آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

في جبال باكستان فرنسي يطارد الفراشات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - في جبال باكستان فرنسي يطارد الفراشات

ايوبية - ا.ف.ب

يتسلق جيروم باجيس منذ عقدين المسالك الجبلية في شمال باكستان وهو متسلح بشباك لكن هذا الفرنسي لا يطارد الاسلاميين المتشددين بل فراشات جميلة مستعينا بفاكهة مخمرة.. وجبن بلدة ماروال الفرنسية.في جبال منطقة ايوبية المغطاة باشجار ارز معمرة والتي تلوح في افقها منطقة كشمير، يبحث جيروم في ذلك اليوم عن فراشة نادرة من نوع معروف في الهند لكن لم يسبق ان رصد في باكستان المجاورة معقل حركة طالبان وجنة غير معروفة لمطاردي الفراشات.ويقول الفرنسي الستيني بلحيته البيضاء وضحكته الصريحة امام فراشة صفراء مع تموجات خضراء "انها فراشة جميلة جدا! هي نوع لا نجده الا في جبال الهملايا". الا انها ليست الفراشة التي يسعى جاهدا الى ايجادها، لذا يواصل طريقه.مع مرافقه نصير وهو رجل قصير القامة لديه شاربان كبيران وهو من الشيعة الاسماعليين من بلدة هونزا الوقعة في وادي الهملايا ، جاب جيروم على مدى ستة اسابيع هذه السنة الغابات والهضاب و الجبال في شمال باكستان يرافقه عناصر مسلحون من الشرطة.قبل هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، كانت هذه المناطق ببحيراتها الزمردية تجذب الاف السياح الاجانب. الا ان الوضع تغير منذ ذلك الحين. والاجانب القلائل الذين يأتون الى هذه المنطقة الصخرية يلازمهم عناصر من الشرطة كظلهم. وقد قتل عشرة متسلقي جبال خلال الصيف الحالي من قبل مجموعة اسلامية مسلحة في منطقة نانغانت باربات.وتتقلص المناطق المتاحة لمطاردي الفراشات القلائل مثل هذا الياباني النحيل البنية الذي التقاه جيروم هذه السنة، بسرعة بسبب انعدام الامن المتزايد في البلاد.لكن هذا لم يمنع الاخصائي في علم الحشرات ودليله وسائقه على متن سيارة جيب "ويلليس" خضراء من ان يجوبوا هذه السنة ايضا اجزاء كبيرة من مناطق خيبر باختونخوا وجيلجيت-بلتيستان وكشمير بحماية الشرطة.في حياته اليومية يعمل جيروم استاذا في كلية الهندسة الزراعية في رين في منطقة بروتانييه الفرنسية. لكن مع انتهاء السنة الدراسية يتحول الى مستكشف ينتقل الى الجبال في شمال باكستان وفي اقاصي الهند والصين بحثا عن فراشات.وبعدما طارد الفراشات في تركيا لسنوات، انتقل الى باكستان اعتبارا من العام 1994. ويوضح ان "الوصول الى افغانستان كان مستحيلا وايران صعبا لذا فرضت باكستان نفسها. وميزة هذا البلد انه يوفر مناطق متنوعة جدا" من غابات رطبة ومناطق صحراوية وتدرج بين مستوى البحر وجبال هملايا الشاهقة.ويوضح "مطاردة الفراشات في فرنسا لا تأتي بجديد لان كل الانواع معروفة فيها منذ قرن تقريبا لكن في باكستان يمكننا ان نأمل ايجاد نوع جديد".وقد رصد الكثير من الانواع الجديدة قبل تغلغل حركة طالبان في وادي سوات الجميل في شمال غرب البلاد حيث فرض الاسلاميون المتشددون حكمهم بين العامين 2007 و2009 مانعين الفتيات من التوجه الى المدرسة.قبل سنة على ذلك، اكتشف جيروم في وادي سوات جوهرة مجموعته وهي فراشة عريضة باجنحة بنية وصفراء كانت غير معروفة حتى الان اسماها "تنييا" تيمنا بزوجته آن واعطى نماذج منها الى متحف الانسان في باريس ومتحف "بريتيش ميوزيوم".وفيما يطارد الخبير اشعة الشمس على سفوح الجبال والاشواك التي تجذب الفراشات، لا يتردد ايضا في جذب الفراشات من خلال فاكهة مخمرة او حتى جبن ماروال ذي الرائحة القوية والقشرة البرتقالية اللون.ويوضح "اشترت زوجتي هذا الجبن قبل ايام على بدء رحلتي لكن مدة صلاحيته كانت قد انتهت. فقررت أخذه معي في رحلتي الى باكستان" لان الفراشات تنجذب الى المواد العفنة.الا ان هذا الجبن لم يساعده بعد في العثور على الفراشة المرجوة من رحلته.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في جبال باكستان فرنسي يطارد الفراشات في جبال باكستان فرنسي يطارد الفراشات



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca