انطلقت السبت في ابوظبي اعمال اسبوع كامل من الفعاليات والمؤتمرات الدولية المتمحورة حول الطاقة المتجددة والبيئة في ظل مخاوف من التاثير السلبي لانخفاض اسعار النفط على جهود تعزيز استخدام هذه الطاقة النظيفة.
والمخاوف من تراجع تنافسية الطاقات المتجددة ياتي في وقت يستعد فيه العالم لقمة المناخ نهاية السنة في باريس.
وافتتحت السبت اعمال الدورة السنوية الخامسة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تتخذ من العاصمة الاماراتية مقرا لها، بحضور ممثلين عن 151 دولة اضافة الى الاتحاد الاوروبي بينها 66 دولة ممثلة على مستوى وزاري.
واجتماع الوكالة المعروفة اختصارا باسم "ايرينا" يشكل الفعالية الاولى ضمن "اسبوع ابوظبي للاستدامة" الذي يتخلله ايضا انعقاد "القمة العالمية لطاقة المستقبل" بمشاركة عدد من قادة الدول لاسيما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والقمة العالمية للمياه.
تاسست "ايرينا" في 2009 وهي تعمل كمنصة للابحاث والتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة.
وقد وقعت 171 دولة على بروتوكول الوكالة فيما بلغ عدد اعضائها 137 دولة اضافة الى الاتحاد الاوروبي.
وتسلمت اليابان رئاسة الوكالة من المكسيك لهذه السنة.
وقال المدير العام للوكالة عدنان امين في افتتاح الاجتماع ان "اهمية الطاقات المتجددة تتعاظم بسرعة وكذلك تتعاظم اهمية الوكالة".
وسيتم الاعلان خلال الاجتماع عن تقديم صندوق ابوظبي للتنمية تمويلا لخمسة مشاريع جديدة للطاقة المتجددة في العالم بموجب اتفاقية مع الوكالة الدولية.
وقال وزير الدولة الاماراتي سلطان الجابر خلال الاجتماع ان صندوق ابوظبي للتنمية قدم منذ تاسيس الوكالة في 2009 قروضا ميسرة ب700 مليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة.
ويشارك في الاجتماع وفد اسرائيلي بالرغم من عدم وجود علاقات بين الامارات والدولة العبرية.
وفي تقرير حول وضع الطاقة المتجددة في العالم، قال المدير العام للوكالة عدنان امين ان اجمالي الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بلغ 264 مليار دولار في 2014 بزيادة 50 مليار دولار عن العام 2013.
كما ذكر امين ان قطاع الطاقة المتجددة يؤمن وظائف ل6,5 ملايين شخص في العالم بحسب ارقام العام 2014، بزيادة 14% مقارنة بالسنة السابقة.
ويعد تعزيز توليد الطاقة المتجددة اساسيا في اطار المساعي العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية والتغير المناخي، فيما يفترض ان تبلغ هذه المساعي اللحظة الحاسمة في نهاية السنة خلال مؤتمر المناخ في باريس الذي يهدف الى التوصل لاتفاق دولي شامل لوقف ارتفاع حرارة الارض.
وعبر عدة مشاركين، لاسيما من المنطقة العربية، عن مخاوف من التأثير السلبي لاسعار النفط المنخفضة على جهود توسيع استخدام الطاقة المتجددة.
وقال سالم الحجرف ممثل الكويت التي تعد من اهم اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، في الاجتماع ان انخفاض اسعار النفط يشكل "تحديا كبيرا" هذه السنة، مذكرا بان "انخفاض اسعار النفط في الثمانينات كان السبب الرئيسي لانهيار الكثير من مشاريع الطاقة المتجددة".
من جهته، قال وكيل وزارة التنمية الاقتصادية الايطالي كلاوديو فينشينتي ان انخفاض اسعار النفط قد "يغير قواعد اللعبة" مذكرا بان ارتفاع اسعار الوقود شكل في السابق دافعا لتعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة.
وتخوف المسؤول الايطالي من ان يؤدي "الانخفاض المطول" لاسعار النفط الى تغيير "التوازن" القائم بين مختلف مصادر الطاقة.
وتنطلق الاثنين اعمال "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، وهي تجمع عالمي رفيع تنظمه ابوظبي لدعم الجهود العالمية لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
وستشهد القمة عرضا للطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار امبلس" التي ستنطلق من العاصمة الاماراتية في نهاية اذار/مارس.
وستقوم الطائرة برحلة حول العالم دون استخدام نقطة واحدة من الوقود، بحسبما اعلنت شركة "مصدر" الاماراتية الشريكة في المشروع.
وبحسب "مصدر" المتخصصة في الطاقات المتجددة، فان رحلة "سولار امبلس" تستمر خمسة اشهر، وسيتم اعلان مسارها الدولي خلال القمة.
ويسعى المشروع الى اثبات امكانية القيام برحلات جوية باستخدام الطاقة الشمسية.
ودخلت "مصدر" التابعة لامارة ابوظبي التي تدير عددا من مشاريع الطاقة المتجددة في الامارات والعالم، في شراكة مع مشروع "سولار امبلس" على ان تكون العاصمة الاماراتية منطلقا للرحلة ومحطة نهائية لها.
وتبني مصدر ايضا مدينة على مشارف العاصمة الاماراتية تعمل كليا بالطاقة المتجددة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر