غزة ـ محمد حبيب
أكّد الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية في غزة، أنَّ وسائل الإعلام الفلسطينية أثبتت أن لديها الحد المطلوب من المهنية، والحضور الكبير في قواعد العمل المهني الصحافي، واستفادت من خلال خوض العاملين فيها للعديد من الأزمات، وكذلك الحربين الأولى والثانية على غزة.
وأوضح الدحدوح، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنه "في الحروب والأزمات تكون الأمور أكثر خطورة وحساسية أمام رجل الإعلام"، مشيرًا إلى أنَّ "وسائل الإعلام الفلسطينية استطاعت أن تقف موقف يحسب لها، من خلال حضورها المميز".
ولفت الدحدوح إلى أنَّ "الإعلام أصبح أهم الأسلحة التي تعتمد عليها الدول للوصول إلى أهدافها، ومنها الاحتلال الصهيوني، الذي يعتمد على آلة الدعاية، ولكن الإعلام الفلسطيني استطاع أن يرد على تلك الدعاية بشكل واضح، خلال فترات الصراع المتواصلة".
وعبّر الدحدوح عن سعادته بالفوز بجائزة التغطية المتميزة في أوقات الحروب من مهرجان الإعلام الدولي في لندن، معتبرًا "هذا الفوز هو تكريم لكل الصحافيين الفلسطينيين، لاسيما في قطاع غزة، الذين أصرّوا على مواصلة العمل، في ضوء القصف، وتحت النيران".
وأهدى مراسل الجزيرة الفوز إلى الشهداء من الصحافيين، الذين ضحوا واستشهدوا من أجل هذه الرسالة الإنسانية النبيلة.
وأوصى الدحدوح بعدم التعامل مع الضحايا الفلسطينيين أثناء الحروب كأرقام، وإنما أنسنة قصصهم، وإيصالها إلى العالم، وتثبيت الرواية الفلسطينية.
وشدّد على ضرورة تطوير الكادر الإعلامي، والإسراع في ترتيب البيت النقابي، مشيرين إلى أهمية تطوير المهارات الإعلامية للصحافيين، لاسيما إكسابهم لغات أجنبية كاللغة الإنجليزية.
وطالب الدحدوح بتوظيف الإعلام المجتمعي بشكل أفضل، والعمل على إيجاد تواصل إعلامي، ووضع خطة لكيفية التغطية، لاسيما وقت النزاعات والحروب.
ودعا إلى "إعداد دراسة تضم كل أسماء المدن، والبلدات، والأماكن، داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، ليتم تداولها بين الصحافيين، واتفاق جميع الصحافيين على استخدام مصطلحات معينة"، وكذلك "توجيه الإعلام للمؤسسات الحقوقية، عبر إعداد ملف مشترك ليشمل جميع الانتهاكات الإعلامية والإنسانية خلال الحروب، وتقديمها للمحاكم الدولية، بغية محاكمة إسرائيل".
وأكّد الدحدوح أنَّ هناك "ضرورة للبدء الفوري بإعداد خطة إستراتيجية للإعلام الفلسطيني المحلي الرسمي والخاص، وإيجاد أماكن بديلة للعمل، لاسيما بعد الاستهداف المباشر لبعض المكاتب الصحافية، بغية الحفاظ على استمرارية التغطية بالشكل السريع، وتوفير إمكانات ووسائل للحماية، مثل السترات الواقية، والسيارات المُصفحة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر