول الاسم وأوزانه الصرفية والمصادر وأوزانها و الصفات والجموع فيما خصصت الفصل الثالث عن الظواهر النحوية السائدة في لغة الإعلان ، وتضمن ثلاثة مباحث هي الجملة البلاغية والجمل الخبرية والجملة النحوية .
أما الفصل الرابع والأخير فقد تناول الخواص الدلالية للغة الإعلان الصحفي من خلال أربعة مباحث هي نظرية المجالات الدلالية والعلاقات الدلالية في لغة الإعلان الصحفي والمفاضلة بين الأشياء في لغة الإعلان الصحفي والألفاظ الدخيلة على لغة الإعلان الصحفي العماني والمغربي ومدى تأثر تلك الإعلانات بالألفاظ الدخيلة.
نتائج الدراسة
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج و المقترحات منها احتياج لغة الإعلان في الصحافة إلى دراسة تفصيلية مستقلة ، من منطلق أنها ذات مستويات لغوية متعددة وضرورة اتخاذ معاجم اللغة العربية موقفا واضحاً من الألفاظ الأجنبية المنقولة عن لغات مختلفة، حيث تبين من الأطروحة أن لغة الدعاية التجارية في الصحافة العمانية تحتوي على ألفاظ أجنبية، وعلى هذه المعاجم أن تقدم البديل العربي الفصيح – قدر المستطاع -وإعداد هذه المجامع لمعاجم لغوية خاصة بلغة الإعلانات وضرورة الاستعانة بخبراء لغويين يقومون بتنقية الإعلانات من الألفاظ الركيكة والأجنبية وعقد دورات تدريبية تخصصية لمحرري الإعلانات في اللغة العربية وتدريس لغة الدعاية التجارية (إذاعة – تلفزيون – صحافة) بكليات الإعلام بالجامعات العربية وتعيين متخصصين في اللغة العربية لمراجعة الإعلانات التجارية بها .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر