آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

على الرغم من إعلانه أنه يعالج من مرض الربو بالسالبوتامول

فروم في 2017 من قمة التفوق الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فروم في 2017 من قمة التفوق الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات

البريطاني كريستيان فروم
القاهرة - محمد عبد الحميد

على الرغم من دخوله إلى تاريخ رياضة الدراجات عقب فوزه هذا العام بسباقي فرنسا "تور دو فرانس" وإسبانيا "لا فويلتا"، تحول الدراج البريطاني كريستيان فروم إلى شخص مشتبه فيه بعد أن سقط في اختبار للكشف عن مادة السالبوتامول المنشطة.

وفاز فروم في 2017 برابع ألقابه في "تور دو فرانس"، وهو الثالث على التوالي له في السباق ذاته، كما حقق فوزًا مهمًا أخر عندما توج في أيلول/سبتمبر الماضي بسباق "لا فويلتا"، وهو أول سباق كبير يفوز به بعد السباق الفرنسي.

ووضعت هذه الثنائية التاريخية فروم على قدم المساواة مع النجوم الكبار في عالم الدراجات مثل جاك أنكيتيل و بيرنار إينو، الوحيدين اللذين نجحا حتى العام الجاري في حصد لقبي السباقين الكبيرين في 1963 و1978 على الترتيب، ليؤكد سطوته على هذه الرياضة في العقد الثاني من هذا القرن.

ولكن نجاح فروم اصطدم بشبهة تعاطي المنشطات، حيث أعلن الاتحاد الدولي للدراجات في الأسبوع الماضي أن فروم سقط في اختبار للكشف عن مادة السالبوتامول المنشطة في السابع من أيلول/سبتمبر، أي بعد ثلاثة أيام فقط من فوزه بسباق إسبانيا، ومن المعروف أن فروم/32 عامًا/ يعاني من مرض الربو ويتناول السالبوتامول من أجل مكافحة هذا المرض، ولكن شبهة تناوله لهذه المادة كمنشط تفجرت بعد أن كشفت الاختبارات تجاوز نسبة هذه المادة في عينات التحاليل القدر المسموح به لاستخدامها كعلاج.

وتسمح الهيئات والاتحادات الرياضية المختلفة للرياضين بتناول بعض المواد المحرمة كنوع من العلاج في إطار القدر المسموح به في لوائحها، لكن تحاليل عينات البول الخاصة بالبطل العالمي ونجم فريق "سكاي" للدراجات رصدت وجود ألفين نانوجرام من مادة السالبوتامول في كل ميليغرام من السائل، في حين أن الحد المسموح به هو ألف نانوغرام فقط، أي نصف الكمية التي ظهرت في التحاليل.

ومن المقرر أن يعتبر الاتحاد الدولي للدراجات هذه الواقعة حالة منشطات واضحة، إلا إذا أثبت فروم ما يناقض هذا، أي يتعين على الدراج البريطاني أن يثبت أن الكمية التي يستخدمها من هذه المادة ضرورية من أجل العلاج، ورفض الدراج البريطاني الاتهامات الموجهة له من خلال بيان أصدره فريقه "سكاي"، حيث قال "الجميع يعرف أنني أعاني من الربو وأدرك جيدًا ما هي اللوائح، استخدم بخاخ لاتفادى الأعراض في إطار الحد المسموح به وأعرف جيدًا أنهم سيخضعونني للاختبار يوميًا طالما أضع رداء البطل". 

وتابع فروم قائلا "أراعي موقفي كرائد في رياضتي، الاتحاد الدولي للدراجات لديه كل الحق لإخضاع النتائج للتحليل، وسأمده بالمعلومات التي يحتاجها بمعاونة الفريق"، وقبل أن يسقط فروم، الذي كانت تأمل رياضة الدراجات أن تطوي من خلاله أعوام حالكة مليئة بقضايا المنشطات، بين براثن الشبهات والاتهامات، نجح هذا الدراج البريطاني في التتويج باللقب الرابع له في "تور دو فرانس".

ولم يتحقق هذا الانتصار الثمين بفضل تدخل السلطات كما حدث في مونت فينتو عام 2013 أو بالفوز بشكل كاسح بسباقات "عكس عقارب الساعة"، ولكن بفضل مجهود شخصي رائع، وتمكن فروم، الذي لم يفز بأي مرحلة خلال السباق، من التقدم في مساره من دون إهدار للوقت أو ارتكاب أخطاء، ليحقق مع نهاية السباق في مارسيليا أفضل زمن ويتوج باللقب. 

ووصل فروم إلى المرحلة النهائية متقدمًا بـ 23 ثانية عن الفرنسي رومان بارديه و29 ثانية عن الكولومبي ريغوبيرتو أوران، الوحيدين اللذين كان بمقدوروهما تهديد حلم فروم في التتويج باللقب الرابع له في تاريخه في السباق الفرنسي، وقدم فروم في ذلك أداءً مبهرًا وسجل أفضل ثالث زمن واحتفى بلقبه التاريخي على شواطئ مارسيليا المطلة على البحر المتوسط، ولكن لسباق إسبانيا مع فروم قصة مختلفة اكتنفتها صعوبات أكثر من تلك التي واجهته في "تور دو فرانس".

وحل فروم ثلاث مرات في المركز الثاني في السباق الإسباني، كما سبق له وأن انسحب منه مرة واحدة في 2015، وجاء العام 2017 يحمل البشرى للدراج البريطاني ويمنحه الأمل في الفوز بالسباق الذي كان عصيًا عليه خلال السنوات الماضية، ففي ظل غياب الكولومبي نايرو كوينتانا الذي فاز عليه في العام السابق، لم يكن أمام فروم منافس قوي سوى الإيطالي فينسينزو نيبالي، هذا بالإضافة إلى تراجع مستوى الدراج الإسباني البرتو كونتادور الذي فاز عليه في 2014 في إحدى مراحل السباق، مما يعني أن كل شيء كان مهيئًا لظهور البطل الجديد، ولم يفوت الدراج البريطاني الفرصة على نفسه، وعلى النقيض مما حدث معه في "تور دو فرانس"، بسط فروم سيطرته على "لا فويلتا" منذ البداية.

وارتدى فروم قميص القائد باللون الأحمر وفاز بمرحلتين حافظ خلالهما على تفوقه الكبير على نيبالي ليتقدم عليه في التصنيف النهائي بدقيقتين و15 ثانية، وكان سقوطه في المرحلة الثانية عشرة ومعاناته في صعود طريق "لوس موتشاتشوس" الجبلي الوعر هي اللحظات الأكثر صعوبة التي واجهت فروم في طريقه للفوز بهذا السباق وتحقيق إنجاز تاريخي. 

ولكن توارى هذا الإنجاز الكبير إلى الظل بعد تفجر فضيحة المنشطات الأخيرة، فبعيدًا عن الألقاب أصبحت سمعة فروم مهددة بشكل كبير كونه يعد النقطة الفاصلة في تاريخ رياضة الدراجات بين حقبة الدراج الأميركي لانس ارمسترونغ صاحب فضيحة المنشطات الشهيرة وحقبة لا تعرف إلا الرياضيين الشرفاء، ولذلك يتعين على الدراج البريطاني أن يثبت خلال الفترة المقبلة أنه بالفعل يستحق هذا الموقع الريادي التاريخي في رياضة الدراجات.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فروم في 2017 من قمة التفوق الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات فروم في 2017 من قمة التفوق الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca