بيروت ـوكالات
يعاني كثير من المواطنين في دول عدة في الشرقِ الأوسط من الانقطاعِ المتكرر للكهرباء وعدمِ توفرِ المياه الساخنة. لبنان هو مثال على ذلك، ولأن الحاجةَ هي أم الاختراع، وجد صاحب إحدى الشركات فكرة مفيدة لحل هذه المشكلة.
تبعد قرية الحولة الواقعة في جنوب لبنان ساعة بالسيارة عن أقرب مدينة كبيرة منها وتشهد هذه القرية في الآونة الأخيرة حركة بناء كثيفة. هنا يجد طوني طرابلسي معظم زبائنه، إذ يبيع معدات تسخين الماء بواسطة الطاقة الشمسية، ما يجعل الناس في غنى عن الطاقة الكهربائية، غير المتوفرة أصلا في المنطقة، فالتيار الكهربائي مقطوع عن المنطقة باستمرار تقريبا.
طلال جواداقتنى بدوره قبل بضعة أشهر جهازا للاستفادة بالطاقة الشمسية، وهو ليس نادماً على شراء هذا الجهاز. يقول طلال "هناك فرق واضح بين الفواتير السابقة والحالية، فالآن أدفع نصف ما كنت أدفعه سابقاً تقريبا. ولولا انقطاع التيار الكهربائي الممل، لكان الفرق أفضل بكثير".
يبلغ سعر جهاز التسخين بالطاقة الشمسية ألف دولار، وهو سعر باهظ بالنسبة لسكان المنطقة،لذا ابتكر طوني الطرابلسي خطة ذكية يشرحها على النحو التالي: "نحن نبيع المعدات بسعر التكلفة ولا نجني أرباحا منها، لكننا نكسب من التجارة بوحدات خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المعمول بها وبيع حصصنا منها وذلك بموجب معاهدة بروتوكول كيوتو."
هناك أيضا انتشار سريع لمحطات الطاقة الشمسية على ساحل العاصمة بيروت، والطلب على أجهزة التسخين في ازدياد مطرد، فقد باعت الشركة حتى الآن ألفي جهاز تقريبا كما وفرت إلى جانب ذلك أكثر من مئة وظيفة. وعن سر إقبال الناس على شراء هذه الأجهزة يقول طوني:"نلحظ ترقبا حذرا بين الناس فيما يتعلق باقتناء جهاز التسخين بالشمس. كل واحد ينتظر الآخر لِيقلده، لكن حالما يقتني شخصان أو ثلاثة الجهاز، سرعان ما يزداد الطلب عليه."
أصبح طوني الطرابلسي يتردّد بشكل شبه يومي على القرى المجاورة لكسب المزيد من الزبائن، فالناس في تلك القرى يستخدمون مولدات الكهرباء؛ لكنها مضرة بالبيئة وتستهلك كميات هائلة من المحرقات الباهظة.
أما المياه التي يتم تسخينها بالطاقة الشمسية فتجعل الناس في غنى عن الكهرباء النادرة أصلا ويتحسّن مستواهم المعيشي. "نتعرض هنا إلى مشاكل عويصة بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي، فنحن نعيش في منطقة زراعية وبحاجة ماسة إلى الماء الساخن "، حسب طوني.
ويبدو الرجل متفائلا بالمستقبلفيما يتعلق بترويج بضاعته في جنوب لبنان خاصةً، ويتوقعازدياد الطلب، فهذه المنطقة المتاخمة لإسرائيلتعتبر منطقة ساخنة، حيث ترابط قوى يونيفيل الأممية للحفاظ على الأمن، وهذا ما يفسر قلة إقبال المستثمرين على هذه المنطقةوبالتالي كساد سوق العمل.
لكن الطلب على أجهزة التسخين يزداد في المدن الكبيرة أيضا نظراً لرداءة شبكة خطوط التيار الكهرباء، وقد دخل طوني الطرابلسي في مرحلة المشاريع الكبرى، فزود مؤسسة لرعاية المسنين بمعدات التسخين بالطاقة الشمسية.
من ناحية أخرى، تعلم كثير من الشباب كيفية تشغيلمعدات الطاقة الشمسية الجديدةوضمنوا لأنفسهم بذلك وظائف، فهناك حاجة ليد عمالة تشرف على صيانتها، إلى جانب ضرورة تشغيل سائقين لنقل المعدات، فضلاً عن الحاجة إلى عمال في لمستودعات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر