رام الله - وفا
في بناية مكونة من خمسة طوابق، على الجانب الأيمن من شارع القدس المقابل لمستشفى الهلال الأحمر بمدينة البيرة، يقع مخبز وحلويات الأمانة، الذي يعمل على الطاقة الشمسية كأول تجربة نجحت في فلسطين.
تعتلي العمارة حيث المخبز، ما يقارب 98 لوحة شمسية خصصت لإستغلال الطاقة عوضًا عن الكهرباء، ما مكنت إيهاب الميمي صاحب المخبز من تشغيل قرابة عشرين ماكنة وثلاجة في مخبزه، خلال فترة النهار.
وقال الميمي لـ "وفا"، "في الربع الأول من العام 2013 فكرت في خلق مشروع مميز ومختلف أستغني فيه عن استخدام الكهرباء، لارتفاع أسعارها، ومن هنا جاءت فكرة الألواح الشمسية لتشغيل آلات المخبز.
وتابع، أن فاتورة الكهرباء انخفضت أكثر من النصف بعد استثمار الطاقة الشمسية لتشغيل الآلات، منوها إلى أنه قبل بدء المشروع كان يدفع فاتورة الكهرباء بقيمة تتجاوز 8000 شيقل شهريا، في حين وفرت الألواح الشمسية أكثر من النصف".
إيهاب الحاصل على شهادة دبلوم الكهرباء العامة من كلية وادي السير في الأردن عام 1991، شارك في دورة بمعهد "ريسبكت" بمدينة البيرة لمناقشة أهمية إستغلال الطاقة الشمسية في الحياة اليومية، إستطاع خلالها تطبيق مخرجات هذه الدورة وترجمتها على أرض الواقع، في تركيب الألواح على سطح منزله تنتج 140 كيو واط.
وأضاف وهو أب لخمسة أبناء "أنفقت على المشروع الذي نفذته قبل ثلاثة أعوام ما يقارب 130 ألف شيقل، وهذه تكلفة عالية، لكن في المقابل توفر هذه الخطوة آلاف الشواقل المستحقة لشركة الكهرباء في حال استخدام الطاقة الكهربائية".
ويستفيد الميمي من الالواح الشمسية في فترة الصباح عبر وضعها بطريقة تقابل أشعة الشمس، إلى وقت العصر، حيث تبدأ الشمس بالتحرك شيئًا فشيئأ الى حين تصبح فيه هذه الألواح غير مستفيدة من هذه الأشعة، بالتالي يلجأ الى استخدام الطاقة الكهربائية لإكمال عمله، ولإنارة منزله.
الميمي صاحب المخبز الذي يعمل فيه أبناؤه وأولاد أخيه قال، "في حال انقطاع التيار الكهربائي، يقوم جهاز مختص "يو بي أس" بإخراج الطاقة الكهربائية عبر بطاريات الشحن، فهو يقوم بعملية شحن وتفريغ عند الضرورة، ما يمكن اللوحات من تغذية هذه البطاريات وشحنها".
ويعتبر الميمي أن عملية إنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة والمتجددة ستقلل من التبعية الإقتصادية للشركة القطرية الإسرائيلية المزودة للكهرباء، وتمكن المواطنين من إنتاج الطاقة بأنفسهم إذا ما تم توسيع نطاق هذه الفكرة، ولاقت إقبالا بين المواطنين، كما أنها ستوفر عليهم ملايين الشواقل،" فبدلًا من أخذ 10 ميجا واط من الشركة القطرية الإسرائيلية، نأخذ 4 ميجا واط ونقوم بإنتاج الباقي".
وتساءل عن المساحات الواسعة وغير المستغلة الموجودة فوق أسطح المساجد، والمصانع، والمدارس، معتبرًا أن استخدام الألوح الشمسية سيقلل من العبء المادي، ويتيح الفرصة للاعتماد على الذات.
ويتطلع إيهاب إلى توسيع فكرة استخدام الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة لتطال المجتمع كافة، خاصة أصحاب المشاريع والمنشآت، كونها مجدية ومربحة، مبينا أنه يعمل كذلك في مجال شراء وبيع وتركيب الألواح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر