آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تربية عصافير "المالينوا" فى تونس حكاية غرام

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تربية عصافير

تونس - المغرب اليوم

مع بداية فصل الربيع فى تونس يدخل مربو عصافير "المالينوا" فى دوامة من الضغط والصبر فى انتظار أولى الفراخ التى ستفقس وتدشن جيلا جديدا من هذه الفصيلة لدى محبيها.عصفور "المالينوا"... نوع من الطيور التى تعود أصولها إلى منطقة مالينز فى بلجيكا، وعُرف بسلالته النقية، وبصوت ونغمة خاصة لا يتقنها أى طير آخر، ما شجع بعض المربين التونسيين على جلبه لتونس منذ أكثر من 40 سنة، ومساعدته على التكيف فى بيئته الجديدة.الأناضول زارت أحد مربى "المالينوا" فى العاصمة تونس فى محاولة للتعرف عن قرب على عالم هذه الطيور، وتفهم سر علاقة المربى بهذا النوع من الطير والتى أقل ما توصف بأنها "حكاية عشق". أحمد الكوكى، خريج جامعى، فى العشرينيات من العمر. بمجرد أن تدخل بيته، تستدرجك زقزقة خافتة، تصحبك لغرفة خلف منزله، حيث يختلى بطيوره فى محضنة (حضانة) التفريخ، فهنا يربى طيوره حتى تكبر.يقول الكوكى "منذ سن السابعة، بدأ يتكون عندى ميل لهذه الطيور، حيث استهوتنى بألوانها الزاهية". ويضيف: "تطورت العلاقة بيننا، وجذبنى هذا النوع من العصافير بصوته الجميل الذى يهدئ الأعصاب المتشنجة"، على حد وصفه.تبدو علاقة أحمد بعصافيره الصغار أشبه بعلاقة أم تربى أبناءها، يقول "عندما أدخل المحضنة لأقدم لها الماء والغذاء، تبدأ بعضها بالزقزقة المتواصلة، تطالبنى أن أخصها هى بالطعام أولا، وقبل أخواتها، وكأنها طفل رضيع". ويضيف: "القاعد الأولى فى تربيتهم هى ضرورة مراعاة الجانب الصحى، فالبيئة الصحية، والنظافة، والاستحمام اليومى، والتطعيم بالفيتامينات أساس العلاقة لكل من يرد المواصلة مع المالينوا."يشرح الكوكى كيفية تلقين الفراخ الصغار دروس الغناء لدى المالينوا، فيقول "عند مرحلة التفريخ فى الأقفاص، نحرص على البحث عن أساتذة الغناء من المالينوا، وهى العصافير البالغة المتألقة بنغمات خاصة، نقربها للفرخ كى يحفظها عنهم، ويتمكن من المقاطع الغنائية بطريقة جيدة، ما يؤهله ليلتحق تبعا بصف أساتذة الغناء".تقام لهذا النوع من العصافير مسابقات للغناء، حيث تسند لها نقاط للتقييم من قبل محكمين دوليين، فإما أن يصبح من أساتذة الغناء أو يصنف فى خانة فحول التفريخ فقط. ويشترط عُرف الغناء عند هذه الطيور حفظ ثلاث مقاطع صوتية من مجموع 12 نغمة مسجلة ومعترف بها دوليا فى المسابقات الرسمية، سواء كانت محلية أو عالمية وهى نغمة "الكلوك" و"البولند" و"الرولند". يقول الكوكى: "نعمل فى تونس منذ 20 سنة على تنقية سلالة تونسية للمالينوا، والفضل فى ذلك يعود لشخص يدعى "محمد زروق" بادر منذ سنوات لإتمام هذا العمل."عند مربى المالينوا فى تونس تسلسل وراثى يجب احترامه، ولكل مرب "خواتم" خاصة به، تحمل ترقيمه ومعرفه الدولى الوحيد لسلالته، وعندما يبلغ الفرخ يومه السابع يتم تلبيسه خاتما يحمل معرفا يلازمه طيلة حياته لكى يحفظ حقوق مربيه الأول، إن فاز فى مسابقات دولية.مصطفى الطرودى (70 سنة)، مهندس ميكانيكا مختص فى الطيران المدنى والعسكرى، بدأت علاقته مع المالينوا قبل 40 سنة، يتحدث عنه بشغف واهتمام بالغين، يقول: "المالينوا.. عصفور يأكل قليلا ويغنى كثيرا، ليس كباقى الطيور، فعندما يغنى لا يفتح منقاره كثيرا، صوته العذب يخرج من الحنجرة مباشرة". يسرد الطرودى قصصه مع العصفور ويقهقه ضاحكا "هو كالبشر، ففى مرحلة التزاوج نأتى بالأنثى ونقدم لها عرضا متواصلا من الذكور الفتية، الواحد تلو الآخر، إن قبلت بواحد فستبادله الغناء، وإن رفضتهم جميعهم فلن تلتفت لأى منهم". ويضيف "أتذكر أنى بدأت عملية مزاوجة بين زوجين، وكانت أنثى عنيدة لم تأبه لأى فحل من الذين قدمتهم بالرغم من حسن غنائهم وألوانهم لكنها وفى الأخير عشقت ذكرا قبيح اللون لا يغنى جيدا".يوضح الطرودى طبيعة أصوات العصافير مقلدا الصوت بحركات فمه "نغمات المالينوا مشتقة من الطبيعة، وبشكل أدق حركة المياه، فنغمة الكلوك هى تدرج (أشبه) بصوت الماء عندما ينزل قطرة قطرة، أما البولند فتمثل محاكاة لصوت الماء فى حالة غليانه وهو يسرى فى الجداول".يعطى الطرودى مرتبة مهمة للمالينوا فى حياته فيقول خبير الطيران "يأتى قبل عائلتى، وقبل أبنائى بالرغم أنى بالطبع أحب عائلتى كثيرا، إلا أن المالينوا يبقى رقم واحد، وقبل الكل وبدون منازع".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تربية عصافير المالينوا فى تونس حكاية غرام تربية عصافير المالينوا فى تونس حكاية غرام



GMT 23:20 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

أكثر من 10 حرائق متزامنة في عدة مناطق بتونس

GMT 17:07 2022 السبت ,19 آذار/ مارس

زلزال شدته 5.5 درجة يهز شمال الجزائر

GMT 13:03 2022 الأربعاء ,05 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب شمال شرق المغرب

GMT 20:51 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

نفوق أكبر زرافة في العالم عن عمر 31 عاماً

GMT 11:25 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

اكتشاف بيئة مرجانية ضخمة وغنية بالأسماك

GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca