كشفت دبي العطاء اليوم عن برنامج تعليمي بكلفة 11مليون درهم لدعم فرص توفير التعليم للأطفال الفلسطينيين والتخفيف من الآثار النفسية جراء الصراعات المسلحة حولهم في غزة وذلك عبر توفير البنى التحتية اللازمة وتأمين الدعم المعنوي والنفسي للأطفال.
ويهدف البرنامج الذي اطلق عليه اسم "أعد بناء فلسطين.. ابدأ بالتعليم" الى الحد من الآثار المدمرة على توفر التعليم ونوعيته إثر العدوان المسلح على غزة الذي دام سبعة أسابيع خلال الصيف المنصرم.
وأكد طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء على الحاجة الملحة إلى التعامل مع مشكلة البنى التحتية التعليمية في غزة ودعا الى امعان النظر عن كثب في الوضع في غزة والتحضير للأثر بعيد المدى للصراعات غير المتوقعة والمتذبذبة حاليا حول الأطفال.
وقال ان الأطفال الفلسطينيين يعانون من صدمة على المستويين الجسدي والمعنوي طوال فترة النزاع ..مشيرا الى ان التدمير الواسع النطاق للبنى التحتية التعليمية ادى إلى وضع المزيد من العوائق في وجه مستقبلهم.
وشدد على انه حان الوقت للمجتمع الدولي لحشد الموارد وضمان أن المدارس لديها القدرة والإمكانيات المناسبة لتوفير التعليم السليم ..مبينا ان هذا هو سبب إطلاق دبي العطاء مبادرة "أعد بناء فلسطين .. ابدأ بالتعليم".
واضاف انه وعبر هذا البرنامج الذي يركز على تعزيز البنية التحتية التعليمية ودعم إعادة التأهيل النفسي للأطفال تهدف دبي العطاء إلى توفير التعليم الأساسي السليم للأطفال في غزة.
وقال ان هذا يعني بناء بنية تحتية سليمة وتطوير المنهج الدراسي المناسب بالإضافة إلى الاستثمار في المعلمين لكي يتمكنوا من مساعدة الطلاب على التعامل مع الصدمات وتطوير آلية للتعامل مع المآسي لإعادة انخراطهم بنجاح في الحياة التعليمية.
واوضح ان الحصار المستمر الذي رافق الصراع شل القطاع التعليمي في غزة ..مؤكدا ان برنامج دبي العطاء بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" سيعمل على التصدي لآثار النزاع وتعزيز القطاع التعليمي في غزة.
وبين انه في إطار البرنامج سيحظى 175 الفا و809 اطفال في 151 مدرسة تابعة للأونروا على دروس فنية ورياضية أسبوعية مع معلمين متخصصين وستعتمد هذه الدروس على التوجيه النفسي والاجتماعي باستخدام الفنون والرياضة وستتضمن أيضا تدريب المعلمين لإرشادهم خلال هذه الصفوف.
وتابع انه علاوة على ذلك سيحصل الف و620 طالبا في مدارس الأونروا على دعم اجتماعي نفسي لتطوير آلية للتعامل مع المآسي والتخفيف من محنتهم ..مشيرا الى انه يجري تطوير خطط دعم منفردة بين الطفل والمرشد من أجل التحقق من المشكلات المحددة التي يعاني منها الطفل ونقاط الضعف للاستجابة إلى حاجاتهم وتوفير الموارد.
واكد القرق ان البرنامج سيؤمن أيضا التعليم الأساسي والثانوي-الأولي لـ1500 طالب وطالبة عبر بناء مدرسة تحتوي على 20 فصلا دراسيا تتضمن مفروشات مدرسية ومرافق مياه ومنشآت صحية.
ولفت الى ان الأطفال الفلسطينيين يحتاجون إلى أمن التعليم من أجل تنمية قدراتهم وتخطي التحديات التي يواجهونها ..مؤكدا ان دبي العطاء بصفتها منظمة إنسانية عالمية تسعى إلى إبقاء التعليم على جدول الأعمال خلال فترة تعافي فلسطين من تداعيات الصراع.
وأدت العملية العسكرية الاسرائيلية التي نفذت على قطاع غزة بين شهري يوليو وأغسطس 2014 إلى وفاة 2150 فلسطينيا وتسببت بأضرار غير مسبوقة على البنى التحتية المدنية.
وسبب النزاع أضرارا جسيمة وتدمير منازل نحو 100 ألف شخص وبسبب استخدام اقصى درجات العنف تفاقمت مستويات الخوف بين السكان وبالأخص الأطفال وحتى الآن تعر ض كل طفل في غزة يبلغ من العمر ستة أعوام إلى ثلاثة صراعات عسكرية ..وبسبب التهديد المستمر بالهجمات وحالات العنف استنزفت آليات التأقلم مع الحالة وتزايد الميل إلى الخوف والعنف.
وتمكنت دبي العطاء طوال السنوات السبع الماضية بمساعدة المجتمع الإماراتي من إحداث فرق وتطوير تعليم الأطفال في البلدان النامية حول العالم وتساعد حاليا 10 ملايين طفل في 35 بلدا ناميا .
وتتمكن المؤسسة ببرامجها من إعادة تأهيل أكثر من 1500 فصل دراسي وتوفير ما يزيد عن 1300 بئر ماء ومصادر للمياه الصالحة للشرب وبناء أكثر من 3400 مرفق صحي داخل المدارس وتوفير وجبات غذائية صحية لأكثر من 504 آلاف طفل يوميا داخل المدارس.
كما يتم تدريب ما يزيد عن 38 الف معلم ومعلمة ووقاية أكثر من 2.7 مليون طفل من الإصابة بالديدان المعوية وتوزيع أكثر من 2.1 مليون كتاب باللغات المحلية وتأسيس أكثر من 6750 مجلسا لأولياء أمور الطلبة والمعلمين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر