الحفل الناجح لا يعتمد على أجمل الصحون وأفخر الكؤوس، بل يرتبط بالجو المرح والطاقة الإيجابية والسعادة التي تكون منتشرة في الأجواء بين الضيوف“ هذا كان تعريف رينا قيردار سيندي للحفل الناجح. منظمة الحفلات الخبيرة أثناء افتتاح دار أسولين في ردهة الأزياء الجديدة في دبي مول، حيث احتفلت رينا بتوقيع كتابها Be R Guest: How to “Party” Chic وأتحفتنا بترتيب ملفت وأنيق للطاولة في وسط المتجر. تابعي هذا الحوار الذي أجريناه مع منظمة الحفلات رينا قيردار سيندي وتعلمي طريقة تنظيم الحفلات في المنزل والنصائح المثالية المتعلقة بترتيب الطعام والديكور واختيار المكان والموسيقى وكل التفاصيل غيرها.
المكان
في البداية أود التأكيد على أهمية اختيار مكان ضيق نوعاً ما، وليس مساحة كبيرة، لأن المساحات الضيقة تقرب الناس من بعضها وتخلق جواً دافئاً وحميمياً. يعتمد تنظيم الحفل الناجح على خلق طاقة إيجابية سعيدة، وهذا لا يتولد من الطعام الشهي بل من تفاعل الضيوف مع بعضهم. ابتعدي عن توزيع الضيوف في غرف متعددة، بل اجمعيهم مع بعضهم في مكان واحد ليتعرفوا على بعضهم البعض واختاري غرفة تكون ذات شكل معين يسهل رؤية الضيوف لبعضهم. الإضاءة أيضاً هي أمر حاسم ومهم للغاية وبالنسبة لي فهي أمر أساسي لترتيب حفلة ناجحة. قد يكون الأمر مفاجئاً نوعاً ما لكنني أكره الحفلات التي تكون الإنارة فيها ساطعة. أفضل الإضاءة الخافتة للعديد من الأسباب، أولها أنها تجعل الجميع يبدون بشكل أجمل، والسبب الثاني هو أنها تنشر طاقة مختلفة تماماً عن الضوء الساطع. إذا لم تملكي أضواء خافتة، يمكنك تغطية الأضواء في الغرفة بأوراق ملونة تتناسب مع موضوع الحفلة، وبهذا تغيرين الجو العام بطريقة كاملة. كما يمكنك أيضاً استئجار الأضواء التي تتناسب مع موضوع الحفل والنتيجة ستكون رائعة.
الديكور
أحب الديكور الغني، قد أكون تقليدية بهذه النقطة، لكنني أحب أن تكون مائدة العشاء غنية بكل التفاصيل، فهي المكان الذي يجتمع حوله الجميع، لذلك برأيي إنها العنصر الرئيسي لخلق الجو العام. أحب تزيين الطاولة بشكل غير تقليدي، كأن أجمع بين الأزهار والفواكه والريش، مثلاً زينت الطاولة هنا باستخدام الكتب. ألتقط العديد من القطع من أنحاء المنزل وأوزعها على الطاولة، فأحب أن أمنحها لمسات شخصية مرحة. أجمل ما في تنظيم الحفلات هو أنه أمر شخصي وحر، فليس هناك قواعد حاسمة في هذا الأمر.
الموضوع
لا أحب المواضيع التي تتطلب استئجار الأزياء، إذ لا يكون جميع الضيوف متحمسين لارتداء الأزياء التنكرية، وسيكون من المزعج التزام البعض بالتنكر وامتناع البعض الآخر. أفضل الحفلات التي تتطلب ارتداء شيء سهل وبسيط وبإمكان الرجال أيضاً اتباعه فالأمر يكون أصعب بالنسبة لهم. من المواضيع المفضلة عندي هي الأدغال، فكل منا يملك قطعة أو اثنتين بطبعات جلد الحيوانات، ويمكنك تطبيقه بالعديد من الطرق. كما أنه موضوع حيوي وحماسي، ويمكنك استخدامه لتنسيق إطلالة أنيقة، فلا أحد يحب الظهور بإطلالة غريبة.
أحد المواضيع الشهيرة أيضاًهو أيام السبعينات فالموسيقى رائعة والإطلالات تكون براقة وجذابة، وهي من الحقب المفضلة عند الجميع.
وقت الحفل
أفضل الحفلات التي تقام في المساء. خلال النهار، يكون الجميع على عجل لمغادرة الحفل واصطحاب أطفالهم من المدارس واللحاق باجتماعاتهن. في المساء، يكون الضيوف أكثر هدوءاً وأقل انشغالاً، ومستعدون للاستمتاع ببعض الوقت لأنفسهم. وفي الوقت نفسه، أكره الحفلات التي تكون بين الساعة 6 إلى 8. إنه الوقت الأكثر ازدحاماً في اليوم، وهو الوقت الذي يجب أن أكون فيه مع أطفالي. إنه وقت مزعج للعديد من الأسباب أهمها أنه وقت انتقالي خلال اليوم، ومن الصعب أن أن يحظى الضيوف خلاله بوقت هادئ ومريح.
وسائل الترفيه
أنا أكره الحفلات التي تتضمن العروض مثل عروض السحر. العروض تتطلب التوقف عن الحديث ومتابعة العرض، وبالتالي يفقد الضيوف التركيز على التواصل مع من حولهم وتنخفض طاقتهم. نتابع الكثير من العروض كل يوم سواءً على هواتفنا أو التلفزيون أو في السينما والعروض المسرحية، لكن في الحفلات الخاصة، لا أحد بحاجة لعروض. الترفيه بالنسبة لي يعتمد على جمع الناس مع بعضهم وتحفيزهم على التفاعل مع بعضهم.
الطعام
أفضل العشاء الذي يقدم على الطاولات، أكثر من البوفيه المفتوح. أحب أن أختلط بين مجموعات الناس وليس فقط مجموعة واحدة، بالتأكيد يود الضيوف رؤية أشخاص يعرفونهم في الحفلات، لكنه من الممتع أيضاً التعرف على أشخاص جدد. أهتم جيداً بالتخطيط لأماكن الضيوف على الطاولة، وكل من يحضر حفلاتي التي أقيمها يعلم أن هناك سبباً لجلوسهم في هذا المكان بالذات، وعليهم معرفة السبب. بالنسبة لي إنها المهمة الأصعب، لكنني أعلم أنه بهذه الطريقة أضيف عاملاً مشوقاً، وكل من يغادر حفلاتي يغادر بعد أن تعرف على صديق جديد. عندما ألقي نظرة على أصدقائي، يسعدني جداً أن أفكر أنني السبب الذي جمع بين هؤلاء الأشخاص منذ البداية وأنهم التقوا على مأدبة عشاء نظمتها.
بالنسبة لي، إذا خرج الضيوف من حفلة نظمتها وهم يتحدثون عن لذة الطعام فهي إهانة ودليل على فشل الحفل، بالنسبة لي الطعام هو أمر ثانوي، ولا أظن أن من يحضر حفلاتي يأتي بقصد تناول طعام فاخر. ينتهي بي الأمر عادة مع الخيار نفسه في كل مرة، حيث أعتمد على أحد المطاعم اللبنانية في لندن، فهو طعام شهي بسيط ويحبه الجميع. وبصراحة بهذه الطريقة أخفف عن نفسي عبئاً إضافياً. ومن جانب آخر، من الأفضل ألا يتناول الضيوف الكثير من الطعام فقد حصل ذلك مرة في حفلة أقمتها في سان تروبيز، وكانت أسوأ حفلة على الإطلاق لأن الضيوف حضروا وتناولوا الطعام وغادروا. ثم أدركت أن الطعام كان جيداً لدرجة أن الجميع شعروا بالتعب بعد تناول الطعام وغادروا الحفلة. بالنسبة لأنواع الطعام، أحاول اختيار الأنواع التي يمكن أن تبقى صالحة للأكل حتى اليوم التالي، فأبتعد مثلاً عن السمك
كما أهتم بتوزيع أي طعام زائد للعاملين الذين ساعدوني على في تنظيم الحفل.
في المقابل، أركز على المشروبات وبرأيي من الجميل تقديم مشروب خاص مرتبط بموضوع الحفلة. على سبيل المثال، في حفلات عيد الميلاد كنت أقوم بتقديم المشروبات ذات اللون الأحمر.
الموسيقى
الموسيقى مهمة جداً. الاعتماد على المغنيين أو الفرق الفنية ليس من الأمور التي أفضل القيام بها في الحفلات إلا في حال كنت ستتعاملين مع نجم شهير، ويبقى الدي جاي الخيار المفضل عند الجميع، فهو قادر على تغيير الجو العام بطريقة سهلة وسلسلة. أحب الموسيقى الممتعة والحماسية، وخلافاً لمن يفضلون الموسيقى الهادئة في بداية الحفل، فأنا أفضل أن أضع الجميع في جو من المرح والحماس منذ البداية.
الهدايا والتذكارات
من التفاصيل التي أستمتع بالقيام بها في كل حفل أنظمه، وأهتم بتقديم قطعة صغيرة لتذكر الضيوف بهذه الأمسية وترتبط بموضوع الحفل. وعادةً أختار الهدايا من ديكورات الحفلة ذاتها. واحد من أجمل الهدايا التي حضرتها كانت في حفلة غداء لمجموعة من الفتيات، وكنت قد علقت على ظهر كل كرسي جاكيت جينز رسم عليه اسم الفتاة التي ستجلس في ذلك المكان، وقدمت الجاكيتات للفتيات كهدايا في نهاية الحفلة.
الأطفال
في حال كانت الحفلة التي تحضرين لها حفلة عائلية، فمن المهم تخصيص منطقة للأطفال تضم مقاعد خاصة لهم ومأكولات معدة خصيصاً مع كافة وسائل التسلية، وفي هذه الحالة تعتبر عروض السحر خياراً رائعاً. بهذه الطريقة تضمنين أن يستمتع الأطفال بوقتهم وكذلك الأهل أيضاً. كما من الجميل تصميم ديكور يتناسب مع مكان الأطفال وموضوع الحفل.
سر الحفل الناجح
السر دائماً هو أنت. كنت في العديد من الحفلات حيث كان التنظيم مثالياً بكل معنى الكلمة لكن المضيف كان متعباً أو غاضباً مما يخرب الحفل كله. لا يهم إن كان الطعام قليلاً أو حدث عطل في الكهرباء أو واجهتك أي مشكلة أخرى، فالأهم أن تبقى ابتسامتك مرسومة على وجهك وروحك مرحة عند استقبال ضيوفك. فالسعادة معدية، وهي تنتقل منك لكل ضيوف. هذا هو السر.
قد يهمك أيضا :
طرق تنسيق الألوان في الديكور منها اتّباع الدرجات الحيادية والكلاسيكية في البيت
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر