تعاني ساكنة مدينة خنيفرة والضواحي من هجوم البعوض الذي يجتاح المدينة كل فصل صيف، ما يحول حياة السكان إلى “جحيم” بسبب تنامي هجومه على المواطنين خصوصا في الليل، دون أن تتدخل السلطات المختصة، وخاصة المجلس البلدي من أجل وضع حد لمعاناتهم. وحسب ما عاينته جريدة “العمق”، فإن انتشار البعوض بالمدينة جاء بشكل مفاجئ تزامنا وارتفاع درجات الحرارة قبل أسبوع، حيث كشف عدد من النشطاء في تدوينات على “فيسبوك”، أن لسعات البعوض تفاقم من معاناة الأسر داخل المنازل في ظل ارتفاع درجة الحرارة، خاصة لدى الأطفال والرضع، معتبرين أنهم أصبحوا يعيشون حجر صحر آخر.
وفي هذ الصدد، قال عضو الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة كبير قاشاإنه “مع بداية كل فصل صيف يتجدد استياء وسخط واستغاثة ساكنة خنيفرة من انتشار أسراب الناموس، إلا أن ما يميز هذه السنة هو الكثافة غير المعتادة والحجم غير المألوف لهذه الجيوش الطائرة التي تضايق وتتحرش بكل المارة في كل الشوارع والأزقة، الأمر الذي جعل نداءات الساكنة تتعالى مجددا لاستنكار تدبير ومعالجة المجلس الحضري لمشكلة الانتشار الكثيف لهذه الحشرة.”
وأضاف الفاعل الحقوقي في تصريحه لجريدة العمق، أن المجلس الجماعي بدوره يكتفي باتهام ارتفاع درجة الحرارة وتأخر سقوط الأمطار، وكأن هذه التغيرات المناخية خاصة بخنيفرة، في الوقت الذي يدرك جيدا بأن الأزبال المنتشرة والمياه الراكدة والمستنقعات المحاذية لوادي أم الربيع ومجاري مياه الصرف الصحي التي تخترق المدينة وإخلال شركة النظافة بالتزاماتها في تنظيف حاويات القمامة وتعقيمها وتوفيرها بأعداد ومقاسات متناسبة مع الكثافة السكانية كلها تشكل البيئة المثالية لتكاثر وانتشار الناموس والذباب”. وأوضح قاشا، أن ما يزيد استغاثة و تخوف السكان مشروعية، هو الخوف من تسهيل سحب الناموس لانتشار فيروس كوفيد 19، ونحن نعلم بأنه فيروس تنفسي ينتشر من خلال رذاذ العطس والسعال وإفرازات الأنف واللعاب التي يستثيرها غزو الناموس، الشيء الذي يمكن أن يحوله لناقل ممتاز للوباء.
وزاد قائلا، إن حملات الرش التمويهية التي تنتقي بعض الأحياء والأزقة لا تعدو أن تكون سوى مدخل من مداخل تبذير وسوء استعمال المال العام، فالتعاطي مع هذا المشكل المزعج لساكنة خنيفرة وزوارها أيضا أضحى يستدعي ضرورة التوفر على دراسة علمية وخطة عمل تنزل في وقت مبكر من السنة لاستهداف بيوض هذه الحشرات ويرقاتها، فانتظار فصل الصيف لبخ بعض المبيدات الحشرية لا يمكنه أن يقلل من انتشار الناموس ولا إبادته، بقدر ما هو إجراء للتنصل من المسؤولية وشرعنة التقصير وإشاعة العشوائية والتدبير الهاوي للشأن المحلي”.
من جانبه، حمل رئيس الفرع المحلي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان الإبراهيمي عبد العزيز، المسؤولية للمجلس الجماعي لخنيفرة في الانتشار الواسع لجحافل البعوض والناموس، بسبب عدم معالجة الجهة المختصة للمعضلة بشكل جدي ومعقلن من خلال العمل على رش المبيدات بشكل منتظم بالأماكن التي تعد منبعا لهاته الحشرات أو بالأحرى الحد من تزايدها وتكاثرها من قبيل قنوات الصرف الصحي المنتشرة على طول نهر أم الربيع، وأماكن تجمع المياه النتنة خاصة وأن الوضع الذي فرضه الحجر الصحي هذه السنة زاد الوضع تأزما.
ودعا الفاعل الحقوقي في تصريح للعمق، المجلس البلدي عبر مركز حفظ الصحة التابع له إلى ضرورة إيلاء هذا الموضوع الأهمية اللازمة للتخفيف من معاناة ساكنة خنيفرة. وفي السياق ذاته، أكد الفاعل النقابي محمد بوتخساين، أن المجلس الجماعي قام بتدخلات في بداية تطبيق حالة الطوارئ لمحاربة هذه الحشرة، كما قام بتنظيف شامل لكل جوانب نهر أم الربيع.
وأوضح الفاعل النقابي، في حديثه لجريدة العمق، أن هذه التدخلات جاءت متأخرة، وكان حريا بالمجلس الجماعي محاربة الناموس في فترة حضانته التي تتزامن مع بداية شهر مارس.
وفي السياق، دعا المصدر ذاته، المجلس الجماعي أن يخصص فريقا بشكل يومي يهتم بنظافة جنبات نهر أم الربيع الذي يشق المدينة حتى لايصبح مرتعا للحشرات والأزبال التي تكون سببا في انتشار الناموس بشكل كبير.
ولم يتوان الفاعل بوتخساين في توجيه نداء إلى الفاعلين في الأحزاب والنقابات والجمعيات للإنخراط في حملات التحسيس والتوعية بأهمية نظافة ضفتي نهر أم الربيع، مطالبا المجلس البلدي بادراج نقطة محاربة الناموس في جدول أعماله للدورة المقبلة، مشيرا أن المجلس الجماعي مقصرا في هذا الجانب مما يفرض على الساكنة حجر صحي آخر. و
لمعرفة رأي المجلس الجماعي في الموضوع، اتصلت جريدة العمق برئيس الجماعة الترابية لخنيفرة ابراهيم اعبا عدة مرات لكنه هاتفه يرن ولايرد كما تركت له رسالة نصية في الموضوع.
قد يهمك أيضَا :
تساؤلات حول الإصابة بفيروس "كورونا" من خلال البعوض
مفاجأة تكشف سر انجذاب البعوض لشخص عن غيره
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر