آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

جزيرة "موريشوس" أرض السُكّر والإبتسامات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جزيرة

بور لويس - المغرب اليوم

لطالما كانت موريشوس مصدر إلهام للشعراء، شارل بودلير وبرناردان دو سان بيار ومارك توين وكتّاب كثر ورحّالة صوروا كلّ بأسلوبه المشهدية المذهلة وإستثنائية الجزيرة متأثرين بطاقة المغامرة المرجانية والميول المختلطة الآتية من المحيط الهندي. الذكريات فوق المقارنة، ولذلك كانت هذه الجزيرة لي عالماً مطوقاً بالماء وبالإنفصال عن الواقع الآخر. حديقة أفريقية وارفة بنخيل جوز الهند، إنها جزيرة «موريشوس» البركانية حيث لمزارعيها الكثير لقطفه على ارتفاعات مختلفة وحيث لصياديها الكثير لصيده على أعماق مختلفة، غير القلوب حتماً. هل الكتابة عن المكان هي «حث» على زيارته أم بحث في تفاصيل جميلة مع الآخر البعيد؟ إنها الإثنان. بشرتهم سمراء وقلبهم أبيض كجوز الهند هذه الجزيرة مليئة بمن يستحقون اللقاء. لديهم ثقافة عميقة ومعتقدات وقيم غالية كما لو أن المال لا يشتري كل شيء فعلاً. لديهم احترام مع ابتسامة وكأنه وصيّة. وكأنهم جذوع تلك الجذور النباتية التي لا تيبس. هذه الأرض ليست مجرد شاطئ واسترخاء. لديها خيرات كثيرة تقدمها. إنها اكتشاف تأملي لذيذ وغني بالألوان، من طريق الشاي المعروفة ومزارع الأناناس وقصب السكر والرمال البيضاء إلى المطبخ الخيالي من ثمرات الصيد والمغامرت المثيرة... افتتان فوري بالألوان المدرجة الخضراء والزرقاء بين الماء والسماء، خصوصاً مع اكتشاف موريشوس عن طريق البحر عبر التجول على متن أحد الزوارق والتمتع بأجواء مشمسة وغداء شواء لذيذ. يمكن الخروج ليوم كامل أو لنصف اليوم. كسبت موريشوس سمعة جيدة كوجهة للممارسة رياضة الغطس لحرارة مياهها اللطيفة وحياتها البحرية المدهشة. كما يمكن الغوص لساعات لاكتشاف المزيد من الكنوز البحرية. كل منطقة لديها ميزات، في الشمال هناك مواقع مرجانية وفي الغرب تبرز الهوية البركانية تحت الماء من خلال الكهوف كمراتع طبيعية لجراد البحر Crayfish والمورايية Moray eels. البحر هو أسلوب حياة في الجزيرة وللرياضات البحرية مداخل سهلة في كل مكان، وقد استضافت الجزيرة في الماضي المهرجان العالمي للتصوير تحت الماء. تبدو موريشوس مفاجأة إنسانية فريدة لمن يزورها. عند الوصول إليها، يمكن اكتشاف أن أهلها هم خليط من أصول مختلفة هندية وكريولية من مدغشقر ومناطق أفريقية أخرى. ليسوا شبه بعضهم وهذا مثير للدهشة. جزء من جزر ماسكارين وطأها البحارة العرب في القرن العاشر، لكن البرتغاليين اكتشفوها رسمياً عام 1505. في القرن السابع عشر، احتلّها الألمان وأطلق عليها اسم من فتح الجزيرة Maurice Van Nassau the stadhouder ، وبعدها احتلها الفرنسيون قبل أن يدخلها البريطانيون عام 1810. استقلت الجزيرة عام 1968 وأصبحت جمهورية عام 1992 مع برلمان ديموقراطي مستوحى من الأسلوب البريطاني. تقع موريشوس في جنوب غرب المحيط الهندي وتشكل جزءًا من جزر ماسكارين التي تشمل ريونيون ورودريغيز. مساحتها تبلغ 1860 كيلومتراً مربعاً. غالبية شواطئها محمية من الشعب المرجانية. عاصمتها بورت لويس وتقع في شمال غرب الجزيرة. يعيش في الجزيرة حوالي 1،2 مليون نسمة يشكلون مجتمعاً فسيفسائياً من أصول مختلفة، من الهند وأفريقيا وأوروبا والصين. الإنكليزية هي اللغة الرسمية لكن الشعب يتكلم «الكريول» المتحدرة من الفرنسية وهي مستخدمة بكثرة (ابتكرها أهل مدغشقر الذين يتحدثون الملغاشية، والأفارقة و«المُستعمِرون» الفرنسيون) وأحياناً الBhojpuri، لغة هندية سلفية. أما السيغا، فهي الموسيقى التي تعبّر عن خفة ظلّهم وحب الحياة. إجازة الحلم لطالما كانت موريشوس مصدر إلهام للشعراء، شارل بودلير وبرناردان دو سان بيار ومارك توين وكتّاب كثر ورحّالة صوروا كلّ بأسلوبه المشهدية المذهلة وإستثنائية الجزيرة متأثرين بطاقة المغامرة المرجانية والميول المختلطة الآتية من المحيط الهندي. نسيج وسكّر وسياحة وخدمات، دعامات الجزيرة الأساسية. من زمن طويل، كان تصدير قصب السكر إلى الأسواق العالمية - خصوصاً أوروبا- مصدر العيش الأساسي للجزيرة. وخلال القرون الثلاثة المنصرمة، صانت الجزيرة تميّزها في التحام مجتمعها المدني والديني. ليست موريشوس مكاناً متزمتاً، لكن لا مكان للعري أو جرأة الملبس فيها. قالت لي كيران (اسمها يعني شعاع الشمس) - وهي تنقش يديّ بالحناء - إنها لم تخرج يوماً من الجزيرة. هي امرأة منفصلة بشكل غير علني عن زوجها وتخجل من محاولة أخرى. تعيش لابنتها ديفيا. التوقيت المثالي لزيارة هذه الجزيرة هو ما بين نيسان/أبريل وحزيران/يناير، وما بين أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر. الملتقى الروحاني Calm & Palm تحتضن الطبيعة الخضراء في موريشوس الجوامع والكنائس والباغودا ومعابد الشيفالا والماندير المميزة بقبابها الهندسية والمطلية بألوان قد تكون مستبعدة في عالمنا العربي. ألوان توقظ الحواس. لا ناطحات سحاب هنا. لا يرتقي الجمال صعوداً، ارتفاعه أفقي. عام 1722، في ظل الإحتلال الفرنسي كان المسلمون في الجزيرة قبل هؤلاء الذين أقاموا في شرق أفريقيا، تحديداً العمانيين الذين أسسوا محطة تجارية لدعم زنجبار في الساحل الأفريقي. طالب المجتمع الإسلامي الصغير في الجزيرة بدار للعبادة عام 1798. لكن طلبهم لم يستجَبْ قبل 1805 حين شيد جامع «الأقصى». تمثل الجزيرة بمعالمها رموزاً إنسانية ودينية متمازجة بسلام. هناك الكثير من التفاصيل التي توقظ الحواس وتُشعر بالرهبة ثم الفرح لاحقاً، كصوت طائر يبحث عن رفيقته التي ماتت. طوال أربعة أيام في منتجع One&Only Le Saint Géran، كان يوقظني صوت طائر Crested Craneعند الثالثة بعد منتصف الليل. كم كان جميلاً ووحيداً، وكأنه إنذار لعدم زيارة الجزيرة دون رفيق في المرة المقبلة. فهي وجهة رومانسية لتمضية شهر عسل من السعادة والشمس والجمال واللطف والإخلاص لكرم الضيافة وعبور الجسور الخشبية. تعيش في هذه الجزيرة - التي تحيط بها الرمال البيضاء الصافية وتظللها أشجار جوز الهند الضخمة - الحمامة الوردية أيضاً. قد تضفي ونسيم البحر أجواء خرافية خصوصاً للاعبي الغولف الذين ينعمون بالمساحات الخضراء. البلشونيات الرمادية والفلامنغو الزهري والبط البري والإوزات السوداء، تبدو الحياة البرية في الجزيرة حرّة، وهو الشعور الذي يحظى به كل ضيف. تقول بائعة الورد أنجيلي: «حين يمضي المرء نهاره مع الزهور يشعر بالراحة على الدوام ولا تفارقه الإبتسامة». تختصر أنجيلي بكلماتها مشاعر الجزيرة التي هي بمثابة حديقة فواحة غنية بما يثير الحواس لوناً وصوتاً. معجزة حب حكي أن ثنائياً كان يمضي شهر العسل في ذاك المنتجع. قرّرا أن يغوصا صباحاً ليشاهدا الأسماك بين الشعب المرجانية. اكتشف العريس أنه أضاع خاتم الزواج خلال السباحة. في اليوم التالي، عاد على متن قارب ليبحث عن الخاتم لكنه رجع خاوي اليدين. بعد يومين، وبعد ساعة من البحث في مكان الغوص وجد الخاتم عالقاً في إصبع مرجانية. فردوس وفاكهة الفاكهة للإستهلاك المحلي، المانغا والأناناس والبابايا والليتشي تقدم بكثرة مع الوجبات. تتوج الأطباق بالزهور والصلصات المستوحاة من ألوان الطبيعة. خصب استوائي ونضرة الأنثوريوم الأحمرAnthurium وأشجار النخيل يمكن الاقتراب منها في حديقة Botanic Garden Pamplemousses حيث 80 نوعاً من أشجار النخيل. هذه الحديقة معروفة بنباتاتها الأصيلة والغريبة ومستنقعاتها المكسوة بالخضرة بما فيها بحيرة الزنبق العملاقة Lily Victoria Amazonica. يشبه مطبخ موريشوس قاطنيها، هو غني بالألوان وهجين من ثلاث قارات. يقدم إلى الزائر تشكيلة من الأطباق الهندية والصينية والعربية والأوروبية على المأدبة نفسها مع بعدٍ محلي فريد. أحد اختصاصات الجزيرة هو فطيرة Dholl Purri المحشوة بالبازلاء المقدمة مع التوابل المنكهة والسمبوسة مع الفلفل الحار. لا بد من تذوق «ميداليات» الكركند ومعكرون Macaroon جوز الهند الشهيّ مع الآيس كريم. أي نسغ يغرس الجبال؟ كان السكر نادراً وثميناً، سحرياً متصلاً بالترف في ما مضى. هذه النباتات الطويلة الحمراء والزهرية والبيضاء المخضرة، قصب السكر، هي حياة الجزيرة التي تضبط إيقاع مشهديتها المدهشة. يجب تأمّل ألوان القصب في الطبيعة لمعرفة أي نسغ يغرس الجبال. تغمر السعادة أهل الجزيرة، عُشاق الأرض حين يزهر القصب ويبدو وكأنه جيش المهراجا. عبَر سكر موريشوس البحار إلى بريطانيا والهند وأوستراليا. القرن العشرون في الجزيرة كان متصلاً بالقصة الإقتصادية للسكر. صناعة السكر في موريشوس هي اليوم معروفة من الأسواق العالمية، السكر الأسمر والداكن والأحمر والسميد الذهبي والبني Demarara... هذا البلد الإستوائي، إلى جانب نخيله وشواطئه، غني بالتاريخ والمغامرات الإنسانية والتنوع. رحلة A380 إنها لا تقل عن فندق طائر! شغلت طيران الإمارات الناقلة العالمية الأسرع نمواً طائرتها الإيرباص A380 العملاقة يومياً إلى موريشوس ابتداءً من منتصف كانون الأول/ديسمبر 2013. يأتي ذلك احتفالاً بمرور 45 عاماً على استقلال أجمل جزر المحيط الهندي. استغرق تصنيع A380 ثماني سنوات تقريباً. كل ركن في هذه الطائرة العملاقة صُمّم بعناية فائقة لمنح ركاب طيران الإمارات أفضل تجربة في الأجواء. إنها لا تقل عن فندق طائر، وثورة في عالم السفر الجوي بفضل مستويات الرحابة والراحة. تنقسم الطائرة أفقياً طابقين كاملين، وتتضمن أجنحة الدرجة الأولى مقاعد مريحة تتحول إلى أسرّة مستوية بالكامل مع تجهيزات لتدليك الجسم وثلاجة صغيرة وشاشة كبيرة، ومفاجأة الطائرة «دوش» كما في المنزل ولكن فوق السحاب. كما يشكل الهدوء إحدى مفاجآت هذه الطائرة الضخمة. فمحركات GP7200 تعتبر الأقل ضجيجاً، مما يعني مزيداً من الراحة والهدوء للركاب في الأجواء.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة موريشوس أرض السُكّر والإبتسامات جزيرة موريشوس أرض السُكّر والإبتسامات



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca