آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الطراز "البوهيمي" يتخطى الثوابت الزخرفية ويتجاوز حدودها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الطراز

الطراز البوهيمي في المنزل
لندن - المغرب اليوم

لا يكتسب الطراز البوهيمي شرعيته من عودته الطارئة وحضوره الواثق فقط، وإنما من مساحة الحرية الباهرة التي يوفرها لعشاق الديكور في مروحة خيارات لا حدود لاتساعها. فهذا الطراز المميز، ومنذ ولادته في ستينات القرن الماضي، استطاع عبر العقود الماضية أن يوطد معاييره وقيمه الجمالية، ويؤسس لرؤية مفتوحة الآفاق لا يشبهها شيء أكثر من أحلام الحرية.
أحلام ألهبت مخيلات شبان وشابات تلك المرحلة. هي مرحلة «الهبيز» التي أصبحت فاصلاً تاريخياً مكتمل المقومات.

حرية الخيار، عنوان جذاب على كل المستويات، ولكنه في مجال الديكور يكتنز قيماً خاصة لها أبعاد متعددة، فهو يؤسس هنا لرمزية تؤكد تجاوزها للكثير من القواعد والمعايير الجمالية والوظيفية. إنه يعكس ذلك التوق الدائم الى الترحال، تجاوز الحدود وتخطي الحواجز، ليس على مستوى الشكل فقط، وإنما على مستوى اللون والخطوط أيضاً عبر خلخلة ثوابت الزخرفة ومرجعياتها التاريخية.
فهو يتعامل مع اللون الأزرق الملكي اللافت في رصانته وفخامته، تماماً كما يتعامل مع اللون الأزرق الفيروزي المسكون برومانسية بدائية أخّاذة... ويمزج بين الألوان والأشكال، ليولّد أجواء طرائفية مسكونة بالغرابة والدهشة.

فالطراز البوهيمي يتميز بتراكم الأنماط والمواد، معزَّزاً بعناصر زينة غير مألوفة تنبض بالإشراق وتستعر بحيوية الألوان الدافئة والمشعّة أو العميقة، تستمد بعض رموزها وصياغاتها من عمق التقاليد الأوروبية الشرقية وبعض البلدان الآسيوية والهندية، والتي يمثلها «باتشوورك» من الأقمشة الساحرة الألوان والموتيفات.

أما المواد فلا تقلّ أهمية عن الألوان، يتصدرها الخشب الطبيعي والقصب والقش والجلود والمعدن، إضافة إلى أنواع من السجاد والمنسوجات بحبكاتها المختلفة.

 وعلى الرغم من الحرية التي يتمتع بها المبدعون في صياغة الديكور البوهيمي الطابع، ثمة منطلقات أساسية لا بد من اعتمادها في مجال التصميم والزينة، وذلك من خلال الاستعانة ببعض عناصر الدهشة التي تؤسس لابتكار مناخ جميل مشبع بالدفء والألوان الساحرة، كاستخدام الوسائد المزينة بالنقوش، ولوحات الصوف المزخرفة بخطوط هندسية ونقوش كبيرة، إضافة إلى الأقمشة الهندية المزينة بالبرق والمرايا الصغيرة... مع عدم التردد في المزج بينها وبين الأقمشة القديمة المزخرفة بالأزهار، والتي تملك قدرة عجيبة على تثمين الأجواء وإعطائها مزيداً من الجاذبية.

بينما تشكل الجلود والسجاد والمصابيح وكل عناصر الزينة، والتي تتوافر بخيارات لا محدودة، مصدراً لتناسق بارع مع خيارات مميزة من قطع الأثاث الرجعي البسيط، أو الريفي والحديث، بأسلوب لا يغير من روحية الديكور ولا يشوّه هويته.

أما الإضاءة بعناصرها البسيطة وأنوارها الخافتة والناعمة، فتمنح الأجواء البوهيمية نكهة خاصة، وتكسبها أصالة غير مشكوك فيها. كما تعتمد مروحة الإضاءة على نماذج من المصابيح البسيطة الأشكال، والثريات والشمعدانات التي تضفي على الأمكنة لمسة شاعرية فريدة.

فالديكور البوهيمي، في مختلف وجوهه، يشكل تحدياً جمالياً ووظيفياً غير موصوف، وهو يمثل استحضاراً لمعطيات متعددة، يتطلب استثمارها في الديكور، براعة باهرة في المزج بين الآفاق والتقاليد الحرفية والتأثيرات المختلفة بأسلوب يساهم في تكريس حساسية تلامس المزاج بتناغم تام مع العادات والميول.

والبوهيمية لا تعني على الإطلاق التفلت من القواعد والمعايير، للوصول الى فراغ مفتوح، بل على العكس من ذلك، فهي تتجاوز القواعد والمعايير من أجل توليد مدى جديد يقترب أكثر فأكثر من الأصل والأصالة.
والصياغات البوهيمية غالباً ما تكون مُحكمة بخيارات مسبقة في إعدادها وتصورها تفادياً لغياب التوازن بين المكونات الزخرفية والوقوع في فخ المبالغة المجانية.

 ولذلك تتم دائماً تهيئة أرضية التصميم واختيار المواد الطبيعية المناسبة لوضعها في الواجهة، لكونها من الأساسيات التي سيبنى عليها المشهد الداخلي.

لا يمكن تصور جو زخرفي بوهيمي الطابع في مكان يزدحم بأثاث ريفي أو صناعي أو حديث، فالبساطة هي الأساس. ولتجنب الوقوع في الأخطاء والنمطية، لا بد من اختصار قطع الأثاث والاعتماد على مكملات الزينة التي تُلبس المكان حلّة جميلة ومدروسة من الأشكال والألوان، فهي تتيح للمساحات أن تتنفس وتؤكد حضورها بانسجام تام واتزان غير متكلف.

أما التفاصيل الصغيرة التي تتغلغل في الديكور مثل اللوحات المصنوعة من الصوف والأغطية المطرزة، والتي تحمل في مظهرها نفحة من الفولكلور، فتضفي على المكان لمسة من البهجة والفرح.

 وتشكل الجدران في الزخرفة البوهيمية مساحة مثالية للعرض، فعليها تعلّق اللوحات والمشغولات اليدوية والصور وتذكارات السفر... حيث يستطيع المرء تزيينها على هواه لتكوين مشهد يشعر فيه، ومنذ اللحظة الأولى، بإحساس من البهجة والراحة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطراز البوهيمي يتخطى الثوابت الزخرفية ويتجاوز حدودها الطراز البوهيمي يتخطى الثوابت الزخرفية ويتجاوز حدودها



GMT 00:51 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

5 خطوات سريعة لتنظيم وترتيب ديكور الحمامات

GMT 00:38 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

7 طرق معتمدة من الخبراء لجلب الطبيعة إلى ديكورات غرف النوم

GMT 00:12 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم 6 نصائح عند اختيار ورق الجدران المثالي لديكورات المنزل

GMT 23:59 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

8 أفكار مختلفة ومميزة لاستخدام الخشب في ديكورات المنزل

GMT 23:33 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم أبواب سحب لديكورات منزل عملي ومريح

GMT 10:28 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الأرائك المعيارية في عام 2022

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 18:29 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 09:13 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون دور توقيت العلاج المناعي بمواجهة السرطان

GMT 02:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

وصفة سهلة للحصول على شعر ناعم ومفرود دون عناء

GMT 03:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

زينة الداودية توجه رسالة خاصة للإعلامية آمال صقر

GMT 22:26 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع مغربي جزائري لضم اللاعب زين الدين مشاش

GMT 20:13 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قناة أون بلس تقدم المسلسل المصري حلم الجنوبي من جديد

GMT 11:01 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نصف انواع الاشجار في غابات الامازون في خطر

GMT 07:49 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

المفاوضات السورية وآفاق السلام

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

حلويات رمضان2016: طريقة عمل الكنافة بالنوتيلا

GMT 14:35 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرملة إيزيدية تتحدث عن قتل أطباء "داعش" لزوجها المصاب

GMT 09:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجدة تتصدر المدن الأفريقية من حيث عدد المساجد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca