آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

قمة الدوحة للمناخ بين وعي قطر البيئي وأجندتها السياسية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - قمة الدوحة للمناخ بين وعي قطر البيئي وأجندتها السياسية

الدوحة ـ وكالات

تستعد قطر إلى احتضان قمة المناخ الأممية مطلع الأسبوع القادم. وبحكم أن تلك الدولة الخليجية من أكثر الدول المنتجة للغازات المسببة للتغيرات المناخية، فقد اشتعل نقاش حاد حول أهليتها في احتضان قمة للمناخ. يكاد المرء وهو يقرأ النص الذي نشر على الصفحة الرسمية لدولة قطر المستضيفة لقمة المناخ الأممية، التي تعقد في الفترة (26 تشرين ثان/ نوفمبر – 7 كانون الأول/ ديسمبر 2012)، أن يعتقد أن الدوحة تتزعم حركة نشيطة للدفاع عن البيئة في منطقة الخليج. فقاعة مؤتمرات القمة (كما جاء في النص) تعمل بالطاقة الشمسية، والدولة الخليجية الصغيرة تخطط لكي تصبح جنة للدراجات الهوائية عوضا عن السيارات. لكن العارف بخلفيات الأمور في قطر يعلم تماما أن وعودا كهذه لا مصداقية لها، "فالسياسية القطرية لا تحمل أيّ هم للبيئة" حسب غيدو شتاينبيرغ الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن بالعاصمة برلين. وهو الرأي ذاته الذي عبر عنه وائل حميدان رئيس منظمة شبكة العمل المناخية الدولية، حين صرح أن "أجندة قطر السياسية لم تهتم يوما بقضية التغيير المناخي، إلى أن قررت استضافة القمة الحالية". ستضافة قمة المناخ، حق تمنحه الأمم المتحدة سنويا بالتناوب لعضو داخل المجموعات الخمس غير الرسمية وهي المجموعة الإفريقية والآسيوية ومجموعة شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية أو مجموعة غرب أوروبا. وبعد قمة دوربان في جنوب إفريقيا جاء الدور على المجموعة الآسيوية لاستلام مهام إدارة القمة القادمة، وكان لقطر أن نجحت في حسم المنافسة لصالحها أمام كوريا الجنوبية واستفردت بحق استضافة القمة، علما أن كوريا الجنوبية هي الأخرى استضافت بعض الاجتماعات التحضيرية لقمة الدوحة هذه. ير أن دولة قطر تبدو غير مؤهلة لاستضافة قمة حول حماية البيئة، فهي أصلا من الدول الأكثر إنتاجا لغاز ثاني أوكسيد الكربون.  ويوضح وائل حميدان لموقع DW، أن السبب الرئيسي في ذلك يكمن في درجات الحرارة المرتفعة في أشهر الصيف بقطر، والتي تصل في فصل الصيف إلى خمسين درجة مئوية، والتي تستدعي تشغيل المكيفات الهوائية دون انقطاع. وأشار الناشط البيئي  إلى ضعف شبكة المواصلات العمومية في قطر، ما يدفع إلى الاعتماد بشكل أساسي على السيارات الخاصة، إضافة إلى غياب الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، والتي عادة ما ترغم الحكومات على اتخاذ تدابير للحفاظ على البيئة. واعتمادا على هذه المعطيات وصف الخبير الألماني غيدو شتاينبرغ عملية اختيار قطر كدولة مستضيفة لقمة المناخ، بأنها "إشكالية". في حين علق سفين هارملينغ من جمعية جيرمانوتش لحماية البيئة لموقع DWعلى ذلك بوصفها خطوة "ينظر إليها من منظورين: الأول إيجابي والآخر سلبي". فالمتشائمون "يصدرون أحكاما قطعية بفشل القمة، بحكم أنها ستنعقد في دولة مصدرة للغاز". أما المتفائلون "فيراهنون على نجاحها لكونها تحمل دلالات على بداية عهد جديد في منطقة الخليج". وباعتبار أن قطر وإلى غاية اليوم، لم يصدر عنها أي موقف واضح حول البيئة، كما أنها لم تقدم أي وعود بالعمل على خفض نسب الغازات السامة التي تنتجها. بل إن مشاركاتها في القمم السابقة بقيت مقتصرة على المستوى الدبلوماسي. فيمكن القول إذن، إن هدف الدوحة الرئيسي من احتضان قمة المناخ الأممية لا علاقة له بالمناخ من أساسه، وإنما يمكن قراءته في إطار توجهاتها إلى احتضان القمم والأحداث الدولية، بما في ذلك استضافتها لمونديال 2022 لكرة القدم. وهي سياسة يحركها حسب شتاينبيرغ "الخوف الذي يشعر به البلد الصغير جغرافيا من جيرانه، خاصة إيران، التي يتقاسم معها حقلا ضخما من الغاز، إضافة إلى قلقه من أن تقوم السعودية "بضمه اليها"يوما ما". فالهدف "الحقيقي" من احتضان كل هذه الفعاليات الدولية حسب شتاينبيرغ، يكمن في "شد أنظار العالم إلى قطر وإيقاظ فكرة أهمية بقاءها كدولة في الوعي الدولي". لكن بعض نشطاء البيئة يعتقدون أن قطر ستقوم بكل ما في وسعها في سبيل إنجاح القمة، لأن ذلك سيعزز من جهودها في الظهور كأحد الفاعلين في الساحة الدولية. إلا أن وائل حميدان يشير إلى جانب آخر يتجلى، في أن التزام الدول الأخرى بخفض نسب انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون "سيخدم مصالح قطر بالدرجة الأولى، لأنه يعني الاعتماد على الغاز عوضا عن النفط، وقطر كما هو معلوم تعد إلى جانب روسيا وإيران من أكثر الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الدوحة للمناخ بين وعي قطر البيئي وأجندتها السياسية قمة الدوحة للمناخ بين وعي قطر البيئي وأجندتها السياسية



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca