آخر تحديث GMT 06:25:28
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

"وايلد" ميول جديدة في عالم الديكور تفيض ألفة وشاعرية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

مجموعة من الوسائد تدعم الحضور "المتوحش" للطبيعة
واشنطن - المغرب اليوم

متوحش، دافئ ورائع ... ميول زخرفية طاغية تلتقط جوهر هذه الكلمات لتحوّله الى أجواء أليفة ... أجواء تخيّم ليس فقط على كل أركان المكان، وإنما على محيطه .

على أن وصف «متوحش» – ببعده الأدبي والزخرفي- ليس حكراً على الطبيعة، ولكنه توصيف لأجواء ومواقف وتأثيرات ومؤثرات، على علاقة عضوية بالطبيعة، ترفد الأمكنة وفضاءاتها بتلك الروح البدائية، المتمردة على كل ما هو معقد ومتكلف. ومن هذا المنظور، تعود الطبيعة لتسجل حضورها الباهر في مشهد زخرفي هو نفسه مبهر.
ولأن المشهد الزخرفي هو في حقيقته تراكم للتفاصيل ومناقبها، كانت هذه العودة من خلال تلك التفاصيل بكل أمزجتها وطبائعها البدائية والمتحضرة. 
على أن المسألة ليست مجرد محاكاة لعناصر طبيعية أو استدعاء لها، ولكنها استحضار للذاكرة... بل للذاكرات: ذاكرة الغابات اللامتناهية، وذاكرة الأزمنة الأولية، وأيضاً ذاكرة المسار الإنساني المسكون بالتبدل والتغير، بالتقدم والتطور، وبالبحث الدائم عما يتناغم وينسجم مع رغباته وتمنياته.

لذا، فإن التعامل مع هذه الميول بأبعادها وقيمها في المجال الزخرفي، يتطلب مراساً ليس فقط في عمليات توزيع العناصر في المكان، أو السيطرة على المساحة من خلال الاستعانة بمتشابهات طبيعية، ونثر الألوان الدلالية، بل في إحساس نقي بقيم الطبيعة جمالياً ووظيفياً، واستنساخ أمين لمكنوناتها التي أمّنت منذ بدء الخليقة حماية ورفاهية للإنسان، ولبت متطلبات حياته في كل أطوارها وأدوارها. 
من هنا يبدو اتساع المروحة المقترحة، ليس على مستوى المواد، وأنما أيضاً على مستوى الألوان والأشكال والأحجام.
فالطبيعة ليست أم الموجودات فقط، ولكنها أيضاً الينبوع الذي تستمد منه كل الكائنات خصائص نموها وحياتها، ولا شيء في الواقع - حتى الآن – من خارجها.

ولعل صعوبة هذا الموضوع الزخرفي تكمن في ثراء أصوله التي قلّما توافرت لغيره من الموضوعات. وبمعنى أكثر دقة، فإن شموليته تجعل من كل الموضوعات الزخرفية الأخرى أجزاء حصرية لاستلهامات متعددة المستويات من رحمه. 
ونحن حين نقول: الأحجار والأخشاب والجلود والمعادن، لا يعني ذلك أننا نرسم حدود هذه المروحة، بل ينبغي عدم إهمال ما يُستولد من هذه المواد من مشتقات وكل ما يدخل في الصياغات الزخرفية على اختلاف مدارسها وتياراتها وأنماطها، وبالطبع على تعدد مسمياتها وطرزها وحقبها التاريخية. 
إن مثل هذا الأمر يفرض على المصمم أو مهندس الديكور دقة فائقة في تحديد خياراته وكفاءة عالية في تنسيقاته وخبرة عميقة في طبائع المواد والألوان والأشكال وجرعة معرفية كبيرة في المزاوجة بين هذه التشكيلات، لا ينفع معها التقليد، بل الدراية والشغف والإحساس.

إن تحويل غرفة، مثلاً، الى مكان «متوحش» ولكنه بالغ الألفة والشاعرية والأمان، يتطلب التعامل مع المواد النبيلة بطريقة تتجاوز الاستخدام لتصل الى حد بناء علاقة خاصة معها من أجل فهم طبائعها وأمزجتها. وليس ثمة دليل في هذه العلاقة أفضل من الطبيعة نفسها، حيث ترسم لنا ملامح المزاوجة بين مختلف المواد، وتؤسس لقيم تناغم وانسجام قلّما نحظى بها من دون العودة الى كتابها ودروسها. 
غير أن ذلك لا ينبغي أن يحد من تعاملنا مع المنجزات المعاصرة والتي توفر فرصاً غير مسبوقة في توليد معالم خاصة لمظاهر وملامس لا غنى عنها لتحقيق أعلى مستوى من الأناقة والرفاهية.

إن تجاور الأخشاب الثرية والجلود الفخمة والمنسوجات البديعة في قطع أثاث مميزة، يبث في أجواء الداخل روحاً بدائية، مفعمة بالأصالة ومشحونة بالمشاعر ومشبعة بذكريات موغلة في الغموض والسرية.
وعند هذه النقطة، ستوفر التقنيات الحديثة الكثير من المظاهر البارعة لتلك المواد، فتجعلها متآكلة أو محروقة، مظاهر بديعة ومثيرة، يجهد العاملون في هذا المجال - من مصممين وزخرفيين - للاستفادة من أبعادها الجمالية المتجددة. 
والواقع أن مراقبة دقيقة للأعمال التي تجسد هذه الميول «المتوحشة» وتستلهم آفاق جمالياتها، تمكننا من الدخول الى عالم متماسك، متجانس ومتآلف... توفر موجوداته وعناصره وتنسيقاته فرصة فريدة لرفاهية مميزة لأنها من رحم الطبيعة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وايلد ميول جديدة في عالم الديكور تفيض ألفة وشاعرية وايلد ميول جديدة في عالم الديكور تفيض ألفة وشاعرية



GMT 15:50 2022 الإثنين ,08 آب / أغسطس

أفكار لتزيين غرفة الطعام بشكل عصري

GMT 11:55 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

أفكار متنوعة لتغليف الهدايا

GMT 13:48 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

ديكورات باللون الأبيض لمطابخ المنزل العصري

GMT 10:18 2022 الخميس ,21 إبريل / نيسان

ديكورات خشبية للتلفزيون المعلّق في المنزل

GMT 10:31 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 22:18 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير

GMT 15:27 2022 الثلاثاء ,15 شباط / فبراير

أفكار لتزيين منزلك بميزانية محدودة

GMT 22:34 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 02:58 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف علاجًا جديدًا لمرضى السكري من جلد المرضى

GMT 23:17 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مناقشة استخدامات البلوك تشين في التعليم العالي

GMT 09:45 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

طقس غير مستقر في معظم المناطق المغربية

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

العثماني يتلقى الضوء الأخضر لتعيين وزير جديد في حكومته

GMT 04:58 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

صوماليات تمارسن الرياضة وتضربن بالتقاليد عرض الحائط

GMT 06:52 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

حذاء "كيتن" بالكعب العالي يتألق على عرش موضة 2017

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة توضح مزايا ثمرة التوت الأزرق بالنسبة للأطفال

GMT 07:53 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

رينج روفر مدعمة ببطارية لقيادتها كهربائيًا لمسافة 51 كم

GMT 10:38 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

باحثون يكتشفون ضفدع الشجرة من جديد بعد إعلان انقراضه

GMT 00:34 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

مارك فوت ينتقد أداء اللاعبين أمام جزر موريس
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca