يعيش الدوري الاحترافي المغربي أزمة كبيرة بسبب فيروس كورونا، فلا هو استأنف نشاطه كما جرى التخطيط له، ولا الرؤية اتضحت بشأن مستقبله.
كما يسود الغموض موقف جهاز الكرة والرابطة الاحترافية، وكلاهما يراقبان التطورات الأخيرة دون حسم قرارهما أو موقفهما بشأن إنهاء أو تمديد فترته لشهر آخر مقبل.
وفيما يلي يسلط "كووورة" الضوء على الجوانب الخاصة باستئناف الدوري والفشل الذي أحاط بهذه العودة، إضافة لتحديد مسؤولية الأطراف التي أساءت تدبير عودة نشاط المسابقة.
قرار حاسم
ظهر قبل شهرين فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة، ليؤكد أن الدوري سيستأنف نشاطه وسيستكمل بعد ترخيص من الحكومة، كما سبقه عثمان الفردوس وزير الشباب والرياضة، الذي شدد داخل البرلمان على عودة النشاط الكروي بالمغرب وفق مراحل.
وتحددت العودة بالتدريبات عبر مجموعات داخل الأندية، وبعدها الانخراط في تدريبات جماعية، واتسمت هذه الفترة بانضباط كبير للفرق، دون تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا.
الرهان الصعب
وصف بالرهان الصعب كي لا يقال عنه الرهان المستحيل، حين التزم لقجع شخصيا بأن يتولى ملف برمجة مباريات الدوري دون سواه، على أن تنتهي الجولات الـ10 المتبقية في 32 يوما، تنطلق يوم 11 آب/أغسطس وتنتهي يوم 13 أيلول/سبتمبر.
وبدا للمتابعين الذي يعرفون شؤون الدوري المغربي وتقلباته ومزاجية مسؤولي الأندية، أنه سيصعب كثيرا كسب هذا الرهان، وما هي إلا فترة قصيرة بعد العودة للعب، حتى اتضح أنه بالفعل رهانا يستحيل تحقيقه، وبلوغه غير وارد على أرض الواقع.
دليل صحي وبروتوكول متجاوز
قبل العودة نشر اتحاد الكرة على موقعه ما سماه بالدليل الصحي الإلزامي للأندية والذي تضمن بروتوكول يلزم الفرق باتباعه، بعدها سيتم تجاوز عدد من مقتضيات هذا البروتوكول الذي يمنع بصق اللاعبين أثناء المباريات وقد حدث هذا مرارا، ويمنع تبادل القمصان، ويمنع خوض المباريات دون إجراء المسحة.
وفجر نادي سريع وادي زم مؤخرا فضيحة من العيار الثقيل بعدما واجه أوليمبيك آسفي، ولاعب من صفوفه يحمل فيروس كورونا، لتحدث ضجة كبيرة لم يصدر بشأنها جهاز الكرة أو الرابطة الاحترافية أي بيان لتوضيح ملابسات الحادث.
السلطات على الخ
اتضح للجميع أن هناك سوء تنسيق بين اتحاد الكرة والرابطة الاحترافية والسلطات المحلية داخل مختلف المدن التي احتضنت مباريات الدوري، والدليل حادث غير مسبوق في أي من الدوريات، وهو اقتحام رجال السلطة قبل أسبوعين ملعب مباراة وداد تمارة والنادي القنيطري بالدوري الثاني، لتأمر طاقم التحكيم بوقف المباراة، بسبب عدم توصل السلطات بنتائج مسحة للقنيطري الذي كان أحد لاعبيه مصابا بكورونا.
ثم تكرر نفس المشهد بتدخل محافظ الرباط مؤخرا ليفرض على لاعبي الرجاء مسحة جديدة كي يرخص لهم بمواجهة الفتح الرباطي، وسبق هذا تضارب مواقف بين سلطات تطوان واتحاد الكرة قبل مباراة التطواني والرجاء، إذ جرى الترخيص للتطواني باللعب رغم إصابة لاعبين من صفوفه قبل هذه المباراة بالفيروس.
مؤجلات بالجملة
بعد استئناف الدوري عبر الجولة الـ21 انطلقت مشاكل لا تحصى ولا تعد، من بينها اجتياح الفيروس لـ10 فرق من المسابقة، وتراكم مؤجلات سيصعب خوضها مستقبلا.
ويمتلك اتحاد طنجة 5 مؤجلات، وهو الفريق الذي لم يخض ولا مباراة بعد العودة من التوقف، كما للوداد وبني ملال 3 مباريات مؤجلة، والجيش ووادي زم والرجاء مبارتين وبقية الفرق تملك مباراة ناقصة من رصيدها.
وبمرور الأيام تعلن الفرق اجتياح كورونا لصفوفها ما يكشف وجود خلل في صفوفها، واستهتار من جانبهم في اتباع الدليل الصحي، وتقصير من جهاز الكرة في تعقب المخالفين.
الجيش يحرج الجهاز
أحرج نادي الجيش الملكي جهاز الكرة بعد أن أعلن عن بادرة هامة وهي إدخال لاعبيه الحجر الصحي الجماعي، ومنع مغادرتهم المركز الرياضي بالمعمورة لغاية نهاية الموسم.
قرار ألهم جهاز الكرة والرابطة الاحترافية بإلزام الأندية الأخرى باتباع نفس النهج، لكن بشكل متأخر إذ كان يجدر بها أن تفرض هذا الحجر قبل استئناف المسابقة، لتفادي مخالطة اللاعبين لغيرهم، وهو ما تسبب في تسونامي غير سبوق بين باقي الدوريات العربية التي عادت للعب، وجلب انتقادات كبيرة لجهازي الكرة والرابطة الاحترافية.
قد يهمك ايضا
بنحليب يتلقّى الضوء الأخضر للعودة إلى تمارين الرجاء الرياضي
الرجاء يسعى إلى كسر "عقدة" 3 سنوات أمام الفتح الرباطي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر