آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ألمانيا تدفع أموالًا لمواطنيها لكي يستهلكوا المزيد من الكهرباء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ألمانيا تدفع أموالًا لمواطنيها لكي يستهلكوا المزيد من الكهرباء

استهلاك الكهرباء
برلين -المغرب اليوم

أنفقت ألمانيا 200 مليار دولار على مدار العقدين الماضيين لتطوير مصادر أنظف للكهرباء. وأدَّى هذا الاستثمار الضخم الآن إلى نتيجةٍ غير مُتوقَّعة، ففي الواقع بات المستهلكون الآن يحصلون على المال كي يستهلكوا الطاقة في بعض الأحيان، كما حدث في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

إذ انخفضت أسعار الطاقة إلى ما دون الصفر معظم فترات يوم الأحد، 24 ديسمبر/كانون الأول، والساعات الأولى من يوم عيد الميلاد في بورصة إيبيكس سبوت (EPEX Spot)، وهي بورصة أوروبية كبيرة لتداول الطاقة، نتيجةً لانخفاض الطلب، والطقس الدافئ غير المعتاد في هذا الوقت من السنة، والرياح القوية التي أدَّت لوفرةٍ في طاقة الرياح بشبكة الطاقة.

يأتي هذا الأمر غير المألوف في الوقت الذي تشهد فيه الدول العربية ارتفاعاً واضحاً لقيمة الفواتير الكهربائية وأسعار الطاقة. ففي يوليو/تموز 2017، زادت أسعار الكهرباء في مصر بنسب تتراوح بين 15 - 42%، وهو ما انعكس على قيم الفواتير في الشهور التالية وسط حملات متعددة لترشيد استهلاك الكهرباء.

لكن في ألمانيا يبدو الوضع مختلفاً. فعلى الرغم من أن هذه "الأسعار السالبة" ليست أمراً معتاداً في ألمانيا، لكنَّها بالتأكيد ليست نادرة، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها البلاد لتشجيع الاستثمار في الأشكال النظيفة لتوليد الطاقة. ووفقاً لبورصة إيبيكس سبوت، انخفضت أسعار الكهرباء في ألمانيا إلى ما دون الصفر -ما يعني أنَّه بات يُدفَع للمستهلكين كي يستهلكوا الطاقة- أكثر من 100 مرة هذا العام فقط. 

ويوم الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول، دُفِع لأصحاب المصانع وكبار المستهلكين في بعض الأحيان كي يستهلكوا الطاقة أكثر من 50 يورو (60 دولاراً تقريباً) لكل ميغاواط-ساعة، وهو مقياس كبير جداً يُستخدَم لبيع الطاقة بالجُملة.

السر في الطاقة النظيفة

في ديسمبر/كانون الأول 2017، وافق مجلس الوزراء السعودي على زيادة أسعار الكهرباء والوقود، بدءاً من عام 2018. يأتي هذا وسط تراجع حاد في إيرادات المملكة المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط عالمياً.

ورغم أن ألمانيا ليست من الدول ذات الإنتاج الكبير للنفط والغاز الطبيعي، إلا أنها لجأت لحلول أفضل من أجل توفير الطاقة اللازمة لها، الطاقة النظيفة والمتجددة. إذ تعتمد ألمانيا بصورة كبيرة على إنتاج الطاقة من الرياح، وهو مورد متوفر غالبية أيام السنة هناك.

في المقابل، فإن السعودية لا تعتمد مطلقاً على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، رغم أنها مورد متوافر طوال العام، لدرجة أن الحكومة أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عن فتح عروض إنشاء أول محطة طاقة شمسية.

نفس المشكلة تظهر في كثير من الدول العربية، التي تفضل الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، بدلاً من اللجوء لمصادر متجددة -رغم توافرها- مثل الطاقة الشمسية والرياح.

ما الذي يؤدي للأسعار السالبة؟

يحدث ذلك أساساً حينما تفوق إمدادات الطاقة الطلب عليها.في ألمانيا، يكون الطلب منخفضاً بصورةٍ ملحوظة في عُطلات نهاية الأسبوع ومواسم العُطلات، حين تتوقَّف المصانع عن العمل وتكون المكاتب فارغة. ومع ذلك، فإنَّه أصبح من الصعب توقع كمية إمدادات الطاقة التي تعتمد عليها ألمانيا مقارنةً بما جرت عليه العادة.

إذ تعتمد طاقة الرياح على وجه الخصوص بشكلٍ كبير على أنماط الطقس المُتغيِّرة. وتنتج التوربينات الهوائية في المتوسط نحو 12% من طاقة ألمانيا، لكن في الأيام قوية الرياح، بإمكان تلك التوربينات إنتاج عدة أضعاف هذا المقدار.

وفي الوقت نفسه، لا تستطيع المصادر الرئيسية الأخرى لإمدادات الطاقة في البلاد -خصوصاً بعض محطات الطاقة النووية والعامِلة بالفحم- تقليص عملها بصورةٍ سريعة بما يكفي، ما يؤدي إلى ظهور الأسعار السالبة في أسواق تجارة الكهرباء.

أين تصبح الأسعار سالبة؟

شهدت بعض الدول الأوروبية أسعار طاقة سالبة، بما في ذلك بلجيكا، وبريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وسويسرا.لكنَّ الأسعار السالبة التي تشهدها ألمانيا هي الأكثر تكراراً. وتكون ألمانيا قادرة في بعض الأحيان على تصدير فائض الكهرباء إلى جيرانها، الأمر الذي يساعد على موازنة السوق. مع ذلك، فإنَّ تجاربها مع الأسعار السالبة عادةً ما تكون أطول وأعمق من تجارب الدول الأخرى.

وفي أحد الأمثلة التي حدثت مؤخراً، ظلَّت أسعار الطاقة دون مستوى الصفر لمدة 31 ساعة في عُطلة نهاية الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتراجعت الأسعار في مرحلةٍ ما إلى سالب 83 يورو (سالب 98 دولاراً تقريباً)، لكل ميغاواط-ساعة، وهو مقياس كبير جداً للبيع بالجُملة.وبعبارةٍ أخرى، حصل كل مَن استطاع استخدام مقدار كبير من الكهرباء في ذلك الوقت على 83 يورو لكل وحدة.

ما سبب عدم الاستقرار الكبير في مستوى الإمدادات؟

المشكلة الرئيسية فيما يتعلَّق بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، هي أنَّها تتزايد وتتضاءل وفقاً لقوة الرياح أو سطوع الشمس، وليس استجابةً لأوقات الحاجة إليها.

وفي الوقت نفسه، لم تصبح سعة تخزين البطاريات حتى الآن متطورةً بما يكفي لاستيعاب كل فائض الطاقة المُولَّدة. ولأنَّ محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالوقود الأحفوري تستغرق وقتاً طويلاً لرفع أو تقليص مستوى توليد الكهرباء، فإنَّها لا تستطيع التجاوب مع التغيُّر في الإمدادات بدرجةٍ وسرعةٍ كافيتين.

وتشير الأسعار السالبة إلى أنَّ شبكة الكهرباء الألمانية، شأنها شأن معظم الشبكات الأخرى حول العالم، لم تتكيَّف بعد مع مقدار الطاقة المتجددة المتزايد الذي يُنتَج حالياً.

وفي الوقت الراهن، لا يزال هناك تأخر في التحسينات التكنولوجية التي من شأنها المساعدة في تخزين الطاقة الإضافية، وتوزيعها بصورةٍ أفضل داخل وبين الدول.لكنَّ التعديلات التنظيمية قد تُحدث فارقاً. فألمانيا على سبيل المثال لا تقوم بما يكفي لتشجيع المُستهلكين على زيادة استخدامهم في أوقات زيادة المعروض.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تدفع أموالًا لمواطنيها لكي يستهلكوا المزيد من الكهرباء ألمانيا تدفع أموالًا لمواطنيها لكي يستهلكوا المزيد من الكهرباء



GMT 13:51 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

فلتر مبتكر جديد للأنف يحارب تلوث الهواء

GMT 13:45 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار ناجح لتقنية طيران جديدة من دون محركات

GMT 08:56 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

بدء ضخ الغاز الطبيعي من حقل "ظهر" في البحر المتوسط

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca