الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
قدم الإعلامي السوداني عمر الجزلي برامج إذعية وتلفزيونية، بعضها مستمر والبعض الآخر توقف، منها 2500 حلقة في برنامج "أسماء في حياتنا"، استضاف من خلاله رموزًا سياسية وأدبية وفنية على مستوى العالم العربي، والذي يعتبر الجزلي أنه يستحق الدخول في موسوعة "غينس" للأرقام القياسية، لأنه الذاكرة المرئية للسودان والعرب.
وقال الجزلي، في لقاء خاص مع "العرب اليوم"، بعد عودته من رحلة علاج في الولايات المتحدة الأميركية، "في الإذاعة لدي أكثر من 50 برنامجًا، أبرزها أوتار الليل، والصباح الجديد، ومع رؤساء التحرير، وأغنياتي وذكرياتي، وقدمت في التلفزيون أكثر من 2500 حلقة في برنامج أسماء في حياتنا، وهذا البرنامج يعني بالتوثيق لرموزنا السودانية والعربية والإسلامية والعالمية، حيث استضاف غالب رموز الفن والشعر والأدب والسياسة، على سبيل المثال الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، والمخرج حسن الإمام، ومن السعودية استضاف البرنامج الأمير الشاعر عبد الله الفيصل، والأمير محمد الفيصل مؤسس بنك فيصل، وعبد المقصود خوجة، وفي السودان وثق البرنامج لجعفر النميري، والصادق المهدي، وسوارالدهب، وآخرين من رموز الفن والثقافة والأدب والدعوة، أعتقد أن البرنامج مؤهل لدخول موسوعة غينيس العالمية، لأنه أصبح الذاكرة المرئية لكثير من الشخصيات السودانية وغير السودانية".
ويتحدث الجزلي عن استضافته الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث كانت له قصة خاصة يرويها لـ "العرب اليوم" قائلاً "كنت أرافق رئيس مجلس رأس الدولة السوداني الراحل أحمد الميرغني، وفي المطار قال صدام لماذ تريدون أن تغادروا يمكنكم البقاء، وأتاحت لي فرصة البقاء زيارة بابل وآثار العراق، والتسجيل مع صدام، وإنجاز توثيق نادر، الرجل في ذمة التاريخ الآن، ولفت انتباهي بأن شخصيته قوية طاغية، وبكل أسف افتقدنا رمزًا من الرموز، كنا أحوج ما نكون إليه، كان حائط صد، أذكر أنني سألته لماذا يرتدي البزة العسكرية وهو ليس برجل عسكري؟، فأجاب أنا عشت في بيت بسيط من الشعر، والزي العسكري يوافق مزاجي، وشرف لي أن ارتديه وأنا أحكم العراق، وكان يشعر بالفخر، فالعراق ظل على مر التاريخ والعصور مركز إشعاع معرفي، وأشعر الآن بالأسى لفقده ولحال العراق".
عند الانتقال إلى الشأن الإعلامي، قال الجزلي "الإعلامي لا ينبغي أن يحال إلى المعاش، وكذا المبدع في أي من المجالات، دائمًا كنت ولازلت أردد (من الممكن أن تجد ألف رئيس للوزراء،لكن من الصعب أن تجد إعلاميًا معتقًا صقلته التجربة)"، واصفًا حال الإعلام السوداني بالسيء، مضيفًا "رحلتي في مجال الإعلام إمتدت لأكثر من 40 عامًا، وأُدرس مادة الإعلام في الجامعات، لكني أحس أن الإعلاميين مستقبلهم مظلم، ففي كل العالم يجد الإعلامي التقدير، ويعامل بوفاء، راتب الإعلامي السوداني ضعيف، وفوق ذلك لا يجد المعاملة الكريمة، وربما يموت ولا يسمع به أحد، ولا يدري بذلك المسؤولون، أرجو وأتمنى ألا يستمر هذا الحال في بلادي أكثر مما استمر، لكن علينا كإعلاميين أن نفرد مساحات للأمل، ونوالي العطاء، بإخلاص وتجرد، من أجل أجيال الغد"، وكشف عن أنه تلقى عروضًا للعمل في الخليج وبريطانيا وأميركا، لكنه فضل العمل في وطنه، وفي هذا الصدد يوضح "للتاريخ، تلقيت خطابًا من الرئيس جعفر النميري، احتفظ به إلى الآن، أشاد فيه برفضي عرضًا للعمل خارج السودان"،
انتقل بعدها للحديث عما يحدث في الدول العربية من ثورات، قائلاً "ما يسميه البعض بثورات الربيع العربي، ليس بثورات ربيع، كلمة ومفردة الربيع مدلول أفسدوه، انظر إلى البلدان التي حدثت فيها، وتحدث فيها الثورات، ستجدها أقرب إلى الفوضى، الديمقراطية التي يتحدثون عنها لم تحقق لنا شيء، بالطبع لا أدعو إلى الشمولية، لكن على المرء أن يقارن بينها وبين مايحدث في بلداننا".
يذكر أن الإعلامي السوداني الدكتور عمر الجزلي يصنف بأنه من الجيل الذهبي للإعلاميين في بلاده، حيث إمتد مشوار عطائه الإذاعي والتلفزيوني من العام 1967وحتى العام 2013، ومازال يواصل العطاء والإبداع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر