آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

إدريس الكنبوري يصف التلميذ والمدرس بضحايا المنظومة التعليمية المغربية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إدريس الكنبوري يصف التلميذ والمدرس بضحايا المنظومة التعليمية المغربية

الكنبوري
الرباط - إسماعيل الطالب علي

كشف الباحث والمحلل السياسي "ادريس الكنبوري"، أنَّ "ظاهرة الاعتداء والعنف ضد رجال التعليم، التي أصبحت شائعة في هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعطي مؤشرًا خطيرًا بشأن انهيار مفهوم المدرسة في المغرب، التلميذ ورجل التعليم ضحيتان لمنظومة تعليمية واحدة، ولا يجب تحميل المسؤولية لطرف من دون آخر، المسؤولية تقع على الدولة وسياستها التعليمية التي أوصلت التعليم إلى الباب المسدود".

وأضاف الكنبوري في تدوينة له، أنه من "أحد الأسباب الرئيسية لانهيار المدرسة كمؤسسة اجتماعية فصل التعليم عن التربية. منذ سياسة التقويم الهيكلي في بداية الثمانينات ودخول البنك الدولي على خط التعليم في المغرب أصبحت الدولة تنظر إلى التعليم كما تنظر إلى الفلاحة: كمية الإنتاج وليس نوعية الإنتاج. صارت الأرقام هي الأهم وليس بناء المواطن".

وتابع الكنبوري "حكى لي مدير ثانوية قبل أيام أن الوزارة غير معنية إطلاقًا بما يحصل داخل المؤسسات التعليمية. في بداية الدخول المدرسي طالب وزير التعليم المعفى بتجهيز المؤسسات وصباغتها لكن دون أن تتحمل الوزارة ولو 1 في المائة من التكلفة، وما تجمعه المؤسسة من رسوم التسجيل لا يكفي حتى لشهر واحد، وقال لي إن ميزانية المؤسسة الآن هي 6000 درهم، وعليهم أن يتعاملوا مع هذا المبلغ بطريقة مخادعة حتى تمر الأمور، حتى آلة النسخ معطلة بسبب عدم وجود الحبر، وعلى الأستاذ أو المدير أن ينسخ في الخارج، وكان الرجل يتحدث معي داخل المؤسسة وكأنه جندي في ميدان حرب، يريد أن تمر الأمور بسلام، وليس مدير مؤسسة تعليمية دورها تخريج مواطن صالح، مواطن المستقبل، السؤال هو: إلى أين تذهب ميزانية الوزارة؟".

واعتبر المحلل السياسي أنَّ "التعليم في المغرب انتهى الآن، ولن يستطيع المجلس الأعلى للتعليم أن يصنع شيئًا، ليست المشكلة في المجالس، المشكلة في الوعي الوطني بأهمية المدرسة، الاقتراحات والدراسات مجرد إضاعة للمال والوقت، في نهاية التسعينات شكل الحسن الثاني مجلسًا لإصلاح التعليم، استفاد أعضاؤه من التعويضات الشخصية والأسفار خارج المغرب للإطلاع على التجارب الدولية ـ زعموا ـ وفي النهاية لم يكن هناك شيء، وتمخض الجبل عن البرنامج الاستعجالي، ثم تبين أنه برنامج تلفزيوني، لم أسمع في حياتي أن دولة أصلحت التعليم بخطة تسمى استعجالية، الاستعجال يكون في البرامج التنموية والاقتصادية، في تعبيد الطرقات، في محاربة أحياء الصفيح، في الصحة، لا في التعليم. والنتيجة أن البرنامج سقط بشكل استعجالي".

وخلص الكنبوري في تدوينته إلى أنَّ المدرسة المغربية اليوم "تحتاج إلى حوار وطني، يعطي الأهمية بشكل أساسي لرجال التعليم، وخصوصًا متقاعدي القطاع، لخبرتهم الطويلة ولكونهم ليس لديهم ما يربحونه، شريطة أن لا ينخرط فيه السياسيون والنقابيون، هذا هو الخطأ الذي حصل في التسعينات حين تشكلة لجنة خاصة لإصلاح التعليم، أن قسمًا كبيرًا منها كان من السياسيين والنقابيين، اليوم يجب تغيير المعادلة، ويجب إعطاء الكلمة في التعليم للمفكرين والمثقفين ذوي الحس الوطني"، مؤكدًا أنَّ المغرب إذا أراد فعلًا النهوض بالمدرسة "يجب تخصيص سنة كاملة للحوار الوطني، لقد خسرنا زمنًا طويلًا ولا مشكلة في خسارة عام آخر إذا كنا سننهض، وتكون الانطلاقة عام 2020"، مضيفًا "هذا ممكن، فقط نحتاج إلى شيء يسمونه ـ في أميركا ـ الإرادة السياسية".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدريس الكنبوري يصف التلميذ والمدرس بضحايا المنظومة التعليمية المغربية إدريس الكنبوري يصف التلميذ والمدرس بضحايا المنظومة التعليمية المغربية



GMT 11:56 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

المغرب الفاسي يتعادل وديًا أمام اتحاد الزموري الخميسات

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أيتن عامر تستعد لعرض فيلم "بيكيا" مع محمد رجب

GMT 20:53 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تتويج سيدات الأهلي للسلة بذهبية دوري المرتبط

GMT 13:03 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف علي وأحمد الحجار في "بوضوح" الخميس

GMT 00:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي المصري يصعد على حساب الداخلية بثنائية حاسمة

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 18:50 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"شنبو" الفضائيّة تعرض فيلم "إبن حلال" على مدى أسبوع

GMT 19:12 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مروض طبي ينقذ حياة لاعب اتحاد طنجة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بشهر عسل رومانسي وهادئ في جزر المالديف

GMT 07:52 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العاطي يؤكد أن العالم الإسلامي يواجه التحديات

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي التشكيلة المحتملة لفريق الوداد أمام اتحاد طنجة

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة

GMT 17:36 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إليكِ طرق بسيطة لتجديد الأثاث القديم في منزلك

GMT 23:17 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

أزارو يستعيد نغمة التهديف مع النادي الأهلي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca