آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية

فكتوريا - وكالات

تُعد جزر سيشل جنة لعشاق الطبيعة العذراء، حيث تمتاز الجزر الواقعة في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا بطبيعة لاتزال بكراً تزخر بالغابات الخضراء والشواطئ الساحرة والمياه الفيروزية. وللحفاظ على هذا الكنز تعوّل سيشل على السياحة الصديقة للبيئة؛ حيث لا توجد بهذه الجزر فنادق شاهقة الارتفاع أو منتجعات سياحية ضخمة، إنما أماكن صغيرة تنتشر في أحضان الطبيعة الخلابة. وإلى جانب صيد الأسماك يعيش معظم سكان سيشل على عائدات السياحة بشكل أساسي منذ حقبة السبعينات من القرن الماضي. ويعتبر جول راديغوندا واحداً من هؤلاء الأشخاص الذين يستفيدون من الطبيعة البكر حول جزيرة لاديغ التي لم تعبث بها يد الإنسان، ولاتزال محتفظة برونقها الطبيعي إلى حد كبير، وتتجلى فوائد البيئة المحيطة بها كل صباح عندما يقوم الموردون بتوريد حصة أسماك الحبار اللازمة لإعداد أطباق المأكولات البحرية، بعد صيدها من البحر مباشرة. كوكتيل الفواكه هناك ندبة طويلة تزيّن ظهر يد جول راديغوندا، ويحكي أن هذه الندبة عبارة عن تذكار من رحلات الصيد الطويلة، وربما كانت بسبب أسماك الواهو أو التونة. أما عمله الرئيس الآن فيمتاز بأنه أقل خطورة، حيث يعمل هو وزوجته في بار صغير للمشروبات أمام منزله الواقع على الساحل الشرقي للجزيرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة. ويقدم في هذا البار كوكتيلات الفواكه، مثل المانغو والموز، كما يقدم لزبائنه أيضاً ثمار جوز الهند، التي يفتحها أمامهم بالساطور. وتأتي هذه الثمار من الحدائق الكثيرة المنتشرة في هذه الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي. وتحل أكشاك كوكتيل الفواكه على الطريق محل محطات التزود بالوقود في هذه الجزيرة الخالية من السيارات تقريباً. ويعتمد السكان المحليون والسياح أيضاً في تنقلاتهم على الدراجات الهوائية. وفي ظل درجات الحرارة الاستوائية يتعرض الأشخاص للعطش الشديد أثناء تنقلاتهم في أرجاء الجزيرة. وعندما يتمكن السياح من التسلق إلى قمة جزيرة نورث آيلاند بصحبة ليندا فانهيرك، فإنهم سينعمون بالانتعاش والاسترخاء، وينتابهم شعور بالبقاء على هذه الجزيرة. وتقوم ليندا فانهيرك البلجيكية بإدارة مشروع الترميم، وتحكي الكثير من القصص والحكايات عن عملها أثناء تنقلاتها في الجزيرة. تاريخ مروّع من خلال هذه القصص يبدو تاريخ الجزيرة مروعاً، فمع انهيار صناعة جوز الهند واجهت الجزيرة مصيراً مؤسفاً، إذ انتشرت الصنوبريات السامة، التي زُرعت في البداية كمصدات للرياح والنباتات المتسلقة، في جميع أرجاء الجزيرة، والتهمت المساحة المُخصصة للغطاء النباتي الطبيعي، بينما قامت الفئران بتسلق الأشجار والتهام البيض من أعشاش الطيور، وقد تم توجيه القطط الوحشية بالفعل للقضاء على طاعون الفئران المنتشر على الجزيرة الصغيرة، التي تبلغ مساحتها ‬201 هكتار، إلا أن هذه القطط كانت تفضل التهام الطيور البحرية. وظلت جزيرة نورث آيلاند بعيدة عن الخريطة السياحية لهذه الجنة الواقعة في المحيط الهندي. ولكن في عام ‬1997 بدأت شركة للسياحة الفاخرة في جنوب إفريقيا إعادة بناء النظام البيئي المنهار في هذ الجزيرة، من خلال قتل القطط الضالة، وتقديم طُعم سام للقوارض المنتشرة في الجزيرة. ونظراً لعدم وجود فريسة في الجزيرة فقد عانت طيور البوم على أشجار النخيل من الجوع، ولم يكن بفعل الإنسان، حيث توضح عالمة الأحياء البلجيكية، التي تعيش وتعمل في جزيرة نورث آيلاند منذ ‬2005، أن هذا العام شهد القضاء على آخر الفئران في الجزيرة. وتحكي ليندا فانهيرك قائلة: «عندما كنا نسير في الغابة آنذاك، كانت تنتشر رائحة نتنة، بسبب كثرة الفئران الميتة. ولكن بعد قتل الأنواع الغريبة من الفئران، بدأنا في إعادة أنواع الطيور والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض في مستنقعات المياه العذبة في الجزيرة». قصص خيالية يتم تمويل عمليات العودة إلى الطبيعة البكر على هذه الجزيرة الخاصة من خلال ‬11 فيلا باهظة الكلفة، توفر للسياح فرصة الاستمتاع بالطبيعة الخلابة في انعزال تام عن الحياة المدنية الصاخبة، في أجواء مستوحاة من قصة روبنسون كروزو الخيالية. وأشار نوبل كاميرون إلى ارتفاع تكاليف حماية البيئة بقوله: «إعادة تأهيل الجزيرة يعتبر من الأمور الرائعة للغاية، لكن يجب الحفاظ على كل جزء يتم إصلاحه». وأوضحت ليندا فانهيرك «لا يقتصر الأمر فقط على مجرد عودة الطيور أو زراعة أشجار الفاكهة الطبيعية، والتأكد من وجود أراضٍ كافية للحشرات»، لذلك تعمل الخبيرة البلجيكية مع فريقها على انتشار أشجار الفاكهة في أنحاء الجزيرة، لكي تحل في وقت قصير للغاية محل أشجار جوز الهند المقطوعة. وتتماشى هذه المحمية الخاصة مع استراتيجية الحكومة، التي سعت خلال العقدين الماضيين إلى إنشاء الكثير من المحميات الطبيعية، والاهتمام أكثر بحماية البيئة. وعندما تقف ليندا فانهيرك على الصخرة التي يبلغ ارتفاعها ‬110 أمتار، وتتجول بناظريها في هذه الجزيرة الخضراء، تشعر بالفخر وتظهر عليها ملامح الشخص الذي يرى مشروع حياته حقيقة ماثلة أمام عينه.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca