آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

خطر غزو قردة "المكاك" لبساتين الفاكهة في تايوان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - خطر غزو قردة

تايبيه ـ د.ب.أ

يسير المزارع هو تشى تشين الذى يبلغ من العمر 58 عاما بين بقايا ثمار الخوخ والأفوكادو والباباى التى تناثرت على العشب الأخضر داخل بستانه فى مقاطعة تايتونج شرقى تايوان، وقد أصيب بعض ثمار الفاكهة بنقرات صغيرة تشير إلى الطبيعة الانتقائية للصوص كانوا يبحثون عن ثمار حلوة المذاق. إن الجناة مجموعة تضم ما بين 15 و20 قردا يعيشون فى التلال القريبة، ويتعاملون مع بستان التايوانى العجوز وكأنه مخزن طعام لهم. وعادة ما تغزو القردة البستان عند الفجر أو فى الغسق، أواخر فصل الربيع أو أوائل فصل الصيف عندما يقترب نضوج الفاكهة. وبالنسبة لتايوان، تمثل الأعداد المتزايدة من قردة "المكاك"، التى تقطن الجزيرة، قصة نجاح فى مجال حماية الحياة البرية. فبعد أكثر من عقدين من الحماية القانونية والعمل ضد الصيد الجائرلها، زاد عدد قردة المكاك إلى مئات الآلاف، وأصبحت هذه السلالة تحمل تصنيف "غير مهددة بالانقراض" من قبل الاتحاد العالمى للحفاظ على الطبيعة ومواردها فى عام 2008. لكن الخصومة مع البشر فى الآونة الأخيرة أثارت لدى البعض تساؤلات بشأن ما إذا كان يجب على الحكومة الإبقاء على هذه الحماية. وعرضت بعض وسائل الإعلام المحلية مشاهد مصورة لقردة تسرق طعاما من سائحين أثناء زيارتهم لجبل يحتوى على مناظر طبيعية خلابة فى مدينة كاوهسيونج، ثانى أكبر مدن تايوان. وغالبا ما يشكو طلاب جامعة سون يات سين الوطنية، التى تقع بالقرب من هذا الجبل، من قردة المكاك لأنها تتعلق بالقرب من مساكنهم وتعبث بشرائح البطاطس والشعرية سريعة التحضير الخاصة بهم. ولكن المشكلة فى تايتونج تمثل تحديا جديدا أمام المسئولين حيث إن قردة المكاك تهدد سبل العيش. والمزارع هو، مثل الكثير من المزارعين فى تايتونج، شهد زيادة فى هجمات قردة المكاك على مدار العقد الماضى، مشيرا إلى أن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق بعد أن خسر أكثر من 60 فى المائة من محصول الخوخ- تقدر قيمتها بنحو 200 ألف دولار تايوانى (6700 دولار أمريكى). ويضيف هو: "نحن لا نمانع فى أن تأكل القردة فواكهنا، ولكن ما يصدمنى هو مقدار ما تهدره". وكبوذى متدين، قال هو إنه جرب كل شىء ماعدا قتل هذه "الوحوش الصغيرة"، بما فى ذلك إقامة سياج وإطلاق الألعاب النارية، حتى إنه قام بإذاعة تعاويذ بوذية عبر مكبرات الصوت تطلب من القردة عدم إهدار الطعام، لكنها على ما يبدو لم تنصت وظلت تلقى بحبات الخوخ نصف المأكولة على الأرض. وقال ليو شيو جونج، الأمين العام لاتحاد مزارعى بلدة دونجخه فى تايتونج، إن تقريبا جميع مزارعى الفواكه فى دائرته، علاوة على مزارعى براعم الخيزران، يعانون من مشكلة القردة. وعندما يرى جونج قردة المكاك تركض فى المزارع والطرق المحلية، فإنه يعتقد أنها قادمة من الجبال. ويشعر أن الحفاظ عليها أوجد مشكلة الزيادة العددية لها، مما تسبب فى نقص الغذاء فى موطنها الأصلى بالمناطق المرتفعة. ويقول تسنج ياو هسيانج المنسق بجمعية مزارعى بلدة لوى إن عددا قليلا جدا من القردة هبط من الجبال فرادى فى البداية، لكنهم أدركوا فيما بعد مدى سهولة الحصول على الطعام من أشجار الفاكهة المثمرة. أضاف هسيانج: "عندما يكتشف قرد واحد أن مزرعة مصدر سهل للطعام، يجلب القطيع كله". ولجأ بعض المزارعين إلى استخدام الأسوار الكهربائية والبنادق الهوائية للتخلص من القردة بالقتل، وهو ما يعد قانونيا فى حالة تعدى قردة المكاك على أراضيهم. ويريد كثير من المزارعين من الحكومة وضع تدابير للتحكم فى أعداد هذه القردة، ولكنهم يختلفون حول كيفية تنفيذها. واقترح عشاق الحيوانات ومزارعون مثل "هو" أن يتم تفعيل برنامج لخصى القردة، فيما اقترح آخرون تدشين موسم سنوى لصيد قردة المكاك. ولم تعد بعض جماعات الحفاظ على البيئة، بما فى ذلك جمعية تايوان لحماية الحياة البرية والطبيعة، تعارض رفع الحماية. ويقول تساى هوى تشينج، الأمين العام للجمعية "نحن نتفق، على الرغم من أننا مؤسسة هدفها حماية الحياة البرية، على أن أعداد قرود المكاك ارتفعت إلى اكثر مما تستهدفه الحماية وازدادت أعدادها حاليا بشكل مفرط". ولكن المسئولين فى تايبيه مترددون فى القيام بذلك، حيث يرى يانج هونج تشى. نائب مدير إدارة الغابات فى تايوان، أن برنامج الإعدام سيكون محفوفا بالمخاطر على الصعيد السياسى، ويمكن أن يثير غضب الشباب والجماعات المعنية بحقوق الحيوان. ويقول إن معظم التايوانيين ارتبطوا بقردة المكاك نظرا لجاذبيتها وملامحها التى تشبه الإنسان. بدلا من ذلك، دعا تشى المزارعين إلى البحث عن طرق بديلة للحد من الأضرار، ومنها زرع الفواكه الحمضية بدلا من الحلوة، وتسيير دوريات للحراسة الليلية أو وضع كلاب فى الحقول. ومع ذلك، فالوكالة بصدد إجراء تجارب على مدى فعالية برنامج المحاصرة والخصى فى بعض المناطق، فى حالة تغير الآراء الشعبية. وأضاف تشى "عندما تطالبنا نسبة أكبر من المجتمع ببذل المزيد من الجهد للتحكم فى أعداد المكاك، سنكون جاهزين".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر غزو قردة المكاك لبساتين الفاكهة  في تايوان خطر غزو قردة المكاك لبساتين الفاكهة  في تايوان



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca