الدوحة ـ وكالات
حالة من الغليان والغضب تسود الكثيرين من أولياء الأمور والعائلات بسبب زيادة حالة الرسوب هذا العام بشكل مخيف، حيث وصلت حالات الرسوب في عدد من المدارس إلى أكثر من 200 حالة في إحدى المراحل الدراسية بجانب حالات الرسوب الأخرى، في المدارس المستقلة على مختلف مناطق الدولة،
وأعرب العديد من أولياء الأمور والطلاب استياءهم عن حالات الرسوب المتزايدة التي تعد سابقة في تاريخ مجلس التعليم، أن تصل حالات رسوب الطلاب والطالبات داخل المدارس المستقلة إلى هذا الكم الهائل،
وتساءل البعض عن السبب الرئيسي وراء ارتفاع نسب الرسوب بالنسبة للطلاب هذا العام، ورأى البعض من المواطنين أن الطلاب والطالبات لم يتدربوا على شكل ومضمون الاختبارات ونوعية الاسئلة، وأن ما يقومون بتدريسه في اتجاه، وأسئلة الاختبارات في اتجاه آخر بمعنى وجود فجوة عميقة بين ما يتم تدريسه داخل المدارس المستقلة وبين واضعي أسئلة الاختبارات،
حيث يرونه السبب الرئيسي وراء ارتفاع حالات الرسوب الكبيرة التي أدت إلى اجبار الكثير من الطلبة إلى إعادة السنة في مختلف المراحل الدراسية، الأمر الذي يستوجب وقفة جادة من قبل وزير التعليم والتعليم العالي ومسؤولي مجلس التعليم، والعمل على تفادي هذه الكارثة خلال الأعوام القادمة، ووضع الأيدي على الخلل الذي أودى بهذه النتيجة السيئة في تاريخ مجلس التعليم.
وأعرب عدد من المواطنين عن غضبهم من هذه النتيجة، خاصة أنه لم يكن يخلو كل بيت قطري من حالات رسوب لدرجة لا يتصورها عقل أو منطق، مما يتطلب دراسة الأسباب من قبل هيئة التقييم حول ارتفاع نسبة الرسوب ومراجعة المسؤولين أنفسهم عن الأسباب الحقيقية.
قال في البداية يوسف المحمود: إنه قد يكون هناك أسباب كثيرة لحالات الرسوب المخيفة التي شهدها العام الدراسي لهذا العام، ولعل من ضمن أهم هذه الأسباب هو شكاوى الطلاب والطالبات من صعوبة أسئلة الاختبارات وعدم مرور مثيلاتها عليهم أثناء السنة الدراسية أو تدريبهم عليها، وهذا هو المأزق الحقيقي في عدم تدريب الابناء والبنات على نوعية الاسئلة وشكلها ومضمونها، لذلك يجب أن يعاد النظر مرة أخرى في هذه الإشكالية، وهي عدم تدريب الطلاب وهذا بالفعل ما أفرزته وأثبتته الاختبارات الوطنية التي جرت من فترة،
فضلاً عن أمور أخرى، وهي اختفاء العنصر القطري القادر على خلق نوع من التواصل والتفاعل مع الطلاب بشكل كبير، وغيرها من الامور المختلفة الأخرى التي يجب إن توضع في الحسبان، من أجل الحفاظ على مستقبل الجيل الجديد ومما لا شك فيه، أن هناك عدة أمور يشترك فيها الأسرة والمدرسة، وهي متابعة الطالب لدروسه من جانب العائلة داخل المنزل، حيث إن لها دوراً كبيراً فضلا عن اهمية جذب المدرس صاحب الكفاءة.
أما المواطن فهد سعيد فقد أعرب عن استيائه الشديد، قائلاً: لقد كنت متوقعاً بأن هناك نسب رسوب، ولكن ليس بهذا الشكل الهائل الذي يصل إلى 200 حالة رسوب في مدرسة واحدة، لذلك لا بد لمسؤولي مجلس التعليم من أن يقوموا بدراسة الاسباب الحقيقية التي ادت الى هذه المأساة، حيث هناك الآلاف من أولياء الأمور يعيشون في حالة حزن، بسبب أبنائهم ورسوبهم في الاختبارات الوطنية، وللأسف الشديد فقد كانت هذه الاختبارات بالفعل شديدة الصعوبة، ولم تكن تخلو الصحف يومياً من شكوى الطلاب والطالبات من صعوبة أسئلة الامتحانات، لذلك من الضروري ان يكون هناك آليات واضحة يضعها مجلس التعليم لتفادي هذه الأزمة الحقيقية،
وأشار المواطن إلى أنه من ضمن الاسباب عدم تفاعل المعلمين والمعلمات مع الطلاب والطالبات بالشكل المطلوب، وهذا قد يكون من ضمن الاسباب الحقيقية وراء ارتفاع نسب الرسوب بهذا الشكل المريب، وأكد المواطن أن دور المعلم القطري يجب أن يكون له الأولوية بدلاً من المعلم الاجنبي، حيث إن له الأحقية في التفاعل والتواصل مع الطلاب والطالبات، ولا بد من توفير الوسائل التشجيعية اللازمة التي من شأنها يتم جذب العنصر القطري لها بالطرق الصحيحة.
ويقول الطالب جاسم الساعي: إن الاختبارات هذا العام قد شملت على الكثير من الاسئلة الغامضة والصعبة، التي اشتكى منها الكثير من الطلاب والطالبات، حيث لم يكن هناك تدريب بشكل واضح على نوعية الاسئلة التي سوف يتم الطالب فيها الاختبار،
فضلاً عن أن الطالب يقوم بالامتحان في الفصل الدراسي الاول والثاني معاً، وبالتالي مطلوب منه دراسة الكتابين حتى ينجح بتفوق، وهذا أمر صعب فضلاً عن اعتقاد البعض بأن الاختبار سوف يأتي من الفصل الدراسي الثاني، وهذا خطأ شائع قد يقع فيه الكثير من الطلاب والطالبات، لذلك لا بد من طريقة جديدة خلال السنوات القادمة، بحيث يتم وضع الأسئلة بشكل واضح، حيث للأسف فكان هناك الكثير من الاسئلة المختلفة التي جاءت بشكل غامض، ولا تتناسب مع مستوى الطالب المتوسط حتى إن الطالب المتفوق كانت بالنسبة له تمثل صعوبة حقيقية.
ومن جانبه أكد المواطن رشاد البوعينين أنه يجب على كل أسرة أن تتابع المستوى التعليمي لكل ابن وابنة، وأن يكون هناك نوع من التركيز عن استذكار الدروس والابتعاد عن الدروس الخصوصية، التي تهدر الوقت، والاعتماد على شرح المدرس داخل الفصل، وهذا يعتمد على نوعية المعلمين والمعلمات التي يتم استقطابهم الى المدارس المستقلة،
ومن المؤكد أن حالات الرسوب التي شهدتها الكثير من المدراس، له عوامل وأسباب كثيرة، يجب على مسؤولي مجلس التعليم دراستها، والعمل على حلها ومعالجتها في أقرب وقت، خاصة حالة الحزن التي يعيشها العديد من الآباء والامهات، حزناً على مستقبل أبنائهم وبناتهم،
خاصة أن اسئلة الاختبارات الوطنية شهدت الكثير من الصعوبة، أظهرتها وسائل الاعلام المختلفة، سواء من خلال الصحف او الإذاعة، وبالتالي يجب ان يكون هناك نوع من الملاءمة بين ما يقوم الطلاب والطالبات بدراسته، وبين كيفية وضع الاسئلة في الاختبارات والتدريب عليها بالشكل السليم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر