آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم

حقل اختبار لزراعة البطاطا
دن هورن - أ.ف.ب

حقل صغير في جزيرة تكسل شمال هولندا يشهد باستمرار هبوب رياح عنيفة مصدرها بحر وادن قد يقدم حلا لمشكلة الجوع في العالم، هو عبارة عن محاصيل بطاطا تنمو في المياه المالحة.

هذا المشروع الذي ينسف النظريات الزراعية الحالية التي تؤكد أن الزراعات لا تنمو في المياه المالحة، يمكن ان يشكل حلا لمشكلة تملح الاراضي التي تهدد الامن الغذائي لملايين الاشخاص.

فبين الماعز والسدود في جزيرة تكسل، يزرع مارك فان ريسيلبيرغي حوالى ثلاثين نوعا من البطاطا.

ويوضح هذا المزارع البالغ 60 عاما لوكالة فرانس برس "اننا نوزع سبعة تركيزات من المياه على حقل تجريبي، من المياه العذبة الى مياه البحر"، مضيفا "نتخلى عن المحاصيل غير الصالحة ونحلل ما يعيش منها".

وليست البطاطا وحدها في هذا المشروع، اذ ان مارك وفريقه يدرسون بدعم من جامعة امستردام امكان زرع الجزر والفراولة والبصل وانواع اخرى من الخضار والفواكه في المياه المالحة.

وفي هذه "المزرعة للبطاطا المملحة"، بدأت التجارب مطلع العام 2006 مع فكرة رئيسية عامة للمشروع تكمن في مساعدة الاشخاص الذين يعانون سوء التغذية في العالم.

وفي المكان، يعمد اعضاء الفريق الصغير المؤلف من باحثين ومزارعين وعمال زراعيين الى اجراء تجارب من دون مختبر ولا كائنات معدلة وراثيا على كل النباتات المتوافرة لديهم لمعرفة ما اذا كانت ستعيش في بيئة شديدة الملوحة.

وثمة ما يقارب خمسة الاف نوع مختلف من البطاطا، رابع اكثر النباتات زراعة في العالم، بحسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو).

ويؤكد فان ريسيلبيرغي "اننا نختبر فقط انواعا لم تحصل في السابق اي تجارب عليها. لا نسعى الى معرفة لماذا تموت او تعيش".

ويضيف هذا المزارع "نلاحظ ان انواعا عاشت قبل مئات او الاف السنوات قرب البحر تتجاوب مع الملح بشكل افضل من غيرها".

وفي حين تجرى بحوث عدة لزيادة انتاج بعض انواع النباتات، يجري فريق تكسل رهانا معاكسا: النجاح في زراعة نباتات على اراض كانت تعتبر غير مواتية او غير صالحة بتاتا للاستخدام.

ويقول هذا المزارع الستيني "في هولندا، نعرف كل شيء عن المياه ونعرف امورا كثيرة عن الزراعة، لكننا خائفون جدا من البحر لأننا حتى عشر سنوات خلت لم نكن قد تحلينا بالشجاعة المطلوبة لتجربة زرع نباتات بالاستعانة بمياه البحر".

وظاهرة تملح الارض هي تراكم للاملاح ناجم عن نقص او سوء في ري الاراضي الزراعية.

وتؤدي هذه الظاهرة الى تقليص المساحات الزراعية في العالم بواقع الفي هكتار يوميا بحسب معهد جامعة الامم المتحدة للمياه والبيئة والصحة.

وأكثر المناطق المعنية بهذه الظاهرة هي احواض النهر الاصفر في الصين والفرات في سوريا والعراق والسند في باكستان.

وقد ارسل فريق تكسل الى هذه المناطق الاف نبتات البطاطا، في مشروع "تكلل بالنجاح" على حد تعبير هذا الفريق الذي يعتزم توسيع نطاق عمله العام المقبل.

وقد تكون البطاطا المالحة نقطة تحول في حياة الاف المزارعين في المنطقة كما انها قد تساعد على المدى البعيد الاف الاشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة الملوحة بحسب الفريق.

وقد زرعت البطاطا بداية في البيرو من ثم جرى ادخالها الى القارة الاوروبية على يد المستعمرين الاسبان في القرن السادس عشر، لتلقى رواجا كبيرا في اوروبا خصوصا لمساعدة السكان على الصمود في وجه المجاعات المزمنة في تلك الحقبة. وقد عاشت بلدان عدة تبعية اقتصادية لهذا الصنف من الزراعات لدرجة ان اكثر من مليون شخص توفوا في شمال غرب اوروبا في اواسط القرن التاسع عشر بعد كارثة اتت على كامل محاصيل البطاطا خصوصا في ايرلندا.

وتقدر اليوم منظمة فاو عدد الاشخاص الذين يعانون سوء تغذية في العالم بحوالى 800 مليون شخص كما ان ظاهرة التملح تهدد 10 % من المحاصيل الزراعية العالمية.

ولناحية الطعم، يؤكد فريق تكسل ان البطاطا المزروعة بالمياه المالحة حلوة المذاق اذ ان النبتة تنتج كميات اكبر من السكر للتكيف مع ملوحة البيئة التي تزرع فيها.

كذلك لا تحمل هذه النباتات اي خطر في زيادة استهلاك الاشخاص للملح جراء هذه النباتات لأن الملح يبقى محفوظا داخل اوراقها.

وطلبت بلدان عدة بينها مصر وبنغلادش والهند التعاون مع هذا الفريق للاستفادة من هذا المشروع.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم بطاطا مزروعة بمياه مالحة لمواجهة الجوع في العالم



GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 03:11 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات الإسبانية تطلق النار على مغربي هتف "الله أكبر"

GMT 14:17 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

أفكار مميزة لتزيين مدخل منزلك ومنحه "الحياة"

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أصالة نصري تعود إلى لبنان مجددًا بلا شروط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

عطور "أنفاس" تعزز الشعور بالسعادة

GMT 15:11 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

مالك الجزيري يتقدم في بطولة كيو غينج الصينية

GMT 00:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

عطور "مارك جاكوبس" لإطلالة ساحرة برائحة الفواكه

GMT 12:49 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

أزياء "دولتشي آند غابانا" لخريف 2018 للرجل العصري بامتياز
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca