آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

منهاج تربوي مزدوج في مناطق الأكراد في شمال شرق سورية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - منهاج تربوي مزدوج في مناطق الأكراد في شمال شرق سورية

حصة دراسية في مدرسة موسى بن نصير
القامشلي ـ أ.ف.ب

يردد التلاميذ اثناء وقوفهم بصفوف منتظمة غير ابهين بالهواء البارد وبصوت مرتفع بالكردية "روج باش ماموستا"، اي صباح الخير يا استاذ، قبل دخولهم القاعات في مدرسة تعتمد منهاجا تربويا مزدوجا في شمال شرق سوريا.

وتقول الطالبة بريفا حسن (ست سنوات)، وهي جالسة الى جانب زملائها في مدرسة موسى بن نصير في غرب مدينة القامشلي، "أتعلم وأكتب الابجدية الكردية (...) والقصص واغماء الحيوانات والورود".

وتبدي بريفا سعادتها بذلك لا سيما ان والديها لا يعرفون قراءة أو كتابة اللغة التي منعتها الحكومات السورية المتعاقبة منذ خمسينيات القرن الماضي.

وهذه احدى المدارس التي بدأت اعتماد منهاج تربوي مزدوج، يضم الكردية الى جانب مقررات التدريس بالعربية.

وفرضت الادارة الذاتية منذ مطلع السنة الدراسية الحالية المنهاج الكردي الى جانب المنهاج العربي في المراحل الابتدائية الثلاث الاولى في مدارس محافظة الحسكة، المعروفة بمنطقة الجزيرة، على ان يصار الى توسيع هذا المنهاج ليشمل الصفوف الاخرى تباعا.

ولا تزال الصفوف الاخرى تتبع المنهاج العربي المعتمد من قبل الحكومة السورية.

من جهتها، تقول مدرسة اللغة الكردية جانة موسى (21 عاما) لوكالة فرانس برس "اتمنى ان يتلقى كل الطلاب الدروس بلغتهم الام". وتضيف، وهي ترتدي معطفا اخضر اللون "نعلمهم الأبجدية ومواضيع المجتمع والحياة".

-86 الف تلميذ-


وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. 

وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق "روج آفا"، أي غرب كردستان بالكردية.

وبحسب نائبة رئيس هيئة التدريس في الادارة الذاتية في الجزيرة سميرة حاج علي، بلغ "عدد الطلاب في مدارس الادارة الذاتية 86082 الفا اما عدد مدرسي المنهاجين الكردي والعربي فهو 3830 مدرسا".

وتقول حاج علي ان الهيئة تعمل حاليا على تحضير منهاجين واحد عربي واخر سرياني للعام المقبل يتناسب مع نظامها التعليمي.

وتوضح ان الادارة الذاتية في الجزيرة انشأت عشرة معاهد لتهيئة مدرسي اللغة الكردية، وستؤسس اخرى لمدرسي اللغتين العربية والسريانية وفق اسس النظام التعليمي الخاص بها.

وفي رد فعل على القرار، اغلقت وزارة التربية السورية مدارسها في المنطقة. كما فصلت الاساتذة الذي يدرسون المنهاج الكردي، ما دفع بعضمهم الى العمل مع الادارة الذاتية فيما انصاع آخرون لقوانين سوريا وتركوا المدارس التي اعتمدت المنهاج الكردي.

ويقول حسين زيدو (45 عاما)، احد المدرسين السابقين لمادة الرياضيات في المدارس الحكومية، "عملت في المدارس الابتدائية 11 عاما، وتم ابعادي عن التعليم لأسباب سياسية".

ويضيف "التحقت الان بمدارس الادارة الذاتية للتعليم بحسب المنهاج الدراسي بالعربية رغم ان الطلاب اكراد وأتقاضى راتبي من هيئة التربية" التابعة للادارة الذاتية.

ويدرس العديد من العرب في المدارس التي تعتمد منهاجا كرديا. وتقول التلميذة رهام الأحمد (تسع سنوات)، النازحة من مدينة حلب، "في البداية كنت أحضر الدروس مع الطلاب الأكراد قبل نقلي الى شعبة اخرى ندرس فيها المنهاج بالعربية".

وتضيف، اثناء متابعتها درسا في اللغة العربية، "انا سعيدة جدا بين زملائي، في البداية واجهت صعوبة في التأقلم معهم فالقامشلي مدينة غريبة بالنسبة لي، ويتكلمون لغة لم اكن افهمها، اما الآن فقد بات الامر اكثر سهولة".

-حلم يتحقق-

ورغم ان الاكراد يشكلون اكثر من عشرة في المئة من سكان سوريا، لكنهم عانوا من التهميش على مدى عقود قبل اندلاع النزاع، اذ ان فئة كبيرة منهم محرومة من الجنسية، كما كان يمنع عليهم تعلم لغتهم او الكتابة بها أو حتى احياء تقاليدهم مثل احتفالات عيد النوروز.

ويبدي المخرج جميل مراد (44 عاما) الذي تعلم سرا في طفولته الكتابة والقراءة بالكردية، اعتزازه بدراسة ابنه رامان (ثماني سنوات) هذه اللغة من دون خوف.

ويقول خلال مساعدته ابنه على حل وظائفه المدرسية على ضوء شمعة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء "أكبر إنجاز للادارة الذاتية لم يكن ربط الجزيرة بكوباني، بل بتعليم عشرات الآف الاطفال لغتهم الام".

ويضيف "هؤلاء هم مستقبلنا حتى لو انقلبت علينا الامور".

واستثنت الادارة الكردية الاحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وسط القامشلي، من قراراتها.

ولم يتردد البعض من الاعتراض على هذه الخطوة بنقل اولادهم الى مدارس حكومية على غرار أمينة برو، معلمة الانكليزية في احدى المدارس الرسمية.

وتقول برو "اعمل في مدرسة خاضعة للنظام، لان المناهج الكردية غير معترف بها والمدرسون لا يملكون القدرات اللازمة"، موضحة في الوقت ذاته انها تؤيد "تدريس مادة او مادتين باللغة الكردية ولكن ليس المنهاج بشكل كامل".

وتضيف "اخضع لقرارات وزارة التربية في الحكومة السورية كوني اتقاضى راتبي منها".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منهاج تربوي مزدوج في مناطق الأكراد في شمال شرق سورية منهاج تربوي مزدوج في مناطق الأكراد في شمال شرق سورية



GMT 11:56 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

المغرب الفاسي يتعادل وديًا أمام اتحاد الزموري الخميسات

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أيتن عامر تستعد لعرض فيلم "بيكيا" مع محمد رجب

GMT 20:53 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تتويج سيدات الأهلي للسلة بذهبية دوري المرتبط

GMT 13:03 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف علي وأحمد الحجار في "بوضوح" الخميس

GMT 00:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي المصري يصعد على حساب الداخلية بثنائية حاسمة

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 18:50 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"شنبو" الفضائيّة تعرض فيلم "إبن حلال" على مدى أسبوع

GMT 19:12 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مروض طبي ينقذ حياة لاعب اتحاد طنجة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بشهر عسل رومانسي وهادئ في جزر المالديف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca