لندن ـ ماريا طبراني
تحتضن جزيرة كورفو الألبانية، سنويًا مليون سائح، من الراغبين في الاستمتاع بأفضل طبيعة بكر في أوروبا، حيث الأطلال والآثار القديمة، وضمها أكبر مجموعة من المزارات السياحية الأثرية في حوض البحر المتوسط.
ويغلب على ألبانيا الطقس المتوسطي المشمس نهارًا، إلا أن الكثير من السحب السوداء تعكر صفو السماء من حين لآخر، وهو الأمر الذي تُعد جزيرة كورفو استثناءً منه، حيث تبدو السماء صافية طوال الوقت وتبدو القمم الجبلية مزدهرة بالخضرة طوال الوقت أيضًا، ويمكن للسائحين أيضًا القيام بتجربة رحلة سياحية ولو ليوم واحد فقط في ميناء سارنادا بالقرب من المنطقة الأثرية اليوناية الرومانية في بوترينت، وهي الرحلة التي تنطوي على مغامرة جديدة تجمع بين القديم والحديث حيث يُعد الوصول إلى الفيلا التي تنزل بها أثناء الإقامة مغامرة في حد ذاتها، لأن تلك الفيلات تقع على مرتفعات تحيط بقرية نيزاكي يمكن الوصول إليها عبر ممرات ضيقة صاعدة إلى أعلى، وهو ما يجعل الرحلة إلى أعلى بالسيارة والوصول إلى مكان الانتظار مهمة مستحيلة، ومع ذلك، فالأمر يستحق العناء حيث تصل إلى الفيلا لتجد حوض سباحة فاخر خاص في انتظارك، وتيراس مكشوف يشبه تلك الشرفات التي نراها فقط في الأحلام، وهي المكان الذي يطل على الشاطئ حيث كان الملك أوديساس يجلس للاستمتاع بالبحر والشمس والهواء الطلق وعلى مقربة منه الأميرة الجميلة تغتسل بمياه البحر الصافية على أنغام الطبيعية التي تتقدمها صيحات الديكة، هذا هو المشهد الأسطوري الخيالي الذي لا يمكن أن تراه، بل لا يمكنك أيضًا أن تعيشه، إلا على شاطئ الأوديسا في كورفو.
وتشبه المنطقة التي تقع بها كورفو، حدوة الحصان حيث تمثل المياه مكونًا أساسيًا من المكان المُحاط بسياج من الأشجار، يعلو الجرف المؤدي إلى المياه مما يجعل الجزيرة مكانًا مثاليًا لانطلاق الرحلات البحرية من وإلى كورفو، وهو على الأرجح ما يجعل الجزيرة تستأثر بمعظم السياح الذين يتوجهون إلى ألبانيا سنويًا حيث يذهب إليها مليون سائح، وهو الرقم الهائل بالنسبة لجزيرة.
وكانت ألبانيا قبل 20 عامًا فقط، تعج بالمسلحين الذين وصل عددهم إلى 750000 مسلح، ينتشرون في جميع أنحاء البلاد، وهو ما كان عبئًا كبيرًا تتحمله السياحة في هذه الدولة التي أطلق عليها البعض كوريا الشمالية أخرى في القارة الأوروبية، أما الآن، فقد اختلف الوضع تمامًا حيث يمكنك الآن رؤية الوفود السياحية من جميع أنحاء العالم يتجولون بحرية بين المزارات المختلفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر