آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

زيادة الطلب على تقنيات صناعة المناجم الألمانية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - زيادة الطلب على تقنيات صناعة المناجم الألمانية

برلين ـ وكالات

منتجو الحبال الفولاذية من مختلف أنحاء العالم يجلبون حبالهم إلى ألمانيا لتخضع لتجربة المتانة. ومركز فحص الحبال في مدينة يختبر الحبال الخاصة ببناء الجسور ومنصات استخراج النفط البحري، وحتى حبال دولاب لندن العملاق.يتوجه قطاع صناعة الفحم في ألمانيا صوب نهايته المحتومة. ففي عام 2018 سيتم إغلاق آخر مناجم الفحم في البلاد. لكن تكنولوجيا صناعة استخراج الفحم في ألمانيا لا تزال مطلوبا ومرغوبا في كل أنحاء العالم. ومن بين الفروع المرغوبة عالميا في هذه الصناعة هو ما يختص باختبار الحبال الفولاذية والذي يتخصص فيه مركز الاختبار الألماني في بوخوم بغرب ألمانيا والذي يعتبر العنوان الأول عالميا في هذا المجال. وتعمل شركات عالمية على اختبار قوة ومتانة حبالها الفولاذية قبل تصديرها إلى مناجم الفحم في الصين أو إلى مناجم الذهب في جنوب أفريقيا أو إلى منصات استخراج النفط في بحر الشمال. المركز الألماني في بوخوم يستمد معرفته من خبرة طويلة تمتد لمائة عام من عمر صناعة الفحم في ألمانيا. وتأسس لمعهد الأمن الصناعي في عام 1903. وكانت مهمته آنذاك، كما يقول فريدريش دويرن، رئيس ورشة الاختبار في المركز، هو اختبار قوة ومتانة وديمومة الحبال الفولاذية المستخدمة في نقل الفحم من المناجم تحت الأرض وإلى مواقع نقلها آليا. ففي ذلك الوقت كانت تحدث الكثير من الحوادث الكبيرة بسبب انقطاع الحبال. وبتركم الخبرات من خلال نتائج الاختبارات تمكن العاملون من رفع درجة الأمان في مواقع العمل.ويشير فريدريش دويرن إلى أن الخبرات المكتسبة في هذا المجال تم نقلها إلى مجالات صناعية أخرى. فالحبال عليها تحمل قوة ضغط كبيرة، مثلا في مجال بناء الجسور والمصاعد الكهربائية في ناطحات السحاب.و لا ينحصر نشاط خبراء المركز الألماني للسلامة الصناعية في بوخوم فحسب، بل يمتد إلى دول أخرى في العالم، حيث يقومون وبمساعدة أجهزتهم الخاصة باختبار متانة الحبال وديمومتها في مواقع تواجدها في كل أنحاء العالم.وتتكون الحبال الفولاذية من قطع حديد مجدولة أو حبال حديدية ملفوفة حول بعضها البعض. أما قطع الاختبار فتكون عادة بطول ستة أمتار وتزن طنين. ولمعرفة مدى قوة تحمل الحبال للأثقال يتم مد الحبل المعين المفروض اختباره في ورشة في بوخوم تعمل بقوة سحب قاطرة عملاقة. وتسحب القاطرة المفترضة الحبل من طرفيه المربوطين بقوة 2000 طن حتى ينقطع الحبل ويرافقه صوت يصم الأذن. ويراقب الخبراء والمهندسون عملية الاختبار من موقع آمن لحمايتهم من قطع الحديد المتطايرة جراء تمزق الحبل. ويقوم جهاز كومبيوتر بتوثيق وتسجيل حالة الحبل عند زيادة الضغط عليه تدريجيا. وحسب نوع الحبال وسمكها، فإن عملية الاختبار تستغرق حوالي 30 دقيقة. ولكن بعض حالات الاختبار تستغرق فترة أطول بكثير، كما يقول فريدريش دويرن. وذلك عندما يكون مطلوبا تثبيت مدة متانة الحبال. ففي هذه الحالات تستغرق عملية الاختبار حوالي 11 يوما.مواعيد اختبار مكثفة لا تترك وقت فراغ، والزبائن يأتون من مختلف أنحاء العالم، بينهم شركات منتجة كبيرة من بريطانيا و فرنسا وإيطاليا والنرويج. خمسة اختبارات عنيفة لمتانة الحبال يجريها فريدريش دويرن وفريقه في الأسبوع. فبحصول المنتج على ختم مركز الاختبار الألماني DMT يمكن للشركات تصدير منتجاتها إلى مواقع عمل الزبائن.ويحصل مركز الاختبار الألماني سنويا على خمسة ملايين يورو ثمن اختباراته الشهيرة. الكثير من الحبال الفولاذية التي تخضع لاختبار التمزق العنيف تكون بحجم عضلات الذراع، و أحيانا يكون قطرها أكبر من عضلات الممثل الأمريكي أرنولد شفارتسنيغر و في ذروة قوته الجسدية. وهذا أمر مطلوب، فالحبال مخصصة لحمل أثقال كبيرة، كالحبال الفولاذية التي تحمل ثقل دولاب لندن العملاق  المعروف باسم "عين لندن"، والتي تم  اختبارها أيضا في مركز الاختبار في بوخوم الألمانية. كما خضعت في نفس المركز للاختبار حبال دولاب سنغافورة والذي يعتبر أكبر من نظيره البريطاني. وتطول قائمة نماذج الاختبارات لتضم اختبارات خاصة بحبال جسور الطرق السريعة والملاعب الرياضية التي احتضنت منافسات كاس الاتحاد الأوروبي في بولندا وأوكرانيا وتمتد إلى الملعب الأوليمبي في لندن. وبالإضافة إلى اختبارات المركز الألماني في ورشتها في بوخوم، يحوم خبراءها في مختلف أنحاء العالم. في الصين وفنلندا مثلا، يختبر المختصون التابعون للمركز الألماني في بوخوم بشكل دوري منشآت صناعة استخراج الفحم. في هذا السياق يقول فريدريش دويرن، مدير الورشة،" قانونيا تعتبر ورشتنا مركزا رسميا معترفا به للأمن الصناعي، ولذلك يقع ضمن اختصاصنا فحص السلامة لكل المنشآت والمؤسسات العاملة في مجال استخراج الفحم. ويمكن لتكنولوجيا عملنا، وهي صناعة ألمانية بحتة، أن تنتقل إلى دول آخرى". اختبار حبال مطار جدة في السعوديةولا تنتهي خبرات وكفاءات مختصي صناعة الحبال الفولاذية الألمان عند عتبة ورشتهم في بوخوم. فحبال الجسور في الأرجنتين وحبال سحب الطائرات في مطارات المملكة العربية السعودية، بالإضافة على حبال المنصات البحرية لاستخراج النفط في المحيطات، تخضع لاختبارات المتانة والديمومة من قبل خبراء المركز الألماني في مواقع تواجدها. وبمساعدة الظاهرة النادرة الخاصة بالمغناطيس الأرضي يمكن النظر من الخارج إلى الحبال لمعرفة متانتها والفترة المتبقية من عمرها. ورغم أن لا مستقبل لقطاع صناعة استخراج الفحم في ألمانيا، إلا تكنولوجيا هذه الصناعة وخبراتها تعد اليوم مجدية في كل أنحاء العالم.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيادة الطلب على تقنيات صناعة المناجم الألمانية زيادة الطلب على تقنيات صناعة المناجم الألمانية



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca